يأكلون ويتمتعون كالحيوانات
يأكلون ويتمتعون كالحيوانات
يقول سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)) ( محمد 12 )
مختصر اقوال المفسرين
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار , أي يوم القيامة , وقوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين أمنوا الآية المولى الناصر الموالي , قال قتادة نزلت هذه الآية يوم احد ومنها انتزع النبي صلى الله عليه وسلم رده على ابي سفيان حين قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم لما ذكر تعالى أنه ولي المؤمنين ذكر ما يفعل بهم في الآخرة من دخول الجنات التي تجري من تحتها الأنهار التي تسقي تلك البساتين الزاهرة والأشجار النضرة المثمرة بكل زوج بهيج وكل فاكهة لذيذة والذين كفروا يتمتعون يعني يعيشون بما أعطوا في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام ليس لهم هم إلا الأكل والشرب والجماع , والنار مثوى لهم أي منزلا ومستقرا لهم , او ليس لهم هم إلا التمتع والأكل كالأنعام
والذين كفروا يتمتعون في الدنيا كأنهم أنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم ساهون عما في غدهم أي يأكلونه أي الأكل مشبها أكل الأنعام والمعنى أن أكلهم مجرد من الفكر والنظر كما تعيش البهيمة الأنعام , أي إن الأنعام تأكل وتشرب ولا تدري ما في غد.
التفسير العلمي لهذه الآية
يدخل الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات ، وكما قلنا جنات تجري من تحتها الأنهار من الماء الصافي النظيف ومن العسل اللذيذ والحليب الذي لا يحمض والخمر اللذيذة للشاربين ، وفيها من كل الثمرات ، لقد أيقن أصحاب العلم إنه كائن لا محال وأصبحت الدلالات العلمية تجعلنا نكاد أن نرى هذه الجنة من الآن كما رأينا وعرفنا الكواكب وهي بعيدة عنا بالعلم والرياضيات بالرغم من اننا لم نرها بأعيننا في حينها .
هؤلاء المؤمنين لهم المثل الطيب عند الله فأعطاهم احسن صورة ، وعرفنا ما اعطى الله سبحانه من مثل الكفار فهم كالكلب الذي يلهث وكالحمار يحمل أسفاراً أو قردة و خنازير أو كالأنعام وبئس مثل الذين كذبوا بآيات الله ، وهنا يضرب الله سبحانه وتعالي للكافرين مثلاً أنهم كالأنعام (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ) وعندما يمثل سبحانه وتعالي الكفار بالأنعام فقد جاء المثل بعدة ملاحظات مهمة وهي:
أولاً إن الله سبحانه وتعالي قال إن الذين كفروا يتمتعون ويأكلون ، ولكن وبصورة دقيقة وجه المثل إن عملية الأكل كالأنعام وليس المتعة ، أي إن الذين كفروا يتمتعون ، ثم هم يأكلون كما تأكل الأنعام.
ثانياً إن الكفار يأكلون كما تأكل الأنعام لا كما تأكل الحيوانات أي بالرغم من المعنى الذي سيفهمه السامع للقرآن أن الكفار كالحيوانات وهذا ما فهمه الكثير من المفسرين كما راينا سابقا ولكن هنا المذكور هي الأنعام .
ثالثاً إن الصورة في نفس السامع ستكون المقصود بها هي الشهوات الحيوانية بصورة عامة .
