نزاعة للشوى

نزاعة للشوى

 

 

يقول سبحانه وتعالي (كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)) ( المعارج 15 : 18 ) .

 

 

مختصر اقوال المفسرين في هذه الآية

 

 

كلام ردع شديد للمجرم عن كونه بحيث يود الافتداء ببنيه وعلى أنه لا ينفعه , وكلام ردع للمجرم عن الودادة , وكلا لا ينجيه من عذاب الله شيء ,ولظى من أسماء النار, اللظى اللهب الخالص , و لظى   يصف النار وشدة لهيبها , ونزاعة للشوى الشوى الأطراف وهي اليدان والرجلان وقيل لهامته ومكارم وجهه او أم الراس او تعني لحم الساقين , ونزاعة اي تجذب وتحضر ونزاعة ما دون العظم من اللحم اي تنزع او تخلع الحم من العظم وقال الحسن تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح، تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى   أي تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها ممن أدبر وتولى أي كذب بقلبه وترك العمل بجوارحه , وجمع فأوعى أي جمع المال بعضه على بعض فأوعاه أي أوكاه ومنع حق الله منه من الواجب عليه, تدعو, أي تعذب وقال قال أعرابي لآخر دعاك الله أي عذبك الله , فأوعى أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه .

 

التفسير العلمي لهذه الآية

 

هذا تهديد ووعيد شديد من الله سبحانه وتعالى ، حيث أن الكافر سيكون بالعذاب الشديد الذي لو استطاع أن يفتدي منه بكل أهله وأحبائه لفعل ، فما هذا العذاب الذي جعل هؤلاء الطغاة يتحولون إلى هذا لشكل السلبي الذي جعلهم يضحون بأعزاءهم لأجل النجاة ؟ لابد أنه عذاب شديد جداً ،وبالرجوع الى كتب الطب والفسلجة فإننا سنجد ان من النقاط المؤلمة جداً هو نزع ما يشوي من الجلد(كايتون للفسلجه ص599)( يا الله بالنص تماما) أي ليس كل الجلد بل جزء من الجلد يشوي ، أي أن الحرارة القادمة إلى الجلد أدت إلى شيه ولكن ليس كاملاً ، وهذا ما يحدث في الدرجة الثانية من الحروق فيكون الألم قد وصل إلى القسمين أي القسم السطحي والقسم العميق من متحسسات الالم ، فتحدث حالة من التحسس الشديد الذي يؤدي إلى زيادة حساسية الألم للقطع و الوخز والضغط الموجود أصلاً في الجلد (كايتون للفسلجه ص600)، وهذا الألم يحسه كل من أصيب بحروق الدرجة الثانية ويحتاج إلي علاج ومداوات ، وأول خطوة في علاجنا هو نزع الجزء التالف من الجلد ، لقد وجد أن هذه العملية مؤلمة جداً إلى درجة أنها تؤدي إلى فقدان الوعي من شدة تأثير الالم، وقد يحتاج المريض إلى تخدير عام عميق لإجراء مثل هذا التنظيف ، وفي مثل هذا الألم تقوم الملائكة بنزع الجلد المشوي باللهب والنار ، وطبعاً لن يقوموا بالعمل كالأطباء فيراعوا المريض ويتلطفون به بل أنهم ملائكة غلاظ شداد يرعبون الكافر قبل الألم فينزعون الجلد نزعاً ، أنظر إلى كلمة ( نزاعة للشوى ) إنها نزاعة للمحروق من الجلد وهنا ليس هو النضج بل اللفح السريع هو الذي ينزع أثره في النار و يتساقط ، كلمة نزع تدل على الشدة و القسوة في نار جهنم (تخيل الملائكة وهي تنزع المحروق من الجلد كما تنزع الملابس وقد انحشر جزء منه والتصق والملائكة تجره بقوه ) واطمئنكم ان هذا لن يكون مع الصالح المستقيم بل لمن أدار ظهره لهذا الدين العظيم وتراه غير مكترثاً لاهياً في غيه مع نفسه وشهواته ، مع سلطانه و جبروته ، مع ماله وما جمع وعد وكدس ، أنه بعيداً عن الدين و المبادئ ، لذا نكاد نسمع نار جهنم تدعوه من الآن ولينظر باتجاهها فإنه سيذوق سعيرها في مشاعره وروحه قبل أن يراها يوم القيامة وهناك ينزع منه الشوى وهو صارخاً من الألم الأعظم المقيم الدائم والعياذ بالله .

