التغيرات الفسلجية في جسم الانسان في يوم كامل من الصوم
التغيرات الفسلجية في جسم الانسان في يوم كامل من الصوم
عندما نتكلم عن الصوم والتغيرات الفسلجية فيه فإننا نعني التغيرات في يوم صوم مثالي وكما صامه الرسول صلى الله عليه وسلم وفي البداية سنستعرض التغيرات بصورة عامه ثم ندخل في التفصيل
السحور
يبتدأ الصوم من السحور حيث ان الانسان في الايام الاعتيادية يكون نائما وانعكس ذلك وحسب قاعدة بافلوف الى ركود في المعدة والامعاء مع اختفاء الشهية للطعام مع هبوط في التذوق وركود في الشهوات بصورة عامه , من هنا نرى عزوف اكثر الناس عن السحور والذي هو جزء من برنامج الصوم, وبالرجوع الى الميل الحسابي التقريبي للإحساس بالجوع نجد ان وقت السحور هو الأوطأ في كل اليوم حتى أوطأ من بعد الشبع في النهار
ومن متابعة هذا الميل فان الانسان في الايام الاعتيادية سيحس بالجوع في وقت الافطار الصباحي وفي وقت الغداء واعلى احساس هو للعشاء . في رمضان وبسبب عدة مؤثرات كما سنرى فان اعلى درجه من الاحساس بالجوع هي بين العصر والمغرب لكون المعدة خاوية مع ارتفع مستوى هرمون الانسولين والكلوكاكون والانخفاض الشديد في مستوى السكر في الدم .
ولكون السحور من ضروريات الصوم لذلك وعلى عكس المعتاد نرى ان الله سبحانه وتعالى حث المسلم على الاكل فقال (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ) أي ان الله سبحانه يأمرنا ان نستمر بالأكل الى ان يظهر الفجر , وكذلك يحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاكل فيقول (عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { تسحَّروا فإن في السَّحور بركة } رواه البخاري ( 1923 ) ومسلم) ولم يحض الرسول صلى الله عليه وسلم على الطعام لا بل على العكس يقول صلى الله عليه وسلم (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن ، فإن كان لا بد فثلث للطعام ، و ثلث للشراب ، و ثلث للنفس .رواه ابن ماجة ،وأحمد ، والحاكم ،و الترمذي وهذا لفظه )فلماذا هذا الحض على الاكل في السحور. والسبب هنا واضح جدا لان الانسان في الحالة الاعتيادية ليس له أي رغبة في الاكل والسحور مطلوب ومدحه صلى الله عليه وسلم بان فيه بركة , وسنرى لاحقا كيف ان في السحور بركة .
موعد الافطار الصباحي
في موعد الافطار وقبله بقليل يحس الإنسان بالجوع في الايام الاعتيادية وكذلك في رمضان ولكن بشكل اقل فلا زال طعام السحور في المعدة , والسكر لا زال ينطلق بكمية كافيه ولكن تأثير قاعدة بافلوف تجعل هناك نسبه من الاحساس بالجوع اما افرازات المعدة فإنها انطلقت بكميات مضاعفه على طعام السحور ,المرة الاولى عند الاكل حيث وبعمل انعكاسي تنطلق على الطعام , وبموعد الافطار الصباحي تنطلق مرة اخرى وعلى قاعدة بافلوف فالهضم في طعام السحور سيكون الافضل . وبالاطلاع على مستوى الانسولين في الدم في الايام الاعتيادية فإننا سنجد ان الانسولين
سينطلق بعد كل وجبة طعام حيث ان الانعكاس يتم من خلال الاكل وارتفاع مستوى السكر القادم من الطعام وكذلك من تأثير الطعام من المعدة وتأثير قاعدة بافلوف المتأتي من الاستمرارية , اما في رمضان فان الذي يحدث هو تغير المواعيد للطعام سيؤدي الى تغير موعد انطلاق الانسولين ولكن بصورة جزئية وذلك لتغير مواعيد الطعام ولكن تأثيرات بافلوف ستبقي الانسولين عالي في الاوقات التي كان ينطلق بها
لذا سنرى هناك ارتفاع في مستوى الانسولين بعد الموعد الافتراضي للفطور الصباحي والغداء والعشاء أي ان الانسولين ينطلق دون وجود طعام ما عدا موعد الافطار الصباحي , ووجود انسولين عالي في الدم يشجع زيادة الهضم والامتصاص في الامعاء للطعام , وطعام السحور سيتعرض لأعلى درجات الهضم والامتصاص من الافراز الاعتيادي والافراز لموعد الافطار الصباحي لذلك فان في السحور بركة كما ذكره صلى الله عليه وسلم, اضافة الى ان الطعام المهضوم سوف يمتص ويذهب مباشرة للاستهلاك في الجسم بسبب عدم وجود طعام بعد ذلك .