لنراجع النقاط الواحدة تلو الأخرى ، النقطة الأولى أن الحيوانات أنواع مختلفة وأمم كما وصفهم صلى الله عليه وسلم ، فالحيوانات العليا كالقرود والنسناس والغوريلا لها صفات التمتع وبالخصوص المتع الجنسية وهي لذلك تمارسه بصورة مستمرة وتعرف متعة الطعام وتعرف حد الشبع ولكن كلما انحدرنا في سلم الحيوانات ( على أساس ان هناك طبقات للحيوانات حسب التصنيف المتبع علمياً ) فإن مراكزها الدماغية تضعف وعندما تصل إلى مستوي المواشي المجترات ( الإنعام ) فإنها تفقد متعة الطعام ومتعة الجنس ويصبح السيطرة على الطعام ضعيفة فتأكل بصورة مستمرة ما دام هناك أمامها طعام ولا تعف شيئاً ، والطعام يدخل إلى الكرش ولا يدخل إلى المعدة وليس هناك حداً لامتلاء الكرش ، أي أن المواد التي تأكل لا ينعكس تأثيرها على الدم مباشرة ليكون لها تأثير مركزي، وبالمعني الصحيح إنها تأكل ولا تشبع وعندما تأكل لا تمضغ طعامها بل تمضغه عندما تعود من المراعي فتقوم بإخراج الطعام من الكرش إلى الفم ثم تمضغه مرة أخري ( الاجترار ) فالإنعام تأكل ولا تشبع ولا تحس بمعنى الأكل ، وبدراسة علمية لمعرفة الوجبة الألذ للإنعام وجد أن عمليات خاصة وراتنجات خاصة تجعل الحيوانات تقلل كمية الأكل ولم يجدوا له أثراً إلا بسبب تأثيرها على الكرش مباشرة ، وتقليل هذه ( الألكلويد ) جعل الحيوانات تأكل أكثر ، وإخفاء طعم هذه الألكلويد لم يجعل الحيوان يزيد من أكله أي ان هذه الحيوانات تأكل بدون متعة ولا تجد لطعامها طعماً وبدون حدود ، أما المتعة ونقصد هنا الجنسية فالأنعام تكاد تختفي فيها المتعة الجنسية (ليس المقصود هو رعاية الصغار و استمرار النوع ) والجنس عندها عبارة عن دورة محدودة يحددها هرمونات بوقت محدد من العام وبعد حصولها على كميه كافيه من الطعام, وتزداد الشحوم لديها , سينطلق هرمون اسمه اللبتين الذي يفعل تأثير هرمونات الغده النخامية (البتيوتري) فتعمل على تنشيط المبيض واطلاق رائحه خاصه من غده على الجلد لدى الاناث ,فتؤثر على الذكور لتحفيز العملية الجنسية , وهذه كلها تنتهي خلال أيام بعد التلقيح ، وبدراسة معمقة وجد أن إناث الأنعام كالأبقار لها مدة محدودة تنطلق منها الروائح التي تجلب إليها الذكر ثم تتوقف بعد التلقيح مباشرة ، أما الذكور فلأجل استمرارية عملية التلقيح فإنها تحتاج إلى إعطائها هرمونات خاصة وتساق إلى إناثها سوقاً أي لا توجد شهوات شعورية تدفعها نحو استمرار الجنس ، فالأمر أشبه بالأعمال الانعكاسية أي ان الذكر الذي لا يجد أنثي سوف لن ينزع إلى الجنس ، وبدراسة أخرى وجد ان بعض الحيوانات كالكلب والخنزير قد يحدث لها نوعاً من الاضطراب الجنسي بمداعبات خاصة وفي غير الوقت المعتاد لها أو خارج نطاق دورتها الجنسية المعتادة ، وكل هذا يثبت ان الانعام لا تمتلك إلا القليل من المتع إن كانت متع الطعام أو متع الجنس وبالأخص الحيوانات المجترة ( الأنعام ) لذلك وبدقة القرآن المعهودة ذكر سبحانه وتعالى أن الكافر يتمتع بالمتع الجسدية والتي نسميها الحيوانية كالجنس و الطعام والسلطة ويأكل كما تأكل الأنعام أي ان أكله مستمر لا يتوقف كالأنعام وهذا ما وجد عند البدينين فمعظمهم يقول لك انه يأكل ولا يجد طعما ولا يستطيع التوقف عن الاكل, وكثير منهم يصاب بالكآبة لكثرة ما يأكل وللحالة النفسية تأثير كبير حيث ان معظم من يأكلون كثيرا يقولون انهم يلتجؤون الى الطعام عندما يثارون نفسيا !!
وثانياً إن ما استشعره السامع أن الكافر كالحيوان هي في الحقيقة ذكرت كالأنعام لان الأنعام هي الحيوان الأمثل لضرب المثل به لإعطاء المقصود من أن الكافر يأكل ما دام أمامه طعام ، أما الحيوانات ففيها من التي تحس بالشبع ولا تأكل إلا الكمية المحددة وما زاد أما تتركه لغيرها كما تفعل الأسود أو تدفنه للقادم من الأيام كما تفعل الكلاب وهي تحس بالشبع لذا فالأنعام هي المراد ذكره هنا في المثل والذي سيكون في نفس سامع القرآن هو الحيوانات بصورة عامة ،
ثالثاً إنك عندما سمعت الآية تصورت ان الكافر هو شخص مساق بشهوات حيوانية من متع جنسية أو متع الطعام أي انه حيواني لا أكثر وهذا المعنى سيق إلى نفس العربي في ذلك الوقت في هذا المثل ولكن ونحن في عصر العلم والبحث وجدناه مطابقاً تماماً للعلم الحديث والمعلومات الدقيقة التي فيه بالرغم من أن المعنى جميل ومؤثر والصياغة اللغوية قوية جداً لكنها ليست معتادة فعندما ذكر سبحانه وتعالى هنا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ) أصبح ذكر أكل الأنعام توكيد أو تخصيص وهو في اللغة يعتبر أمتن وأبلغ لو قلنا يتمتعون ويأكلون كالأنعام أو أن يقول يتمتعون ويأكلون كما تأكل وتتمتع الأنعام حيث في الجملة الأولي صيغة بلاغية وفي الثانية تخصيص وتوكيد ولكن ستكون الصيغتين خطأ علمي فادح فهي ليست ضربة حظ أن تأتي هكذا بل هي من لدن عليم خبير .