والاعجاز هنا هو هذا العرض الدقيق لإعطاء اعلى درجة الم للمعذبين في النار فالله سبحانه وتعالى قال ( ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوق العذاب ان الله كان عزيزا حكيماً ) (النساء56) وهذا يعني ان النار تحرق الجلد فاذا نضج وقبل ان يصل الحرق الى العمق فان الله يبدل الجلد المحترق الناضج بجلد سليم ، فالنار كما عرفنا في الفصول السابقة لن تجاوز في حرقها الجلد في نار جهنم ، وعلميا هذه العملية هي الاكثر ايلاما حيث سيحفز النوعين من الالم في الجلد السريع والبطيء وتحفز الآلام الاخرى المتسببة من الضغط وتهتك الأنسجة فعند نزع المحروق من طبقة الجلد المشوية فان اعلى درجه من الالم سوف تحدث ، ولو قارنا ذلك بكلام البشر من المفسرين فسنرى انهم انساقوا وراء الكلام الادبي الاكثر تأثيرا في ظنهم ولاكن علميا هو غير مؤلم ولا يعتبر عذابا شديدا مثلا على ذلك قال مقاتل (اسم لاحد المفسرين المشهورين)( تنزع النار الهامة والأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا إلا أحرقته ) وقال سعيد بن جبير( العصب والعقب ولحم الساقين واليدين) وقال مجاهد( ما دون العظم من اللحم ) وقال سعيد بن جبير( للعصب والعقب) وقال الحسن (أيضا تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح) وقال الضحاك( تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا) وقال بن زيد (الشوى الآراب العظام فقوله نزاعة قال تقطع عظامهم) ، فهذا كلام البشر خطا علمي فاضح ولو كان هذا القرآن من نضم محمد صلى الله عليه وسلم لوقع في نفس الخطأ ولكننا راينا ان كلام الله سبحانه وتعالى بدقة علميه عالية وبمعنى ادبي مؤثر جدا جعل علماء التفسير يطنبون في عرض العذاب المذكور . والكلام الرباني المطابق تماما للعلم الحديث صيغ بأسلوب لم يعترض عليه عرب قريش في ذلك الوقت فهذه الصيغة العلمي الأدبية اللغوية اعجاز ما بعده اعجاز.

 

 

 

اقوال المفسرين في هذه الآية

 

التفسير الكبير – الرازي ج30/ص112

 

كلا ردع للمجرم عن كونه بحيث يود الافتداء ببنيه وعلى أنه لا ينفعه ذلك الافتداء ولا ينجيه من العذاب ثم قال أنها وفيه وجهان الأول أن هذا الضمير للنار ولم يجر لها ذكر إلا أن ذكر العذاب دل عليها والثاني يجوز أن يكون ضمير القصة ولظى من أسماء النار قال الليث اللظى اللهب الخالص يقال لظت النار تلظى لظى وتلظت تلظيا ومنه قوله نارا تلظى ولظى علم للنار منقول من اللظى وهو معرفة لا ينصرف فلذلك لم ينون وقوله نزاعة مرفوعة وفي سبب هذا الارتفاع وجوه الأول أن تجعل الهاء في أنها عماد أو تجعل لظى اسم إن ونزاعة خبر إن كأنه قيل إن لظى نزاعة والثاني أن تجعل الهاء ضمير القصة ولظى مبتدأ ونزاعة خبرا وتجعل الجملة خبرا عن ضمير القصة والتقدير إن القصة لظى نزاعة للشوى والثالث أن ترتفع على الذم والتقدير إنها لظى وهي نزاعة للشوى وهذا قول الأخفش والفراء والزجاج وأما قراءة النصب ففيها ثلاثة أوجه أحدها قال الزجاج إنها حال مؤكدة كما قال هو الحق مصدقا وكما يقول أنا زيد معروفا اعترض أبو علي الفارسي على هذا وقال حمله على الحال بعيد لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال فإن قلت في قوله لظى معنى التلظي والتلهب فهذا لا يستقيم لأن لظى اسم علم لماهية مخصوصة والماهية لا يمكن تقييدها بالأحوال إنما الذي يمكن تقييده بالأحوال هو الأفعال فلا يمكن أن يقال رجلا حال كونه عالما ويمكن أن يقال رأيت رجلا حال كونه عالما وثانيها أن تكون لظى اسما لنار تتلظى تلظيا شديدا فيكون هذا الفعل ناصبا لقوله نزاعة وثالثها أن تكون منصوبة على الاختصاص والتقدير إنها لظى أعنيها نزاعة للشوى ولم تمنع

