النوع الثاني من الصمم الصمم المقنع (MASKING DEAFNESS)

النوع الثاني من الصمم

الصمم المقنع(MASKING)

 

يقول سبحانه وتعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) (فصلت)

مختصر اقوال المفسرين في هذه الآيه

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون قال الذين كفروا من مشركي قريش أبي جهل وأصحابه فترى بعضهم ينهى بعضا عن سماعه ويأمرهم باللغو فيه كالصياح والتصفيق المانع من السماع ولغا يلغو الساقط من الكلام والغوا فيه وعارضوه بالخرافات من الرجز والشعر أو تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا للقرآن ولا ينقادوا لأوامره ومفهوم كلامهم أنهم لم يلغوا فيه بل استمعوا إليه، لعلكم تغلبون فيسكت عن القراءة لعلكم تغلبون محمدا على قراءته.

التفسير العلمي والإعجاز القرآني لهذه الآية

 

إن الإنسان لا يسمع عندما يكون الكلام متداول من آخرين وهو غير مقصود به وخاصة عندما يكثر المتكلمين وقد ينتبه لكلام جميل أو عاطفي أو إذا ما سمع كلمات خاصة بنغمة خاصة أو من صوت معروف لديه أو إذا طرق إلى سمعه اسم خاص فانه سينتبه ويعي مره أخرى وتتوجه في هذه الحالة الذبذبات الكهربائية من مركز السمع الذي كان يهمل الايعازات إلى المراكز الأخرى من الدماغ إلى أماكن غيرها تجعله يتفاعل مع ما يسمع أي أن الوعي ضروري للفهم، فماذا كان تأثير قراءة القرآن على عامة قريش ؟!   لقد كان للقران قابلية على دفع الانتباه نحو الأمام مما يجعل الإنسان أي إنسان حتى الذي لا يعرف اللغة العربية ينتبه إليه وينجذب له مما أثار رعب قادة الكفر من قريش ، قد يكون أسلوب القران وآياته المحكمات أو طريقة قراءته أمرا مغايرا و مؤثرا ولكن حتى عندما يحشر في كلام آخر ويذكر بنفس الطريقة التي يذكر بها باقي الكلام فان كلماته الربانية سوف تخترق عمق تفكير الإنسان وهذا ما كان يحصل لكفار قريش ولغيرهم .وفي إحدى تجاربنا العملية والعلمية أنه ذات يوم قمنا بتلاوة القرآن أمام ممرضة من كوبا تتكلم الإسبانية واستبدلنا جملة من خارج القرآن لكن بنفس طريقة الترتيل فألفت الأمر انتباهها وأحست أن الأمر قد تغير عليها. لذلك التأثير الخطر حاول كفار قريش صرف الناس عنه بكل الطرق ولكنهم فشلوا  فاستعملوا طرق جديدة وهى اللغو مع القران ليقطعوا الصوت الواصل إلى الأذن حتى يتوقف وعى الإنسان السامع ، ولما كان وجود صوت آخر يقلل الوعي المسموع ( كانون للفسلجه صفحة 178 ) وسببه هو حصول ممانعة في المستلمات والعصب السمعي وإرهاق مناطق الاتصال لذلك طلب الكفار اللغو مع قراءة القران حتى لا يسمع الناس كلام الله فيتأثرون به فهل وصلوا إلى مرادهم وهل فعلا تغلبوا؟(وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) لقد كان تأثير القليل من القران يساوى أقوى تحفيزا لكلام اللغو عند الكافرين فكانت النتيجة أن القران انتشر وكلام الله انتصر ، والتداخل الصوتي (علميا) يضع قناعا صوتيا لمنع سماع صوت آخر ويعتبر علميا درجه من درجات الصمم وهذه الدرجة من الصمم هي درجة التأثير الخارجي والتي يكون فيها نظام السمع متكامل وصحيح ولكن التداخل هو الذي يؤثر على السمع، وكلمة (لعلكم تغلبون) من كفار قريش تدل على فشلهم وخيبتهم أمام القرآن الذي يخترق كل زيف ليصل إلى القلوب.

اترك تعليقاً