من الذي يبدأ

من الذي يبدا

كانا جارين بالوراثة فابوا سالم كان جار ابو سليم وكانا يجلسان كل يوم تقريبا يتسامران حتى ينتصف الليل وفي احدى الامسيات قال سالم

كثير من الناس في هذه الايام وبسبب الحصار لا يحصلون على ما يكفيهم من الطحين .

قال كريم في نفسه ، يالله اظن ان سالم بحاجة الى الطحين وخجل ان يخبرني مباشرة

– ما تقوله صحيح فانا اعتقد ان كثيرا من الناس في حاجة ماسة الى الطحين ولكن يخجلون ان يذكروا ذلك .

قال سالم في نفسه، يظهر ان كريم بحاجة ماسة الى الطحين وهذا ما ظهر من كلامه

– نحن في بعض الاحيان نحتاج الى ان نرفع الكلفة فيما بيننا فالذي يحتاج الى شيء يطلبه مباشرة من اخيه فنحن اخوة وجيران منذ مائة سنة يعني أصبحنا اهل .

ضحك كريم من كلامه وقال : نحن جيران لاكثر من مائة سنة ولكن ياسالم لم يعد هناك الكثير الذين يراعون حق الجيرة فالدين والحمد لله هو الذي جعلنا كالاخوة ونراعي حق الجيرة فالله سبحانه وصانا الى سابع جار ثم ان الرسول r كره ان نخرج رائحة الطعام الى الجار فالكثير مثلا يشوي لحما ويتعمد ان تخرج رائحة الشواء ليفاخر بها على جاره . قال سالم في نفسه : لقد شوينا اللحم هذا اليوم لابد انه شم الرائحة ويخجل ان يطلب منا

كلامك صحيح فهذا يحصل كثيرا وانا في رأيي ان لا يخجل الجار من ارسال شيء لجاره كما ان على الجار الاخر ان لا يخجل من اخذ شيء من جاره وهذا ما اراده الله لنا . قال كريم في نفسه نسيت اني شويت لحما هذا اليوم وكان من المفروض ان ارسل له والله انها غلطة.

ثم يا اخ سالم رأيت قسما من الجيران يرمي قشور الفاكهة في الباب ليراه جاره. قال سالم: وكثيرا من الجيران يرسل اولاده الى الشارع يحملون الحلوى ليراه اولاد جاره وهذا كله حرام اليس كذلك؟! سكتا قليلا قال سالم في نفسه علي ان اقوم مبكرا لاستطيع جلب الطحين والحلوى والباقي من الشواء لجاري الكريم . قال كريم في نفسه علي ان اقوم مبكرا لاجلب الطحين والفاكهة والباقي من الشواء لجاري سالم قاما سوية وقالا سوية – تسمح لي فان لي عملا مستعجل اود القيام به ضحكا سوية وخرجا سوية قال سالم لزوجته

اقسمي الطحين الذي لدينا واعطيني ما بقي من اللحم المشوي وما بقي من الحلوى فنحن قد اخطأنا في حق جارنا كريم فلم نذكرهم في شيء. قالت زوجة سالم : وهذا حرام علينا فقد مضى على الحصار عام كامل والله اننا نستحق عقاب الله لنا ، قال كريم لزوجته جهزي لي نصف الطحين وما بقي من اللحم والفاكة فاننا قد قصرنا في حق جارنا سالم !! قاطعته زوجته

والله كلامك صحيح وانا فكرت في ذلك اليوم فقد شاهد اولاد سالم اولادنا وهم يحملون فاكهة وفي مثل هذه الايام الفاكهة نادرة .

اذن اسرعي ياعزيزتي حتى لا نتاخر في الليل. خرج كريم يحمل الطحين على ظهره وهو مطرقا واتجه الى بيت سالم وتبعته زوجته . وخرج سالم وهو يحمل الطحين على ظهره وهو مطرق واتجه الى بيت كريم ولشدة سرعتهما كادا ان يصطدما راسا براس فضحكا حتى القيا ما على ظهورهم على الارض وجلسا عليه في الشارع وبعد لحظات وصلت زوجتيهما وضحكوا جميعا قالت زوجة سالم

هناك سبعة جيران فما خرج لله لا يرجع الى بيوتنا فسارا سوية وزوجتيهما خلفهما تحمل اكياس اللحم والفاكهة والحلوى, قال سالم : اتعرف انك تشبه عمر ابن الخطاب وهو يحمل الدقيق الى الفقراء في الليل قال كريم: وانك ياسالم تشبه سالم الذي كان يسير مع عمر ابن الخطاب فياليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما .

اترك تعليقاً