المسألة الثالثة الشوى الأطراف وهي اليدان والرجلان ويقال للرامي إذا لم يصب المقتل أشوى أي أصاب الشوى والشوى أيضا جلد الرأس واحدتها شواة ومنه قول الأعشى

قالت قتيلة ماله

                 قد جللت شيبا شواته

هذا قول أهل اللغة قال مقاتل تنزع النار الهامة والأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا إلا أحرقته وقال سعيد بن جبير العصب والعقب ولحم الساقين واليدين وقال ثابت البناني لمكارم وجه بني آدم واعلم أن النار إذا أفنت هذه الأعضاء فالله تعالى يعيدها مرة أخرى كما قال نارا كلما نضجت جلودهم بدلنـاهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

بم قوله تعالى

تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى 2

فيه مسألتان

المسألة الأولى اختلفوا في أن لظى كيف تدعو الكافر فذكروا وجوها أحدها أنها تدعوهم بلسان الحال كما قيل سل الأرض من أشق أنهارك وغرس أشجارك فإن لم تجبك جؤارا أجابتك اعتبارا فههنا لما كان مرجع كل واحد من الكفار إلى زاوية من زوايا جهنم كأن تلك المواضع تدعوهم وتحضرهم وثانيها أن الله تعالى يخلق الكلام في جرم النار حتى تقول صريحا إلي يا كافر إلي يا منافق ثم تلتقطهم التقاط الحب وثالثها المراد أن زبانية النار يدعون فأضيف ذلك الدعاء إلى النار بحذف المضاف ورابعها تدعو تهلك من قول العرب دعاك الله أي أهلكك وقوله من أدبر وتولى يعني من أدبر عن الطاعة وتولى عن الإيمان وجمع المال فأوعى أي جعله في وعاء وكنزه ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيها فقوله أدبر وتولى إشارة إلى الإعراض عن معرفة الله وطاعته وقوله وجمع فأوعى إشارة إلى حب الدنيا فجمع إشارة إلى الحرص وأوعى إشارة إلى الأمل ولا شك أن مجامع آفات الدين ليست إلا هذه

الدر المنثور – السيوطي ج8/ص282

نزاعة للشوى   قال لجلود الرأس   تدعو من أدبر وتولى   قال عن الحق   وجمع فأوعى   قال جمع المال

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله   نزاعة للشوى   قال تنزع أم الراس

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال لهامته ومكارم وجهه   تدعو من أدبر   قال عن طاعة الله تعالى   وتولى   قال عن كتاب الله وعن حقه   وجمع فأوعى   قال كان جموعا للخبيث

وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال نزاعة للهام تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نضجا

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه   نزاعة للشوى   الشوى الأطراف

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال فروة الرأس

وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال لمكارم وجه ابن آدم

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال للحم الساقين

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه   نزاعة للشوى   قال الأطراف

وأخرج ابن سعد عن الحكم رضي الله عنه قال كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال سمعت الله يقول   وجمع فأوعى

الكشاف – الزمخشري ج4/ص613

كلا رد للمجرم عن الودادة وتنبيه على أنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب ثم قال إنها والضمير للنار ولم يجر لها ذكر لأن ذكر العذاب دل عليها ويجوز أن يكون ضميرا مبهما ترجم عنه الخبر أو ضمير القصة و لظى علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب ويجوز أن يراد اللهب و نزاعة خبر بعد خبر لأن أو خبر للظى إن كانت الهاء ضمير القصة أو صفة له إن أردت اللهب والتأنيث لأنه في معنى النار أو رفع على التهويل أي هي نزاعة وقرىء نزاعة بالنصب على الحال المؤكدة أو على أنها متلظية نزاعة أو على الاختصاص للتهويل والشوى الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس تتزعها نزعا فتبتكها ثم تعاد تدعوا مجاز عن إحضارهم كأنها تدعوهم فتحضرهم ونحوه قول ذي الرمة   تدعو أنفه الربب

وقوله

ليالى اللهو يطبيني فأتبعه

وقول أبي النجم

تقول للرائد أعشبت انزل وقيل تقول لهم إلي إلي يا كافر يا منافق وقيل تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ثم تلتقطهم التقاط الحب فيجوز أن يخلق الله فيها كلاما كما يخلقه في جلودهم وأيديهم وأرجلهم وكما خلقه في الشجرة ويجوز أن يكون دعاء الزبانية وقيل تدعو تهلك من قول العرب دعاك الله أي أهلكك قال