موعد الغداء
في موعد الغداء لا زال هناك بعض السكريات المنطلقة من الامعاء ولكن كما راينا فان الانسولين سينطلق في موعده
مما سيؤدي الى انخفاض شديد في سكر الدم وهذا الانخفاض سيستمر الى ان يصل الى ادناه قبل موعد الفطور . الفترة التي هي بين العصر الى المغرب سيكون فيها السكر منخفض وهناك انسولين في الدم من تأثير ما بعد الغداء وعدم وجود طعام في الامعاء ,هذا سيؤدي الى انطلاق هرمون الكلوكاكون الى الدم بكميات كبيرة وهذا سيؤدي الى متغيرات كثيره في جسم الانسان وهي كلاتي:
1- تحويل الجلايكوجين الموجود في الكبد الى كلوكوز واطلاقه الى مجرى الدم مما يؤدي الى انخفاض شديد في مخزون الجلايكوجين في الكبد وبمعنى آخر تفريغ مخازن الجلايكوجين في الكبد وبالخصوص في الفترة بين العصر والعشاء وبالاطلاع على الرسم البياني لكمية الجلايكوجين في الكبد يتوضح لنا ان هناك تفريغ يومي للجلايكوجين في آخر النهار في رمضان ,اما بالنسبة الى الجلايكوجين الموجود في العضلات فانه ضروري جدا لبقاء قوتها وحيويتها والكلوكاكون لا يعمل على العضلات ولا يؤثر على جلايكوجين العضلات
معدل هرمون الكلوكاكون في الدم في نهار رمضان
2- سحب الدهون من مخازنها ومكان تواجدها , أي ان الكلوكاكون سوف يعمل على افراغ مخازن الدهون في جسم الانسان ,والخصوص الدهون المترسبة في الأوعية الدموية , وبالخصوص في الوقت الذي ينخفض فيه الجلايكوجين فان الدهون ستهاجم بقوة في فترة ما قبل المغرب وتسيل هذه الدهون للاستعمال كطاقة بديلة للجسم او يعاد ترسيبها بشكل نظامي في مخازن الدهون , هذه العملية ستؤدي الى تعريض الدهون المترسبة في المخازن الى التنقية واعادة الترتيب وفي النهاية فان كثيرا من الدهون التي تحتوي على مواد معدنيه ثقيلة سيتم تنقيتها واعادتها . وبالرجوع الى الرسمين البيانيين اعلاه فإننا سنرى ان الفترة التي هي قبل المغرب والتي يكون فيها هرمون الكلوكاكون في اعلى مستوى له فان انحدارا شديدا يحدث في مخزون الدهون .
3- تمدد وتوسع الأوعية الدموية : تتوسع الأوعية الدموية كتأثير مباشر لهرمون الكلوكاكون وبالخصوص في القلب والدماغ والكبد مع زياده ملحوظة في كفاءة القلب , وقد استعمل الكلوكاكون كعلاج ضد تشنج الأوعية الدموية القلبية (الشرايين التاجية) ولكن لا يعطي تأثيرا فعال كما يحدث في الصوم حيث ان نصف عمر الهرمون قصير جدا مما يجعلنا نحتاج الى اعطائه بالسوائل الوريدية(المغذي) بصورة مستمرة.
