القطع على الأذن كلها

القطع على الأذن كلها

 

قال سبحانه وتعالى (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) (الكهف)

 

 

مختصر أقوال المفسرين في هذه الآية

 

وضربه جل وعلا على آذانهم في هذه الآية كناية عن كونه أنامهم أي ضربنا على آذانهم حجابا مانعا من السماع فلا يسمعون شيئا يوقظهم والمعنى أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات

وعبر بالضرب ليدل على قوة المباشرة والالتصاق واللزوم ومنه   ضربت عليهم الذلة   وضرب الجزية وضرب البعث وذكر الجارحة التي هي الآذان إذ هي يكون منها السمع لأنه لا يتحكم نوم إلا مع تعطل السمع ، وكذلك هو عبارة عن إلقاء النوم عليهم ، وضربنا  حجابا يمنع من أن تصل إلى أسماعهم الأصوات الموقظة ، أو هو التمثيل المبنى على تشبيه الأنامة الثقيلة المانعة عن وصول الأصوات إلى الآذان بضرب الحجاب عليها وتخصيص الآذان بالذكر مع اشتراك سائر المشاعر لها في الحجب عن الشعور عند النوم لما أنها المحتاج إلى الحجب عادة إذ هي الطريقة للتيقظ فضربنا على آذانهم بالنوم في الكهف أي ألقينا عليهم النوم كما يقول القائل لآخر ضربك الله بالفالج بمعنى ابتلاه الله به وأرسله عليه

 

التفسير العلمي والإعجاز القرآني للآية

 

من المعلوم أن من معاني الضرب هو القطع, فهنا يبين سبحانه وتعالى اشد أنواع الصمم المعروف حيث تم قطع كامل لكل الايعازات العصبية الصادرة من الأذن , أما حرف الخفض (على) تعني فوق أي فوق مستوى الأذن , وقد تعني إيقاف عمل العصب كاملا او إيقاف كامل الارتباطات المركزية للعصب, او إيقاف عمل المراكز المتخصصة ,لذلك حدث توقف كامل للسماع وبنسبة 100%  حتى الأصوات ذات المنشأ المركزي والتشويش والطنين قد تتوقف كاملا ، ومن ضمنها الأصوات التخيلية القادمة من المراكز العليا والتي ممكن أن تفسر صوتا في مركز السمع.

وهنا يخبرنا عز وجل عن أصحاب الكهف, وقصتهم معلومة لنا جميعا, فأصحاب الكهف ثلة من الشباب بكامل لياقتهم البدنية فروا بدينهم من حاكم ظالم فالتجئوا إلى كهف ليتخفوا به , ولحكمة منه سبحانه وتعالى دخلوا في حالة مشابه للنوم 300 سنه شمسيه وهي تعادل 309 سنه قمريه, الحالة كانت مشابه للنوم ولكنها حتما ليست نوم,والقرآن على دقته العلمية المعتادة , لذا لم يذكرهم سبحانه وتعالى ابدأ أنهم نيام, بل أشار إشارة فهمت أنها نوم فقال سبحانه وتعالى (وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)وقال سبحانه (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)وفسر المفسرون كلمة (رقود) بأنها تعني النوم لأنها قابلت(وتحسبهم إيقاظا ) وما كان العرب يعرفون عكس اليقظة ما عدا النوم والموت, فلا يعرفون السبات ولا فسلجته ولا أي حالة أخرى ممكن أن يكونوا بها, وبدقه عالية غير معتادة عند البشر أشار سبحانه وتعالى للحالة التي فهمت في زمن الرسالة بالنوم ولكن لم يصرح سبحانه وتعالى أنها نوم, وقد اخطأ رواة المسيحية لاعتقادهم أن الفتية ناموا لذلك سموهم (النائمين السبعة), ولكن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه جعلك وأنت تقرا القرآن في حالة تفهم أنهم في نوم عميق, ولو صرح القرآن بأنهم ناموا  لكان خطأ علميا سنكتشفه في وقتنا هذا , فالعلم الحديث بين النوم وأنواعه ودرجاته فحالة أصحاب الكهف ليست بالنوم, إنما هي حالة مشابهة للنوم وفيها صفات مغايرة لما نعرفه عن النوم وهي اقرب إلى السبات, في حالة النوم بنفس مواصفات أصحاب الكهف فان قوة السمع ستبقى مرهفة وأنهم قد يستيقظوا لأول صوت , وبأمر الله سبحانه وتعالى انتهى فعل الأذن , كل الأذن وهي سليمة تماما, فلم تعد تسمع , ولكن ليس بطريقة الوقر كما أوضحنا سابقا , حيث سيبقى لهم درجه من السمع , وليس بطريقة الختم كونهم يسمعون ولا يعون , ولكن بطريقة إنهاء السمع تماما بقطع الصلة الكلية بالمركز الدماغي العلوي للسمع فلا يوجد صوت حتى ولا بالأحلام.

 و لم يقل سبحانه وتعالى انه أصمهم بل قال (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) (الكهف) السبب هو أن الله سبحانه وتعالى أوقف بالضرب فوق مستوى الأذن فتوقفت وظائف أخرى للأذن لم تكن معروفة في زمن نزول الرسالة وهي حاسة التوازن وحاسة التعجيل والحركة وحاسة الوضع الجسمي بالنسبة للمحيط وكلها موجودة في الأذن ولا يستطيع الإنسان السير أو التوازن بدونها( كانون للفسلجة ص184 ) (كايتون وهل للفسلجة ص206-694-697), وهذه تدخل  كجزء من منظومة تسيطر على تقلب الإنسان أثناء النوم, وحيث أن مستوى نوم أهل الكهف(أذا ما اعتبرناه نوما) تجعلهم يتقلبون كثيرا  وقد يسيروا تقلبا مسافة طويلة خلال ثلاثمائة سنه وخاصة أن التقلب للإنسان غير متوازن في الحالة الاعتيادية لذلك قطع سبحانه وتعالى فعل الأذن في السيطرة على هذا العمل عند أهل الكهف وأوقف المركز الدماغي في أعلى النخاع المستطيل والمختص بالتوازن والذي هو كذلك حلقة الصلة بين المخيخ والمحيط العضلي, ووكل بهم ملكا ليقلبهم(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) وحاسة السمع هنا ستتوقف بمستوى المعجزة الربانية بحيث أنهم لن يسمعوا أي صوت حيث مر عليهم رعد يصم الآذان وأصوات المارة وهم يتنادون إضافة إلى الصوت الداخلي القادم من الدماغ وهنا وصلنا إلى أعلى درجات الصمم بما أراده الله لأصحاب الكهف .

هل خطر ببالك مرة أن رجلا يرعى الغنم في بادية مقفرة أهلها لا يعرفون شيئا من الحضارة ويعبدون الحجارة وتنخرهم الأوهام , لا يعرفون من الدين ألا النزر ولا يجدون ما يأكلون إلا القليل, حياتهم أشبه بالإنسان القديم ولا يجيدون إلا الاقتتال فيما بينهم ثم يأتيك بمثل هذا الكتاب الذي فيه من المعلومات التي لم تكتشف إلا بأدق الأجهزة في وقتنا هذا , عندها لا يسعني إلا أن أقول تبارك الله أحسن الخالقين.

اترك تعليقاً