دعاك الله من رجل بأفعى

من أدبر عن الحق وتولى وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيه وتشاغل به عن الدين وزهي بإقتنائه وتكبر

 

تفسير أبي السعود ج9/ص32

الخبر الذي هو قوله تعالى   لظى   وهي علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب   نزاعة للشوى   نصب على الاختصاص او حال مؤكدة والشوى الاطراف او جمع شواة وهي جلدة الرأس وقرىء نزاعة بالرفع على أنه خبر ثاني لأن او هو الخبر ولظى بدل من الضمير او الضمير للقصة ولظى مبتدأ ونزاعة خبره   تدعو   اي تجذب وتحضر وقل تدعو وتقول لهم الى الى يا كافر يا منافق وقيل تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ثم تلتقطهم التقاط الحب وقيل تدعو تهلك وقيل تدعو زبانيتها   من أدبر   اي عن الحق   وتولى   اعرض عن الطاعة   وجمع فأوعى   اي جمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد زكاته وحقوقه وتشاغل به عن الدين وزهي بإقتنائه حرصا وتأميلا

تفسير ابن كثير ج4/ص422

وقوله تعالى   إنها لظى   يصف النار وشدة حرها   نزاعة للشوى   قال بن عباس ومجاهد جلدة الرأس وقال العوفي عن بن عباس   نزاعة للشوى   الجلود والهام وقال مجاهد ما دون العظم من اللحم وقال سعيد بن جبير للعصب والعقب وقال أبو صالح   نزاعة للشوى   يعني أطراف اليدين والرجلين وقال أيضا   نزاعة للشوى   لحم الساقين وقال الحسن البصري وثابت البناني   نزاعة للشوى   أي مكارم وجهه وقال الحسن أيضا تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح وقال قتادة   نزاعة للشوى   أي نزاعة لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه وقال الضحاك تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا وقال بن زيد الشوى الآراب العظام فقوله نزاعة قال تقطع عظامهم ثم تبدل جلودهم وخلقهم وقوله تعالى   تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى   أي تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب وذلك أنهم كما قال الله عز وجل كانوا ممن أدبر وتولى أي كذب بقلبه وترك العمل بجوارحه   وجمع فأوعى   أي جمع المال بعضه على بعض فأوعاه أي أوكاه ومنع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة وقد ورد في الحديث ولا توعي فيوعي الله عليك وكان عبد الله بن عكيم لا يربط له كيسا ويقول سمعت الله يقول وجمع فأوعى وقال الحسن البصري يا بن آدم سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا وقال قتادة في قوله وجمع فأوعى قال كان جموعا قموما للحديث

تفسير البغوي ج4/ص394

كلا   لا ينجيه من عذاب الله شيء ثم ابتدأ فقال   إنها لظى   وهي اسم من أسماء جهنم وقيل هي الدركة الثانية سميت بذلك لأنها تتلظى أي تتلهب 16   نزاعة للشوى   قرأ حفص عن عاصم   نزاعة   نصب على الحال والقطع وقرأ الآخرون بالرفع أي هي نزاعة للشوى وهي الأطراف اليدان والرجلان والأطراف وقال مجاهد لجلود الرأس وروى إبراهيم بن المهاجر عنه اللحم دون العظام قال مقاتل تنزع النار الأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا وقال الضحاك تنزع الجلد واللحم عن العظام قال سعيد بن جبير عن ابن عباس للعصب والعقب وقال الكلبي لأم الرأس تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان ثم تعود لأكله فتأكله فذلك دأبها وقال قتادة لممكارم خلقه وأطرافه وقال أبو العالية لمحاسن وجهه وقال ابن جرير الشوى جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال رمى فأشوى إذا أصاب الأطراف ولم يصب المقتل 17   تدعو   النار إلى نفسها   من أدبر   على الإيمان   وتولى   عن الحق فتقول إلي يا مشرك إلي يا منافق إلي إلي قال ابن عباس تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب حكي عن الخليل أنه قال تدعو أي تعذب وقال قال أعرابي لآخر دعاك الله أي عذبك الله 18   وجمع   أي جمع المال   فأوعى   أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه

تفسير البيضاوي ج5/ص388

كلا   ردع للمجرم عن الودادة ودلالة على أن الافتداء لا ينجيه   إنها   الضمير للنار أو مبهم يفسره   لظى   وهو خبر أو بدل أو للقصة و   لظى   مبتدأ خبره نزاعة للشوى   وهو اللهب الخالص وقيل علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب وقرأ حفص عن عاصم   نزاعة   بالنصب على الاختصاص أو الحال المؤكدة أو المتنقلة على أن   لظى   بمعنى متلظية والشوى والأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس   تدعو   تجذب وتحضر كقول ذي الرمة < تدعو أنفه الريب > مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فر عنها تدعو زبانيها وقيل تدعو تهلك من قولهم دعاه الله إذا أهلكه   من أدبر   عن الحق   وتولى   عن الطاعة   وجمع فأوعى   وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه حرصا وتأميلا

تفسير الجلالين ج1/ص765

15 كلا رد لما يوده إنها أي النار لظى اسم لجهنم لأنها تتلظى أي تتلهب على الكفار

16 نزاعة للشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس

17 تدعوا من أدبر وتولى عن الإيمان بأن تقول إلي إلي

18 وجمع المال فأوعى أمسكه في وعائه ولم يؤد حق الله منه تفسير السعدي ج1/ص886

كلا   أي لا حيلة ولا مناصر لهم قد حقت عليهم كلمة ربك وذهب نفع الأقارب والأصدقاء

تفسير السعدي ج1/ص887

إنها لظى نزاعة للشوى   أي النار التي تتلظى تنزع من شدتها للأعضاء الظاهرة والباطنة   تدعو   إلى نفسها   من أدبر وتولى وجمع فأوعى   أي أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه فلا غرض له فيه وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها فلم ينفق منها ما ينفعه ويدفع عنه النار فالنار تدعو هؤلاء إلى نفسها وتستعد للالتهاب بهم

 

تفسير السمرقندي ج3/ص472

قال الله تعالى كلا أي حقا لا ينجيه وإن فادى جميع الخلق ولا يفادي نفسه وقال أهل اللغة كلا ردع وتنبيه يعني لا يكون كما تمنى

ثم استأنف الكلام فقال كلا إنها لظى يعني النار والعقوبة و لظى اسم من أسماء النار

نزاعة للشوى يعني قلاعة للأعضاء ويقال حراقة للأعضاء والجسد

وقال القتبي الشوى جلود الرأس واحدها شواة يعني أن النار تنزع جلود الرأس

وعن أبي صالح قال نزاعة للشوى أطراف اليدين والرجلين وقال مقاتل يعني تنزع النار الهامة والأطراف

قرأ عاصم في رواية حفص نزاعة نصبا على الحال والباقون بالضم يعني إنها نزاعة للشوى

تدعو من أدبر وتولى يعني لظى تدعو إلى نفسه تنادي من أعرض عن التوحيد وأعرض عن الإيمان

ويقال إن لظى تنادي وتقول أيها الكافر تعال إلي فإن مستقرك في

وتقول أيها المنافق تعال إلي فإن مستقرك في

فذلك قوله تدعو من أدبر وتولى

ثم قال وجمع فأوعى يعني جمع المال ومنع حق الله تعالى

قال مقاتل فأوعى يعني فأمسكه فلم يؤد حق الله تعالى

تفسير السمعاني ج6/ص47

كلا هو ما بينا من المعنى

وعن عمر بن عبد الله مولى غفرة أن كل ما جاء في القرآن كلا هو بمعنى كذبت

وقوله   إنها لظى اسم من أسماء جهنم

ويقال إنها لظى عذاب لازم لا ينجو منها أبدا

وقوله   نزاعة للشوى الأكثرون أن الشوى هو الأطراف مثل اليدين والرجلين وغير ذلك

وذكر الفراء أنها جلدة الرأس

وقيل قحف الرأس

ويقال الجلد واللحم حتى يبقى العظم

وقيل الجلد واللحم والعظم إلى أن يصل إلى القلب وهو نضيج ذكره مجاهد

وقوله   تدعو من أدبر و تولى أي تنادي من أدبر وتولى من الكفار فتقول يا فلان وتذكر اسمه أقبل إلي وتأخذه

وقال المبرد في قوله   تدعو أي تعذب

وروى عن النضر عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول لآخر دعاك الله أي عذبك الله

وأما ثعلب فإنه قال تناديهم واحدا واحدا بأسمائهم

وهو الأظهر

وقوله   وجمع فأوعى أي جمع المال فأوعاه أي جعله في وعاء وأوكأ

 

تفسير القرطبي ج18/ص287

تعالى   كلا   تقدم القول في   كلا   وأنها تكون بمعنى حقا وبمعنى لا وهي هنا تحتمل الأمرين فإذا كانت بمعنى حقا كان تمام الكلام   ينجيه   وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها أي ليس ينجيه من عذاب الله الإفتداء ثم قال   إنها لظى   أي هي جهنم أي تتلظى نيرانها كقوله تعالى فأنذرتكم نارا تلظى الليل واشتقاق لظى من التلظي والتظاء النار إلتهابها وتلظيها تلهبها وقيل كان أصلها لظظ أي ما دامت لدوام عذابها فقلبت إحدى الظاءين ألفا فبقيت لظى وقيل هي الدركة الثانية من طبقات جهنم وهي اسم مؤنث معرفة فلا ينصرف   نزاعة للشوى   قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي   نزاعة   بالرفع وروى أبو عمرو عن عاصم   نزاعة   بالنصب فمن رفع فله خمسة أوجه أحدها أن تجعل   لظى   خبر إن وترفع   نزاعة   بإضمار هي فمن هذا الوجه يحسن الوقف على   لظى   والوجه الثاني أن تكون   لظى   ونزاعة خبران لإن كما تقول إنه خلق مخاصم والوجه الثالث أن تكون   نزاعة   بدلا من   لظى   ولظى   خبر إن والوجه الرابع أن تكون   لظى   بدلا من اسم إن و   نزاعة   خبر إن والوجه الخامس أن يكون الضمير في   إنها   للقصة و   لظى   مبتدأ و   نزاعة   خبر الإبتداء والجملة خبر إن والمعنى أن القصة والخبر لظى نزاعة للشوى ومن نصب   نزاعة   حسن له أن يقف على   لظى   وينصب   نزاعة   على القطع من لظى إذ كانت نكرة متصلة بمعرفة ويجوز نصبها على الحال المؤكدة كما قال وهو الحق مصدقا ويجوز أن تنصب على معنى أنها تتلظى نزاعة أي في حال نزعها للشوى والعامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظى ويجوز أن يكون حالا على أنه حال للمكذبين بخبرها ويجوز نصبها على القطع كما تقول مررت بزيد العاقل الفاضل فهذه خمسة أوجه للنصب أيضا والشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس قال الأعشي قالت قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته وقال آخر لأصبحت هدتك الحوادث هدة لها فشواة الرأس باد قتيرها القتير الشيب وفي الصحاح والشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس والشوى اليدان والرجلان والرأس من الآدميين وكل ما ليس مقتلا يقال رماه فأشواه إذا لم يصب المقتل قال الهذلي فإن من القول التي لا شوى لها إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها يقول إن من القول كلمة لا تشوي ولكن تقتل قال الأعشي قالت قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته قال أبو عبيد أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له صحفت إنما هو سراته أي نواحيه فسكت أبو الخطاب ثم قال لنا بل هو صحف إنما هو شواته وشوى الفرس قوائمه لأنه يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بإسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته والشوى رذال المال والشوى هو الشيء الهين اليسير وقال ثابت البناني والحسن   نزاعة للشوى   أي لمكارم وجهه أبو العالية لمحاسن وجهه قتادة لمكارم خلقته وأطرافه وقال الضحاك تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا وقال الكسائي هي المفاصل وقال بعض الأئمة هي القوائم والجلود قال امرؤ القيس سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفال وقال أبو صالح أطراف اليدين والرجلين قال الشاعر إذا نظرت عرفت الفخر منها وعينيها ولم تعرف شواها يعني أطرافها وقال الحسن أيضا الشوى الهام   تدعو من أدبر وتولى   أي تدعو لظى من أدبر في الدنيا عن طاعة الله وتولى عن الإيمان ودعاؤها أن تقول إلي يا مشرك إلي يا كافر وقال بن عباس تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح إلي يا كافر إلي يا منافق ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب وقال ثعلب   تدعو   أي تهلك تقول العرب دعاك الله أي أهلكك الله وقال الخليل إنه ليس كالدعاء تعالوا ولكن دعوتها إياهم تمكنها من تعذيبهم وقيل الداعي خزنة جهنم أضيف دعاؤهم إليها وقيل هو ضرب مثل أي إن مصير من أدبر وتولى إليها فكأنها الداعية لهم ومثله قول الشاعر ولقد هبطنا الواديين فواديا يدعو الأنيس به العضيض الأبكم العضيض الأبكم الذباب وهو لا يدعو وإنما طنينه نبه عليه فدعا إليه قلت القول الأول هو الحقيقة حسب ما تقدم بيانه بآي القرآن والأخبار الصحيحة القشيري ودعاء لظى بخلق الحياة فيها حين تدعو وخوارق العادة غدا كثيرة   وجمع فأوعى   أي جمع المال فجعله في وعائه ومنع منه حق الله تعالى فكان جموعا منوعا قال الحكم كان عبد الله بن عكيم لا يربط كيسه ويقول سمعت الله يقول   وجمع فأوعى

تفسير النسفي ج4/ص279

كلا   ردع للمجرم عن الودادة وتنبيه على أنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب   إنها   إنا النار ودل ذكر العذاب عليها أو هو ضمير منهم ترجم عنه الخبر أو ضمير القصة   لظى   علم النار   نزاعة   حفص والمفضل على الحال المؤكدة أو على الاختصاص للتهويل وغيرهما بالرفع خبر بعد خبر لأن أو على هي نزاعة   للشوى   لاطراف الأنسان كاليدين والرجلين أوجمع شواة وهي جلدة الرأس تنزعها نزعا فتفرقها ثم تعود إلى ما كانت   تدعوا   بأسمائهم يا كافر يا منافق إلى إلى أو تهلك من قولهم دعاك الله أي اهلكلك أو لما كان مصيره اليها جعلت كانها دعته   من أدبر   عن الحق   وتولى   عن الطاعة   وجمع   المال   فأوعى   فجعله في وعاء ولم يؤد حق الله منه

تفسير الواحدي ج2/ص1133

كلا   ليس الأمر كذلك لا ينجيه شي ء   إنها لظى   وهي من أسماء جهنم 16

نزاعة للشوى   يعني جلود الرأس تقشرها عنه 17

تدعو   الكافر باسمه والمنافق فتقول إلي إلي يا   من أدبر   عن الإيمان   وتولى   أعرض 18

وجمع   المال   فأوعى   فأمسكه في وعائه ولم يؤد حق الله منه

روح المعاني – الألوسي ج29/ص60

كلا   ردع للمجرم عن الودادة وتصريح بامتناع الإنجاء وضمير

إنها   للنار المدلول عليها بذكر العذاب

وقوله تعالى

لظى   خبر أن وهي علم لجهنم أو للدركة الثانية من دركاتها منقول من اللظى بمعنى اللهب الخالص ومنع الصرف للعلمية والتأنيث وجوز أن يراد اللهب على المبالغة كان كلها لهب خالص وحذف التنوين إما لإجراء الوصل مجرى الوقف أو لأنه علم جنس معدول عما فيه اللام كسحر إذا أردت سحرا بعينه

وقوله تعالى   نزاعة للشوى   أي الأطراف كاليد والرجل كما أخرجه ابن المنذر وابن حميد عن مجاهد وأبي صالح وقاله الراغب وغيره وقيل الأعضاء التي ليست بمقتل ولذا يقال رمى فأشوى إذا لم يقتل أو جمع شواة وهي جلدة الرأس وأنشدوا قول الأعشى

قالت قتيلة ما له

قد جللت شيبا شواته

وروي هذا عن ابن عباس وقتادة وقرة بن خالد وابن جبير وأخرجه ابن أبي شيبة عن مجاهد وأخرج هو عن أبي صالح والسدي تفسيرها بلحم الساقين وعن ابن جبير العصب والعقب وعن أبي العالية محاسن الوجه وفسر نزعها لذلك بأكلها له فتأكله ثم يعود وهكذا نصب بتقدير أعني أو أخص وهو مراد من قال نصب على الإختصاص للتهويل وجوز أن يكون حالا والعامل فيها لظى وإن كان علما لما فيه من

معنى التلظي كما عمل العلم في الظرف في قوله

أنا أبو المنهال بعض الأحيان  

أي المشهور بعض الأحيان قاله أبو حيان وإليه يشير كلام الكشف وقال الخفاجي لظى بمعنى متلظية والحال من الضمير المستتر فيها لا منها بالمعنى السابق لأنها نكرة أو خبر وفي مجيء الحال من مثله ما فيه وقيل هو حال مؤكدة كما في قوله

