النوع الثالث من الصمم صمم الانتقال الصوتي (CONDUCTION DEAFNESS)

النوع الثالث من الصمم

 

 

صمم الانتقال الصوتي (CONDUCTION DEAFNESS)

 

يتكون هذا النوع من الصمم من عدة درجات أولها غلق الأذن من الخارج بالأصابع

يقول سبحانه وتعالى (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) (نوح)

 

مختصر أقوال المفسرين في هذه الآية

 

فقوله تعالى (جعلوا أصـابعهم في آذانهم وأستغشوا ثيابهم) إنما يدل دلالة واضحة على شدة بغضهم وكراهيتهم لما يدعوهم إليه نوح عليه السلام, فالغرض من جعل الأصابع في الآذان لعدم السماع.  كلما دعوتهم إلى الإيمان بك واستغشوا ثيابهم أي تغطوا بثيابهم لئلا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه أو انه واستغشوا ثيابهم أي أظهروا العداوة وكراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في دين الله.وأصروا  أي أكبوا على الكفر والمعاصي وانهمكوا وجدوا فيها مستعار من أصر الحمار على العانة إذا صر أذنيه أي رفعهما ونصبهما مستويين وأقبل عليها يكدمها ويطردها وفي ذلك غاية الذم لهم واستكبروا من إتباعي وطاعتي استكبارا عظيما وقيل نوعا من الاستكبار غير معهود والاستكبار طلب الكبر من غير استحقاق له.

 

التفسير العلمي والإعجاز القرآني لهذه الآية

 

 

10

 

هذه الدرجة من الصمم معلومة لدى عامة الناس فإذا أراد أن لا يسمع شيئا أو أراد إظهار انه لا يود سماع شيء فانه سيضع إصبعيه في أذنيه مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السمع، ولكن سيبقى هناك سمع بدرجة اقل ، فإضافة إلى انقطاع الصوت من الوصول إلى الطبلة مباشرة وتداخل صوت احتكاك الأصابع في الأذن وهذا تشويش إضافي آخر ، فان الإنسان يبقى يسمع وهنا سيحدث صمم الانتقال الصوتي(CONDUCTION DEAFNESS) جزئيا لان الأصابع لن تمنع الانتقال الصوتي الهوائي كليا كما أن الصوت سوف ينتقل بواسطة الفك وعظام الجمجمة فتبقى درجة من السمع حتى لو بالغنا بوضع الأغطية على رؤوسنا (كانون للفسلجة ص179)  ، وان فعل هذا العمل من قوم نوح يدل على قصور تفكيرهم البشرى حيث أنهم يظنون أن بوضع أصابعهم في آذانهم  لن يسمعوا الحقيقة ولن يتأثروا بها وعلى هذا لن يحاسبوا عليها ، ووضع الإصبع في الأذن يعتبر خطوة نحو تقليل السمع أكثر مما ذكر في الآية السابقة ، إضافة إلى تغطية عيونهم وإعلان إصرارهم واستكبارهم الذي يزيد في ضلالتهم ويقلل من سمعهم أكثر. وأصروا وهي تعني تشبثوا برفضهم الا أنها تعطي معنى آخر فهم كالحمار عندما يصر أذنيه (أصر تعني ربط ومنها الصرة) ويقال أن الحمار تحدث له حاله من التهيج فتنتصب أذناه نحو الأعلى ويبدأ بضربهما ببعض ، وطبعا هذا يجعله لا يسمع شيئا فبئس المثل مثل الكافر، فكانت النتيجة أن أغرقهم الله بكفرهم .

اترك تعليقاً