ان التوسع الذي يحدث في الأوعية الدموية مع سرعة جريان الدم وانخفاض مستوى السكر ووجود مادة مذيبة للدهون وهو هرمون الكلوكاكون سيؤدي الى ازالة التصلبات الشريانية الدموية وبالخصوص في القلب والدماغ مما يؤدي الى تحسن الحالة الصحية المستقبلية والكفاءة الإنتاجية الكلية . ما يحدث في الدماغ هو ان هناك توسعين للدورة الدموية فيه , الاول هو كما وضحنا سابقا , اما الاخر فهو انخفاض مستوى السكر في الدم حيث ان هناك انعكاسا عصبيا يؤدي الى توسع الدورة الدموية حيث انه يجب ان تمر كمية دم كافيه لنقل كمية سكر كافيه للدماغ وبما ان السكر منخفض لذا تتوسع الأوعية الدموية لا دخال كمية دم اكثر , ونتيجة لهذا التوسع في الأوعية الدموية يحدث صداعا مختلف الشدة من شخص لآخر
وهذا الصداع يختلف عن الصداع الناشئ من عدم شرب الشاي والقهوة في نهار رمضان , ويظهر هذا الصداع بعد الضهر مباشرة وهذا لا علاقة له بالصداع المتسبب من الكلوكاكون ونقص السكر من ناحية السبب.
ميل يوضح مرحلتي الصداع الاولى بعد الغداء والثانية بعد العصر
وضهور الصداع مختلف ولكن في كل الاحوال هناك نفع منه , في حالة عدم ضهور الصداع فهذا لا يعني ان الأوعية الدموية لم تتوسع ولكن ضهوره علامة اكيدة لذلك.
4- المساعدة في اطلاق بعض الهرمونات وتنشيطها مثل هرمون النمو وهرمون الانسولين وهرمون الابنيفرين مع العلم ان الكلوكاكون لا يعمل على الخلايا العضلية.
5- زيادة كفاءة عضلة القلب بدون الحاجة الى زيادة في السكر او الاوكسجين
6- تحويل بعض الحوامض الأمينية من الكبد وبعض الخلايا الدهنية بما يسهل حمل الدهون في الدم ..
7- السيطرة على بعض المواد كالأجسام الكيتونية في الجسم
ما يحدث بعد العصر
هناك شحة في كمية الماء في الجسم مما يؤدي الى اعلى امتصاص للماء الموجود في الامعاء الغليظة ومعه امتصاص للمواد الضارة الى الدم وهذا سيؤدي الى احساس بالتعب والنحول , في الحالة الاعتيادية هناك معالجة في الدم والكبد لهذه المواد الضارة ومستوى عادي ولكن في هذا الوقت هناك زيادة قويه وهذه الزيادة سوف تعمل كمنشط للكبد لذلك سوف يحدث تهيج ونشاط في الكبد ليصل الى مستوى اعلى بكثير من حاجة الجسم بالحالة الاعتيادية أي ان التهيج يحدث في الجسم في حالة صالحة غير مريضة وكذلك فان الدم وجهاز المناعة سوف يتحفز الى الدرجة التي يستطيع معالجة المواد الضارة الممتصة بهذا المستوى العالي والنتيجة ان كل يوم من ايام رمضان سوف ينشط اكثر الى ان يصل الى المستوى المطلوب . كل هذه الامور تحدث في حالة الصحة مما يجعل الجسم مستعدا لحالة المرض حيث تنطلق المواد بكميات كبيره وصحة الجسم لا تسمح له للتنشيط للطارئ المرضي ولكن هذا النشاط سيكون خزينا لحالة المرض وكذلك الكبد . في النهاية هناك تنشيط للكبد والمناعة
من هذا الرسم البياني نلاحظ ان هناك تلازم بين الاحساس بالعطش ومعدل امتصاص المواد الضارة من الامعاء الغليظة أي كلما احسسنا بالعطش كلما ازداد امتصاص المواد الضارة وكلما تنشطت المناعة والكبد اكثر , في اول الايام من رمضان تكون فعالية التحفيز غير واضحة لان الجسم يمتص ويتفاعل بدرجة واطئة وكلما ازدادت درجة المناعة للمكونات (وبعضها قد يكون جديدا) لمحتويات الامعاء الغليظة كلما زاد التفاعل وسنجده في اعلى درجاته في الايام الاخيرة من رمضان حتى ولو استعملنا مضادات حيوية لتقويض عملية التعفن المستمرة في الامعاء. اريد ان اوضح ان ما في الامعاء ليس سموما ولكن مواد لا ينتفع منها جسم الانسان بصورتها وقد تكون ضارة وتحتاج الى تحويل والذي يقوم بهذا التحويل هو الكبد والدم وبعض الاعضاء الاخرى ويحدث ركود لهذه الأجهزة وعند المرض وتوقف الانسان عن الاكل ووهن الجسم وزيادة امتصاص الماء من الامعاء فان تنشيط الاجهزة في حالة الجسد المريض ضعيفة , لذا نحن نحتاج الى تنشيط هذا النظام كل سنة لجعل الجسم جاهزا للطوارئ.
أجري الدكتور رياض البيبي ، والدكتور أحمد القاضي في الولايات المتحدة الأمريكية تجارب مخبرية على متطوعين أثناء صيام شهر رمضان ، وأجريت لهم تحليلات الدم قبل بداية الصيام ، وأثناء الشهر، وبعد انتهاء الصيام ، وشملت الفحوص التحليلات الكيميائية للدم ، بما في ذلك تحديد نسبة البروتينات الشحمية (Lipoproteins) إضافة إلى فحوص متخصصة لتقويم كفاءة جهاز المناعة في الجسم ، وقد شملت الفحوصات تحديد عدد الخلايا الليمفاوية في الدم (Lymphocytes)، ونسبة أنواعها المختلفة بعضها إلي بعض ، ومدى حسن أداء كل منها، هذا إضافة إلي قياس نسبة الأجسام المضادة في الدم (Antibodies)، وقد أظهرت هذه التجارب أثرا إيجابيا واضحا للصيام على جهاز المناعة في الجسم ، حيث تحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف ، وبالرغم من أن العدد الكلي للخلايا اللمفاوية لم يتغير، إلا أن نسبة النوع المسئول عن مقاومة الأمراض خلايا (ت ) ، ازداد كثيرا بالنسبة إلى الأنواع الأخرى ، هذا بالإضافة إلى ارتفاع محدود في أحد فصائل البروتين في الدم (IGE) ، وهو أحد أعضاء مجموعة البروتينات المكونة للأجسام المضادة في الدم ، وكانت التغيرات التي طرأت على البروتين الدهني ، على شكل زيادة في النوع منخفض الكثافة (LDL)، دون أي زيادة في النوع عالي الكثافة ( HDL) ، وهذا نمط له تأثير منشط على الردود المناعية.
ما يحدث بعد الافطار مباشرة
نبدأ بالإفطار على التمر فالجسم في أوطأ مستوى من السكر في الدم ونحتاج الى ابقاء نضام مريح للتغيرات لذا فان جرعة صغيرة من السكريات سوف تصل الى كافة اجهزة الجسم وبالخصوص التي ستتعامل مع الطعام القادم كالجهاز الهضمي والكبد وكذلك القلب والمخ والعضلات , هذه الجرعة الصغيرة من الطعام او من السكريات البسيطة وبالخصوص الرطب منه(بضم الراء و فتح الطاء)فان الوقت اللازم لامتصاصه لا يتجاوز الدقائق ويصل الى هدفه مباشرة لذا فان توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالإفطار على رطبات او تمرات مهم جدا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا كان أحدكم صائماً فلْيفطر على التمر ، فإن لم يجد التمر فعلى الماء ، فإن الماء طَهُور }
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رُطَباتٍ قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رُطَبات فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حَسَواتٍ من ماء }.
فمن لم يجد التمرات فعلى الماء , الذي سيدخل على معدة خالية تماما ويمتص خلال دقائق ويدخل مجرى الدم لترطيب الاجهزة التي انقطع او شح عنها الماء لساعات ثم يتجه الى الكلى حاملا معه المواد الضارة وتفرز مع البول , انها عملية تطهير لجسم الانسان من الخبائث كما يطهر ماء الوضوء جلد الانسان من الخارج, ليس هناك توجيه عفوي ابدا.
يبدا الافطار بعد صلاة المغرب مع سعادة غامرة , يقول صلى الله عليه وسلم ( وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُ بِهِمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ).
ولا حدود هنا للطعام ولم اجد حثا ولا نهيا عن أي طعام وبالمقابل لم اجد فرقا على الصوم فان الفعاليات ستتم مهما اكل الانسان او شرب والله لا يحب المسرفين في أي شيء . سيرتفع السكر وينخفض الكلوكاكون ويبدا الجسم بإعادة النظم الى طبيعتها مع زيادة واضحة في فعاليات جسم الانسان وبالخصوص القلب والدماغ.