اقوال المفسرين في هذه الآية لمن يحب الرجوع اليها
الدر المنثور – السيوطي ج7/ص463
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام قال لا يلتفت إلى آخرته
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز – الأندلسي ج5/ص113
وقوله تعالى ويأكلون كما تأكل الأنعام أي أكلا مجردا من فكرة ونظر فالتشبيه بالمعنى إنما وقع فيما عدا الأكل من قلة الفكر وعدم النظر فقوله كما في موضع الحال وهذا كما تقول لجاهل يعيش كما تعيش البهيمة فأما بمقتضى اللفظ فالجاهل والعالم والبهيمة من حيث لهم عيش فهم سواء ولكن معنى كلامك يعيش عديم النظر والفهم كما تعيش البهيمة
والذين كفروا يتمتعون أى ينتفعون فى الدنيا بمتاعها ويأكلون كما تأكل الأنعام غافلين عن عواقبهم والنار مثوى لهم أى منزل ثواء وإقامة والجملة إما حال مقدرة من واو يأكلون أو استئناف
تفسير ابن كثير ج4/ص176
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار أي يوم القيامة والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام أي في دنياهم يتمتعون بها ويأكلون منها كأكل الأنعام خضما وقضما ليس لهم همة إلا في ذلك ولهذا ثبت في الصحيح المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ثم قال تعالى والنار مثوى لهم أي يوم جزائهم
تفسير البغوي ج4/ص180
ذلك الذي ذكرت بأن الله مولى الذين آمنوا وليهم وناصرهم وأن الكافرين لا مولى لهم لا ناصر لهم ثم ذكر مآل الفريقين فقال 12 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم وهم لاهون ساهون عما في غد قيل المؤمن في الدنيا يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع والنار مثوى لهم
تفسير البيضاوي ج5/ص191
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ناصرهم على أعدائهم وأن الكافرين لا مولى لهم فيدفع العذاب عنهم وهو لا يخالف قوله وردوا إلى الله مولاهم الحق فإن المولى فيه بمعنى المالك إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ينتفعون بمتاع الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام حريصين غافلين عن العاقبة والنار مثوى لهم منزل ومقام
تفسير الثعالبي ج4/ص164
وقوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين أمنوا الآية المولى الناصر الموالي قال قتادة نزلت هذه الآية يوم احد ومنها انتزع النبي صلى الله عليه وسلم رده على ابي سفيان حين قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم وقوله سبحانه والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام أي اكلا مجردا عن الفكر والنظر وهذا كما تقول الجاهل يعيش كما تعيش البهيمة والمعنى يعيش عديم الفهم والنظر في العواقب
تفسير الجلالين ج1/ص674
ذلك نصر المؤمنين وقهر الكافرين بأن الله مولى ولي وناصر الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم
12 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام أي ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة والنار مثوى لهم منزل ومقام ومصير
تفسير السعدي ج1/ص786
لما ذكر تعالى أنه ولي المؤمنين ذكر ما يفعل بهم في الآخرة من دخول الجنات التي تجري من تحتها الأنهار التي تسقي تلك البساتين الزاهرة والأشجار الناضرة المثمرة بكل زوج بهيج وكل فاكهة لذيذة ولما ذكر أن الكافرين لا مولى لهم ذكر أنهم وكلوا إلى أنفسهم فلم يتصفوا بصفات المروءة ولا الصفات الإنسانية بل نزلوا عنها دركات وصاروا كالأنعام التي لا عقل لها ولا فضل بل جل همهم ومقصدهم التمتع بلذات الدنيا وشهواتها فترى حركاتهم الظاهرة والباطنة دائرة حولها غير متعدية لها إلى ما فيه الخير والسعادة ولهذا كانت النار مثوى لهم أي منزلا معدا لا يخرجون منها ولا يفتر عنهم من عذابها
تفسير السمرقندي ج3/ص284
ذكر مستقر المؤمنين ومستقر الكافرين فقال إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار وقد ذكرناه والذين كفروا يتمتعون يعني يعيشون بما أعطوا في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام ليس لهم هم إلا الأكل والشرب والجماع والنار مثوى لهم أي منزلا ومستقرا لهم
سورة محمد 13 – 14