أنا ابن دارة معروفا بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار  

والعامل أحقه أو الخبر لتأويله بمسمى أو المبتدأ لتضمنه معنى التنبيه أو معنى الجملة وارتضاء الرضى وقيل حال من ضمير تدعو قدم عليه وجوز الزمخشري أن يكون ضمير أنها مبهما ترجم عنه الخبر أعني لظى وبحث فيه بما رده المحققون وقرأ الأكثرون نزاعة بالرفع على أنه خبر ثان لأن أو صفة للظى وهو ظاهر على اعتبار كونها نكرة وكذا على كونها على جلس لأنه كالمعرف بلام الجنس في إجرائه مجرى النكرة أو هو الخبر ولظى بدل من الضمير وإن اعتبرت نكرة بناء على أن إبدال النكرة غير منعوتة من المعرفة قد أجازه أبو علي وغيره من النحاة إذا تضمن فائدة كما هنا وجوز على هذه القراءة أن يكون ضمير أنها للقصة ولظى مبتدأ بناء على أنه معرفة ونزاعة خبره 3وقوله تعالى   تدعوا   خبر مبتدأ مقدر أو حال متداخلة أو مترادفة أو مفردة أو خبر بعد خبر على قراءة الرفع فلا تغفل

والدعاء على حقيقته وذلك كما روي عن ابن عباس وغيره يخلق الله تعالى فيها القدرة على الكلام كما يخلقه في جلودهم وأيديهم وأرجلهم فتناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وروي أنها تقول لهم إلي إلي يا كافر يا منافق وجوز أن يراد به الجذب والإحضار كما في قول ذي الرمة يصف الثور الوحشي

أمسى بوهبين مجتازا لمرتعه

من ذي الفوارس تدعو أنفه الربب  

ونحوه قوله أيضا

ليالي اللهو يطبيني فأتبعه

كأنني ضارب في غمرة لعب  

ولا يبعد أن يقال شبه لياقتها لهم أو استحقاقهم لها على ما قيل بدعائها لهم فعبر عن ذلك بالدعاء على سبيل الإستعارة وقال ثعلب تدعو تهلك من قول العرب دعاك الله تعالى أي أهلكك وحكاه الخليل عنهم وفي الأساس دعاه الله تعالى بما يكره أنزله به وأصابتهم دواعي الدهر صروفه ومن ذلك قوله

دعاك الله من رجل بأفعى إذا ناما العيون سرت عليكا  

واستظهر أنه معنى حقيقي للدعاء لكنه غير مشهور وفيه تردد وجوز أن يكون الدعاء لزبانيتها وأسند إليها مجازا أو الكلام على تقدير مضاف أي تدعو زبانيتها

من أدبر   في الدنيا عن الحق

وتولى   أعرض عن الطاعة

وجمع فأوعى   أي جمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد حقوقه وتشاغل به عن الدين زها باقتنائه حرصا وتأميلا وهذا إشارة إلى كفار أغنياء وما أخوف عبد الله بن عكيم فقد أخرج ابن سعيد عن الحكم أنه قال كان عبد الله بن عكيم لا يربط كيسه ويقول سمعت الله تعالى يقول وجمع فأوعى

 

زاد المسير – ابن الجوزي ج8/ص361

كلا لا ينجيه ذلك إنها لظى قال الفراء هو اسم من أسماء جهنم فلذلك لم يجر وقال غيره معناها في اللغة اللهب الخالص وقال ابن الانباري سميت لظى لشدة توقدها وتلهبها يقال هو يتلظى أي يتلهب ويتوقد وكذلك النار تتلظى يراد بها هذا المعنى وأنشدوا             جحيما تلظى لا تفتر ساعة

ولا الحر منها غابر الدهر يبرد ,

نزاعة للشوى قرأ الجمهور نزاعة للشوى بالرفع على معنى هي نزاع

وقرأ عمر بن الخطاب وأبو رزين وأبو عبد الرحمن ومجاهد وعكرمة وابن أبي عبلة وحفص عن عاصم نزاعة بالنصب قال الزجاج وهذا على أنها حال مؤكدة كما قال تعالى هو الحق مصدقا فاطر 31 ويجوز أن ينصب على معنى إنها تتلظى نزاعة

وفي المراد ب الشوى أربعة أقوال

أحدها جلدة الرأس قاله مجاهد والثاني محاسن الوجه قاله الحسن وابو العالية والثالث العصب والعقب قاله ابن جبير والرابع الأطراف اليدان والرجلان والرأس قاله الفراء والزجاج

قوله تعالى تدعو من أدبر عن الإيمان وتولى عن الحق قال المفسرون تقول إلي يا مشرك إلي يا منافق وجمع فأوعى قال الفراء أي جمع المال في وعاء فلم يؤد منه زكاة ولم يصل منه رحما

 

 

 

اترك تعليقاً