مقدمة علمية
مقدمه علمية يجب قرائتها لفهم المقالات
العين ذلك الجهاز العجيب الذى نرى به ، خلقها الله سبحانه وتعالى لنا ، إنها جزء من جمال الإنسان وتغنى بها الشعراء من قديم الزمان وجعل الله سبحانه وتعالى فيها الكثير من الألوان ووصف بها سبحانه وتعالى جميلات الجنة و سماهن ( حور العين ) فكأن الجمال كل الجمال فيها ، فذهب كل صفات الجمال دونها ، وجعل من صفات كمالها الكثير فهي في أعلى الوجه وفي مقامها ومكانها أعلى وأسمى ما يكون في الإنسان ، وجمع سبحانه تعالى بين فعلها وفعل العقل ، فالرؤيا للعين وللعقل ، وامتدح بها المؤمنين وذم بفقدها الكافرين وخاصة يوم القيامة ، وجعل أهم صفة للدجال بأنه فاقد إحدى عينيه فهو اعور ، وكأنها لها عيب جسيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( وليس ربكم بأعور ) وجعل الصاد المبتعد عن القران من أمه محمد صلى الله عليه وسلم يأتي يوم القيامة أعمى عقابا له( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى(125) (126) (طه))
وليس احسن ملحقاتها للحسن , بالرموش والحواجب ، وليس اكثر وأقوى من إشاراتها فهي دالة الحياء لأهل الحياء ، وهى دالة الانكسار والهزيمة وهي دالة القوة والعزم والصلافة والصلادة ، ومن سهام العين ولحظاتها يدخل الشيطان فهي حاملة بريد الشيطان وهي قوسه وسهمه ومن نظرة واحدة ترتبط القلوب فحب النظرة الأولى من عجائب العيون ، ونظرة رحمة وحنان تدخل الجنة ، ونظرة أخرى تسرق الصلاة وتطيح بالأجر ، ومن النظر عبادة فالنظر إلى الكعبة المشرفة عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة والنضر في المصحف عباده, وما نراه من آثار الأولين و أطلال المدمرين ومن آثار من غضب الله عليهم عبرة لأولى الأبصار ، وحركات العين برمشها وحواجبها وسحرها ودموعها في مقلتها اثر عظيم في النفوس ، ونظرة واحدة بتجلياتها تغير قرار وترفع اناسا وتحط آخرين ، وهذا كله ولم نصل إلى العين واصل النظر فيها ، فالعين اعظم كنز عند الإنسان جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حبيبتيه ) فان أخذها الله من الإنسان في الدنيا وصبر فله الجنة ، ودعائه صلى الله عليه وسلم صباحا ومساء ( اللهم متعنا بأبصارنا ما احييتنا ) ، وعينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله .
وحديث العيون يطول وهو اعمق من حديث اللسان ، ومن هنا جعل فيها سبحانه وتعالى من أسرار الخلق الكثير وهى لكل عالم ماهر وطبيب حصيف داله كافيه لوجوده سبحانه وتعالى ، وفي القران الكريم من ذكرها دلالات اعجازية عظيمة ، فلم تذكر إلا بما يوافق أدق علوم عصر الكمبيوتر ولا عجب من ذلك فالله هو الخالق وهو المعلم ، فالله سبحانه وتعالى علم الإنسان ما لم يعلم وهو الذى انزل القران على قلب حبيبة محمد صلى الله عليه وسلم .
وبمراجعة ما ذكر في القرآن الكريم والتي لم نرى ذكر لها في كتب الاعجاز الا القليل سنجد كم هو معجز ذكر العين وكم العلاقة الدقيقة جدا بين ما ذكره الله في كتابه وبين العلم الحديث الثابت, وبدون لي عنق النص ولا اهلاك المعلومة الطبية
ولسعة الموضوع فإننا سوف نقسمه على اساس الآيات الذاكرة وبالتسلسل القرآني
هدف البحث
نهدف من هذا البحث توضيح الاعجاز في ذكر العين والنضر في القرآن الكريم الى درجة من الدقة المبهرة والتي تصل الى الحرف الواحد وسعة ذكرها في المصحف ,مع قلة وجود البحوث في الموضوع وندرتها ,
خطة البحث
ذكر الآية الكريمة المعجزة التي تذكر العين او البصر وحسب تسلسلها في المصحف .
ثم البحث في كل تفسير قديم او حديث يذكر ما ينفعنا في التفسير مع الراي العلمي او ضده واختصار اقوال المفسرين .
الاتيان بالمعلومة الطبية او العلمية من الكتب المنهجية فقط والتي فيها المعلومات المقطوعة علميا والتي نادرا ما تتغير , والتي سوف تكون اساس المقارنة مع النص القرآني.
اثبات الاعجاز العلمي العظيم في ذكر العين والنظر في القرآن الكريم ودقة العلاقة بين اللفظ القرآني والمعلومة الطبية الثابتة.
تشريح العين
لمعرفة ولفهم الاعجاز يجب ان نقدم معلومات عن العين .
التشريح السطحي :- العين هي الجهاز المختص بالنظر والرؤيا والموجودة في أعلى وجه الإنسان وتتكون العين من أ – فتحة العين ويحكمها غشاءان معقدان متحركان يسميان ( الأجفان ) وعملها هو إغلاق العين وفتحها ، وتغطيتها عند الضرورة وحماية العين من الجفاف ومن الأوساخ وفي نهاية الجفن يوجد شعر مقوس يسمى الرموش يمنع سقوط الأوساخ في العين وتشتيت بعض الضوء الساقط .
ب – كرة العين أو مقلة العين : – ويظهر من الجزء الأمامي فقط الذى نرى فيه حلقة ملونه تسمى القزحية ، وفي وسط القزحية نقطة سوداء متغيرة القطر تسمى البؤبؤ .
ج :- الحاجب وهو قوس من الشعر فوق العين يصد الكثير من الضوء المتشتت ويمنع العرق من النزول إلى العين . العينين بينها مسافة وبينهما منطقة مرتفعة ، والعين دون مستوى الوجه بصورة عامه ولكن قد تظهر مرتفعة قليلا أو غائرة دون أن يؤثر على عملها الفعلي وهو النظر و الابصار
التشريح التفصيلي ( شكل رقم 1 )
الشكل رقم 1 تشريح العين
أ – مقلة العين تتكون مقلة العين من كرة محاطة بطبقة خارجية قوية معتمة تسمى ( الصلبة ) وهى تحمى العين وتتصل بها العضلات المحركة للعين ، والجزء الأمامي منها شفاف ويسمى القرنية ، ومنه يمر الضوء الداخل إلى العين ، والطبقة الثانية للعين هي الطبقة الداخلية وتسمى الشبكية والتي هي الجزء الحساس للضوء من العين ، حيث يدخل الضوء ويسقط عليها ، فتستلم الضوء وتحوله الى نبضات كهربائية ترسل إلى الدماغ ، وسميت الشبكية لأنها تتكون من عدة طبقات وكل طبقة من شبكة من الأعصاب والعقد الوسطية والخلايا الوسطية ، إضافة إلى طبقه فيها مستلمات الضوء ، وسنأتي عليها لاحقا ، وفي الشبكية من الداخل يوجد منخفض صغير بقطر مليم واحد يسمى البقعة المبصرة او الصفراء( fovea ) والتي هي أكثر المناطق حساسية للضوء وتوجد كذلك البقعة العمياء وفيها يمر العصب البصري لذلك تسمى قرص البصر ( optic disk ) ، الطبقة بين هاتين الطبقتين تسمى ( الملتحمة ) واستمرارية هذه الطبقة من الأمام يكون القزحية الملونة والتي في وسطها يوجد فتحه تسيطر على كمية الضوء الداخل إلى العين وتسمى البؤبؤ
ب- الأجفان :- وقد وضحت سابقا وللأجفان عمل أخر حيث تتقلص عضلاتها في الضوء الشديد جدا مما يسمح لمرور كمية قليلة من الضوء فتساعد على حماية العين كذلك
ج – عضلات العين : – هناك ستة عضلات في كل عين تسيطر على حركة العين واتجاهها وهى مهمة جدا في تركيز صورة واحدة من العينين
ء – ملحقات العين :-
المنضمة:- وهى عبارة عن كيس يغلف الأجفان من الداخل والعين على الطبقة الصلبة وتحمي العين من كثير من الأمراض .
الغدد الدمعية : – وتقوم بترطيب العين بصورة مستمرة وتعقيمها
قناة تصريف الدمع إلى الأنف : – وهذه تقوم بنقل الدمع الزائد والأوساخ إلى الأنف في المنطقة الأمامية منه .
شبكية العين : نظرا لأن معرفة شبكية العين بتفصيل أكثر امر ضروري لفهم أكثر لما يجرى في العين ولمعرفة التفسير وكذلك لمعرفة أدق لما في الآيات القرآنية ، وبالرغم من صعوبة الموضوع ولكن سنذكر شيئا منه بما ينفعنا لأن هذا الموضوع فيه كتبا كاملة تدرس في اختصاص فسلجة العيون الطبية .
للوهلة الاولى يظن القارئ ان عمل العين كالكاميرة والشبكية هي الجزء الحساس منها لذلك فالأمر بسيط جدا ، ولكن الحقيقة أوسع من ذلك بكثير فهناك مثلا في عمل النظر والرؤيا يتم تفسير التجسيم ( الابعاد الثلاثة ) والحركة ، والحركة بنوعين أمامي خلفي وجانبي كما ان هناك سيطرة على صورتين من عينين مختلفتين في القوه والتركيز تتوزع فيها صورتين اوسع من الرؤيا بعين واحدة أي ان العين اليمنى ترى نفس العين اليسرى ولكن هناك اضافه في العين اليمنى لا تراه العين اليسرى ، وكذلك العين اليسرى ترى كما في العين اليمنى ولكن هناك اضافة لا تراها العين اليمنى فعملية تطبيق الصورتين عملية معقده جدا تحتاج الى سيطرة دماغية على حركة العينين واجزاء النظر فيها كما ان هناك تبادل مستمرا في مناطق الرؤيا اضافة الى السيطرة على الرؤيا المهتزة ( المتذبذبة او المتحركة ) ، كما ان هناك سيطرة على التوازن موجوده في العينين وتأثيرات اخرى كثيرة جدا تؤثر في النهاية على تفكير الانسان قد يكون سببها موجات غير مرئية كما ان هناك ردود افعال للعين مختلفة ، وهذا جزء قليل لما عليه العين ، لذلك فإن العين التي تستلم الضوء يمر ابتداء من مجموعة من العدسات بنظام دقيق جدا ابتداء من القرنية ثم من خلال البؤبؤ الى السائل الامامي ثم العدسة ثم السائل الخلفي ليسقط في النهاية على الشبكية ، وهذا سيؤدى الى تركيز الضوء فيها والسيطرة على نوع الموجه كذلك ، حيث ان عملية تصفية لبعض الموجات السيئة فأما ان تمتص او تشتت قبل الوصول الى الشبكية كحماية اوليه لها لمنع تلفها وكمية الضوء الداخل يسيطر عليه بواسطة سعة البؤبؤ الذى يتقلص عندما يأتي ضوء قوى ويتمدد عندما يكون الضوء قليل وذلك لمنع حدوث حروق وتلف وارتفاع في درجة حرارة الشبكية .
تتكون الشبكية من عشرة طبقات تبتدئ بطبقة شبكة ألياف العصب البصري ، ثم طبقة خلايا العقد الكبيرة ، ثم طبقة الشبكة الداخلية المستعرضة ، ثم طبقة نوي الخلايا ، ثم طبقة الشبكة الخارجية ، ثم طبقة نوي الخلايا الخارجية ، ثم طبقة جزء المستلمات الداخلي ، ثم طبقة جزء المستلمات الخارجي ، ثم طبقة العصيات والمخاريط ، ثم تأتي طبقة الانسجة الطلائية الملونة (الشكل رقم 2 )
الشكل رقم 2 طبقات شبكية العين
ويجب ملاحظة امر مهم وهو ان الضوء يدخل من جهة شبكة الاعصاب ويخترق ثمانية طبقات ليصل الى المستلمات الضوئية والتي هي طبقة العصيات والمخاريط (الشكل رقم 3 )
الشكل رقم 3 اتجاه الضوء على شبكية العين
أي ان الضوء والصورة سوف لن تصل مباشرة الى المتحسسات للضوء بل هناك غطاء يمنع وصول الضوء مباشرة الى المتحسسات ، وجد ان بعض عيون الحيوانات وخاصة الطيور وذوات الدم البارد لها قابليه في عينها اوسع واقوى من قابلية عين الانسان حيث ان شبكية العين في الطيور اكثر تحسسا وتقوم بأعمال اخرى إضافي الى تحويل الضوء بواسطة المستلمات الى نبضات كهربائية ، فهي تقوم بمعالجة بعض معلومات الرؤيا والنظر مباشرة في العين قبل ارسالها الى الدماغ لمعالجتها في قشرة الدماغ وان طبقات الشبكية التي يخترقها الضوء للوصول الى المخاريط والعصيات اقل مما هو لدى الانسان لذلك فان ابصار الطيور حاد جدا ( كانون صفحة 323 ) . ولتوضيح عمل الشبكية بصورة مختصرة ، ان الضوء الداخل من القرنية ثم العدسة وكل سوائل العين سوف يتركز في منطقة صغيرة التي تتم بها الرؤيا النهارية ، وفي هذه المنطقة الصغيرة يوجد معظم المستلمات من المخاريط وتكاد تخلو من العصيات ، وفي هذا المكان سوف يحدث ثلاث اشياء
اولا : – معرفة شدة الضوء الذى سوف ينعكس سلبا او ايجابا على الاعصاب الناقلة للإيعازات حيث ان عملية نقل الايعازات من الشبكية يسيطر عليها من داخل شبكية العين اضافة الى ايعازات سيطرة من قشرة الدماغ .
ثانيا : – تحويل جزء من الايعازات الواردة من مستلمات الضوء وارسالها الى الدماغ لتحليلها الى صورة وبأسلوب توزيع معقد جدا وفهمه يحتاج الى علماء مختصين
ثالثا : – تعرض الشبكية للضوء قد يعطى تحفيزا وقد يعطى تثبيطا وعند ذهاب الضوء قد يحدث العكس حيث ان المناطق المثبطة ستحفز ، وهناك حلقة حول مركز العين المبصر اذا تعرضت للضوء سوف تثبط مرور الضوء وتحفيزاته من المنطقة المركزية المبصرة للعين ، ولكن عند ذهاب الضوء عنها فان مركز العين سوف يطلق تأثيرات كهربائية عكسية مما يجعل الرؤيا مستحيلة ، وهذا يجب ان نفهمه جيدا لأننا سنحتاجه لتفسير بعض الآيات القرآنية في هذا الموضوع.
بالرجوع (الى شكل4 ) فان هناك حلقة وهناك مركز للدائرة ، واللون الابيض يعنى انه معرض الى الضوء ، في الصف الاعلى الاضاءة للمركز فقط ولكن التحفيز نجده في كل الشبكية ، ثم بعد اطفاء الضوء فان التحفيز سيستمر في المحيط بينما يتوقف في المركز .
شكل رقم 4 التحفيز الكهربائي عند تعرض العين الى نقطه مضيئة او دائرة مضيئة وردة الفعل لذهاب الضوء
في الصف الثاني من الاسفل ، الاضاءة توجه الى المحيط بينما المركز غير مضاء ، في الاولى عندما يكون الضوء موجودا فان مركز العين لا يتحفز الى الضوء والمحيط الذى تصله الانارة يكون متحفزا ، بينما عندما ينطفئ الضوء فان التحفيز سيكون في كل الشبكية موجودا .
اما في (الشكل رقم 5 ) فإننا نوضح الحالة اكثر ، فعندما نعرض الوسط للإضاءة فان المحيط سوف يثبط كليا ، وعندما ينطفئ الضوء ( الاسفل ) فان تهيجا كهربائيا يحدث في الحلقة المحيطة لشبكية العين ، من هذا نفهم ان تحفيزا وسطيا صغيرا هادئا يعطى احسن رؤيا واحسن ابصار بينما اذا حفزنا الحلقة المحيطة بها فان تثبيطا يحدث لعملية الابصار في الوسط ، وهذا يحدث نتيجة انشار التحفيز افقيا في الخلايا الافقية وكذلك يحدث بأوامر من القشرة الدماغية ، وهذا التثبيط الذى يحدث عند تحفيز المحيط موجود في الكثير من الامثلة في الاعمال التحسسية في الانسان والحيوانات العليا .
شكل رقم5رسم الإشارة الكهربائية
بعد انتقال الايعازات الكهربائية المهذبة من العين ستذهب الى الدماغ لتفسيرها واصدار الاوامر الى السيطرة على قوة نقل الايعاز وعلى كمية الضوء الداخل من البؤبؤ وهذا يحدث بسرعة كبيرة جدا .
شدة الاضاءة والابصار :
لا يوجد أي حاسة في الجسم تستلم مدى من التحسس واسع جدا كالعين فهي تتحسس بالضوء من مدى 1/10,00,00 من الميلي لامبرتيز ( مقياس اضاءه ) الى 10.000.000.000 ميلي لامبرتيز ( كانون للفصلية صفحه 166 ) انظر الجدول المرفق (شكل رقم6 ) أي المدى هو 1/10.000.000.000.000.000 وهذا الرقم كبير جدا ، فلو ان العين اعطت في اقل درجه ميلي فولت واحد فان العين سوف تعطى ( نظريا ) الف مليار فولت وهذا رقم خيالي غير موجود في الطبيعة ابدا ، وللحفاظ على العين فهناك عدة مراحل من السيطرة وهى كالاتي :-
اولا كميه الضوء الداخل :- وهو يؤثر في حاله الإضاءة العالية ويعتمد على اعمال اراديه وغير اراديه متمثلة بتقلص عضلات الوجه المحيطة بالعين الى وضع اليد على العين لتظليلها الى انطباق اجفان العين ، ثم بعد ذلك بأعمال لا اراديه تتمثل بتقلص البؤبؤ الى درجة كبيرة ثم التغير في تحدب العدسة ، والنتيجة فان كمية الاضاءة الداخلة سيسيطر عليها الى درجة كبيرة .
ثانيا :- درجة تحفز مستلمات الضوء في العين حيث سيقل تفاعل المادة الاساسية في التحسس ( الروبسين ) نتيجة للضوء الداخل والتي ستنتج طاقة كهربائية التي تنطلق في العصب .
ثالثا :- زيادة ممانعة اعصاب العين في الطبقات التالية في الخلايا العقدية مما يؤدى الى تقليل كمية التحفيزات النهائية الذاهبة الى المخ .
وبمراجعة مدى الابصار للعين فان الانسان الاعتيادي يستطيع ان يبصر في ليل مظلم وبدون قمر، وفي هذه الدرجة من الضوء يستطيع التفريق بين الطريق الجيد والطريق السيئ ويرى بها الحيوان القادم ويؤدى بعض الاعمال كالحراثة وعلى ضوء النجوم فقط والذى قوته هو 1 / مليون من الملي لامبرتيز ، ويستطيع قراءة جريدة في يوم مظلم بنصف قمر وبقوة اضاءة واحد ملي لامبرتيز ، بينما يستطيع القراءة الاعتيادية في اضاءة البدر في الليل او على ضوء انبوب فلوريسنت صغير وبصورة مريحة وبقوة اضاءة من 10 الى 100 ملى لامبرتيز ، القراءة في الشمس ستكون بقوة اضاءة 10.000 ملى لامبرتيز ، والنظر الى ضوء صادر من قوس كهربائي من الكربون سيكون بقوة مئة مليون ملى لامبرتيز ، ومليار ملى لامبرتيز بالنظر المباشر الى الشمس .
كيف تتم عملية الابصار
بعد مرور الضوء من خلال مقدمة العين ( القرنية ) الشفافة ويدخل من السائل الأمامي فالعدسة ثم السائل الخلفي ثم يصل الى الشبكية ، مجموع الانعكاسات في هذه السوائل سيؤدى الى وقوع صورة مقلوبة للأشياء التي امامنا على شبكية العين ، وفي شبكية العين وفي منطقة الابصار الملون والتي قطرها لا يزيد عن مليم واحد ويوجد فيها عدد هائل من المخاريط التي تتحسس بالألوان فتصدر ثلاث انواع من الاشارات تمثل الالوان الاساسية الثلاثة وترسم صورة كامله من هذه المتحسسات وبأسلوب يخص كل لون وتسمى الصور الاولية ، فتمر الايعازات من نهايات المخاريط والعصيات الى خلايا وسطية فالطبقة التي تليها فتتحول الصورة الى صورة اخرى يدخل فيها التأثيرات الدماغية وتأثيرات محددة موقعيه ، وقد تتمدد الصورة جانبيا ثم تنتقل الى المرحلة التي تليها في طبقة الخلايا الثلاثة حيث تدخل مرة اخرى وتهذب ويختصر اجزاء منها بحيث تجعل لأجزائها حدود ونهايات فتتبلور صوره ثالثة , بعد ان تمر الايعازات من الخلايا الثلاثة الى نهاية العصب البصرى فتنتقل الى الدماغ في مراكز مختلفة ، ولكن معظم الايعازات تنتهى الى القشرة الخلفية من الدماغ ، وقسم منها يذهب الى قلب الدماغ(ما تحت سرير الدماغ ) ومن هناك يتوزع الى مناطق التوازن والى المركز المحرك والى السيطرة الدماغية ثم يرجع الى العين مرة اخرى وبطرق واعصاب مختلفة للسيطرة على البؤبؤ وعلى عضلات الوجه وعلى عضلات العين ، وقسم من الاعصاب الراجعة تذهب الى شبكية العين مره اخرى حيث تسيطر على كميات الضوء العابر من خلال طبقات الشبكية وعلى كمية التفاعلات التي تحدث في المستلمات ، وتسيطر كذلك على انتشار الصورة عرضيا .
في الشبكية وفي المستلمات المخروطية والعصيات خصوصا يحدث تفاعل مستمر ومتعاكس وحسب المعادلة التالية :
Rhodopsin scotopsin + retinene
ويحدث التفاعل والتفكك بسبب سقوط الضوء فتنطلق شحنات كهربائية تعطي الاشارة الأولية لحدوث عملية الابصار ، ومادة الرتنين تتأثر بمستوى فيتامين ( A ) في الشبكية ، والصورة يسيطر عليها بخمسة مواد كيمائية وسيطة اخرى تؤثر على صنع الصورة في المرحلتين الاخيرتين كما وضحنا اعلاه قبل انطلاقة في العصب البصرى ، وهذه المواد ينطلق بعضها بتأثير دماغي مركزي وبعضها بتأثير من خلايا التحفيز والتثبيط مما يسيطر على شدة الضوء موقعيا ليحافظ على العين والابصار من التلف ويحسن اداء العين في كل درجات الضوء .
عندما تصل الايعازات الكهربائية في العصب البصرى تنتقل بأسلوب متبادل بحيث ان الاعصاب القادمة من النصف الوسطى الداخلي من العين تتقاطع الى النصف الاخر وفي منطقة التصالب البصرى ، اما النصف الخارجي فيستمر مع الاعصاب المتصالبة ليكون عصبا يستمر داخل الدماغ الى ان يصل الى القشرة في الفص البصري ، ولو قطع التصالب البصرى فان الانسان سوف يرى نصف صورة من الداخل مظلم ، وهذا التصالب يخدم عملية الابصار للتفريق بين القريب والبعيد فيكون الدماغ اكثر حساسا واكثر تميزا بين الاجسام القريبة والبعيدة .
الابصار الملون له نظام غريب يصعب فهمه حيث ان الاعصاب التي تنقل الايعازات الملونة للأحمر والخضر يسيران في خانه ، والاصفر والازرق في خانه اخرى وفي الوسط خانه يمر فيها الاحمر والاصفر ، وهذا الانتقال يتم بعد الدمج في المستلمات الخاصة ، ويتم تحليل هذه الايعازات بشبكة معقدة ومتداخلة في قشرة الدماغ في الفص الخلفي البصري ، تنتقل في العصب البصرى معلومات كبيرة جدا يصعب تخيلها فبالرغم من انها تنتقل بأسلوب ضغط المعلومات كما في الاقراص المدمجة في الحاسوب ، أي ان العين تقوم بدمج المعلومات وتصفيتها في الشبكية وبرمجتها بأقل معدل من المعلومات ثم ترسل الى الدماغ ، ومع هذا فالمعلومات القادمة في العصب البصري من العين ولنظرة مستمرة لمدة 24 ساعه تعادل ما يستطيع حمله كمبيوتر وزارة الدفاع الامريكي منذ انشائه من المعلومات ، ومع هذا تحفظ كل لحظة عين في الدماغ ويحاسب عليها الانسان يوم القيامة وتأتى بصحائفه لا يغادر منها شيئا (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)) .
من ضمن اعمال العين هوا التوازن والذى اكتشف حديثا بكامل تفصيلاته ، كما ان هناك عمليات ملحقة بالعين كحركة الاجفان والعيون والغدد الدمعية والاهداب والحاجب فيا لخلق الله العظيم ويا لعظمة الله الخالق العظيم فهذه العين والتي قد لا نلقي لها بالا الف بها مئات الكتب وتخصص بها العلماء فضاعوا في ثناياها فكيف بكل الانسان وتفاصيله .
ومن هذه المعلومات المختصرة جدا جدا سنستطيع توضيح ما جاء في الآيات الكريمة الخاصة بالعين والابصار لتفسيرها تفسيرا علميا (عن كتاب كانون للفسلجة البشرية وكتاب كايتون للفسلجه الطبيه وكتاب سامسون رايت للفسلجه).
الآيات المراد تفسيرها
(خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) (البقرة)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ )(17 18) (البقرة)
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(19) (20)
(البقرة)
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1) (الأنعام)
( وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) (النحل) ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) (الإسراء)
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ(39) (40) (النور)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) (43) (النور) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) (الروم)
هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا وينشىء السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملـائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشآء وهم يجـادلون فى الله وهو شديد المحال
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ. وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(27) (28) (فاطر)
(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) (ق))
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )(38) (39) (40) (الحاقة)
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) (الإنسان)
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا. ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) (45) (46) (الفرقان)