تفسير السمعاني ج5/ص172
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تختها الأنهار والذين كفروا
وقوله وأن الكافرين لا مولى لهم أي لا يتولاهم الله تعالى بمعنى أنه لا يهديهم ولا ينصرهم وفي بعض الآثار أن عليا ـ رضي الله عنه ـ سأل ابن الكوا فقال من رب العالمين قال الله قال صدقت قال من مولى الناس قال الله قال كذبت وتلا قوله تعالى ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم وعن قتادة قال نزلت الآية في حرب أحد فإنه لما فشا القتل والجراحات في أصحاب رسول الله وفعل بالنبي ما فعل نادى المشركون يوم بيوم بدر والحرب سجال ثم قالوا لنا العزى ولا عزى لكم فقال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ولا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام يعني لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا وقيل ليس لهم هم إلا التمتع والأكل كالأنعام
وقوله والنار مثوى لهم أي منزل لهم
يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم
تفسير القرطبي ج16/ص235
قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار تقدم غير موضع والذين كفروا يتمتعون في الدنيا كأنهم أنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم ساهون عما في غدهم وقيل المؤمن في الدنيا يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع والنار مثوى لهم أي مقام ومنزل
تفسير النسفي ج4/ص147
ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا اياما قلائل ويأكلون غافلين غير متفكرين في العاقبة كما تأكل الأنعام في معالفها ومسارحها غافلة عما هى بصدده من النحر والذبح والنار مثوى لهم منزل ومقام
تفسير الواحدي ج2/ص1002
وليهم وناصرهم وأن الكافرين لا مولى لهم لا ولي لهم ينصرهم من الله 12
والذين كفروا يتمتعون في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم ثم يصيرون إلى النار
13
روح المعاني – الألوسي ج26/ص45
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار بيان لحكم ولايته تعالى لهم وثمرتها الأخروية والذين كفروا يتمتعون أي ينتفعون بمتاع الدنيا أياما قلائل ويأكلون كما تأكل الأنعام الكاف في موضع نصب إما على الحال من ضمير المصدر كما يقول سيبويه أي يأكلونه أي الأكل مشبها أكل الأنعام وإما على أنه نعت لمصدر محذوف كما يقول أكثر المعربين أي أكلا مثل أكل الأنعام والمعنى أن أكلهم مجرد من الفكر والنظر كما تقول للجاهل تعيش كما تعيش البهيمة لا تريد التشبيه في مطلق العيش ولكن في خواصه ولوازمه وحاصله أنهم يأكلون غافلين عن عواقبهم ومنتهى أمورهم وقوله تعالى والنار مثوى لهم
زاد المسير – ابن الجوزي ج7/ص400
ذلك الذي فعله بالمؤمنين من النصر وبالكافرين من الدمار بأن الله مولى الذين آمنوا أي وليهم
وما بعد هذا ظاهر إلى قوله ويأكلون كما تأكل الأنعام أي إن الأنعام تأكل وتشرب ولا تدري ما في غد فكذلك الكفار لا يلتفتون إلى الآخرة والمثوى المنزل
فتح القدير – الشوكاني ج5/ص32
ذلك إلى ما ذكر من أن للكافرين أمثالها بأن الله مولى الذين آمنوا أي بسبب أن الله ناصرهم وأن الكافرين لا مولى لهم أي لا ناصر لهم يدفع عنهم وقرأ ابن مسعود ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا قال قتادة نزلت يوم أحد إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار قد تقدم تفسير الآية في غير موضع وتقدم كيفية جرى الأنهار من تحت الجنات والجملة مسوقة لبيان ولاية الله للمؤمنين والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام أي يتمتعون بمتاع الدنيا وينتفعون به كأنهم أنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم ساهون عن العاقبة لاهون بما هم فيه والنار مثوى لهم أي مقام يقيمون به ومنزل ينزلونه ويستقرون فيه
معاني القرآن – النحاس ج6/ص470
الله ولي الذين آمنوا في الهداية والنصرة فلما أخبر بولايته المؤمنين وخذلانه الكافرين أعلم بما أعده للمؤمنين والكافرين فقال إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار أي منزل لهم
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم