هذا نزلهم وسكنهم يوم الدين

هذا نزلهم وسكنهم يوم الدين
يقول سبحانه و تعالي ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)) ( الواقعة 51 : 56 )
مختصر اقوال المفسرين في هذه الآيات
الخطاب قال بعض المفسرين مع أهل مكة والظاهر أنه عام مع كل ضال مكذب , الضالون قال المشركون المكذبون , أيها الضالون عن الهدى المكذبون بالبعث وهم أهل مكة , لآكلون بعد البعث في جهنم من شجر من زقوم , من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أي مبتدئون الأكل من شجر هو زقوم فمالئون منها البطون أي بطونكم من شدة الجوع فشاربون عليه من الحميم أي الماء الحار في الغاية تعالى فشاربون شرب الهيم , الهيم وهي الإبل التي بها الهيام وهو داء يصيبها فتشرب ولا تروى جمع أهيم وهيماء وقيل الهيم الرمال على أنه جمع الهيام بفتح الهاء وهو الرمل الذي لا يتماسك هذا نزلهم يعني ما ذكر من الزقوم والحميم أي رزقهم وغذاؤهم وفي جعله نزلا مع أنه مما يكرم به النازل من التهكم ما لا يخفى
التفسير العلمي لهذه الآيات
يدخل الضالون المكذبون إلى نار جهنم وطبعاً سيحسون بالجوع ,والجوع هنا لا يشترط به ان يكون لحاجة فقط , فقد وجد علميا ان الاحساس بالجوع قد يكون اوامر مضطربة من المخ من مركز دماغي خاص بالجوع, وكذلك وجد ان الاضطراب النفسي احدى اسباب زيادة الجوع والسمنة (طبعا الكلام للحياة الدنيا ) كما ان هناك التأثير الهرموني لبعض الحالات الوراثية التي تجعل الشخص نهما , وكلها بعلم الله , وستجعل كل الاسباب اضافة الى الجوع الطبيعي الكافر نهما , يصرخ للحصول على الطعام كما يفعل الاطفال, ويقدم لهم طعاماً شكله مخيف و مقرف وطعمه مريع ، مراً شديد المرورة ومالحاً شديد الملوحة وعصارته لا تبلع فهو ذو غصة يكون بلعه صعباً جداً ،فقد وجد ان بعض الراتنجات تتفاعل مع ماء الريق لتتحول الى ماده خشنة لاصقه في البلعوم ,فبدلا من ان تبتلع ولو بصعوبة ستؤدي الى غلق البلعوم والغصة الشديدة ,وله تأثير بامتصاص الماء من محيطه فيؤدي الى جفاف الفم, وما أن يأكله هؤلاء الكفرة حتى يصابوا بعطش شديد جداً يكاد أن يحطم أعصابهم لذلك سيشربون عليه من الحميم الساخن المليء بالقذارة والدم والصديد ،وهذا المتوفر عندهم ,فسيلقون انفسهم عليه, ويتقاتلون للحصول عليه لشدة ما يجدون, فيشربون و يشربون وكأنهم في شربه حيوان مصاب بداء العطش ، و الحيوانات المصابة بداء العطش تبقي تشرب الماء حتي تنتفخ بطونها و تتمزق وهذا المرض كان يصيب الابل ،فالابل المصابة بداء الهيم , وهو مرض يصيب المخ يجعلها تحس بالعطش دائما , فتبقى تشرب وتشرب ما دام الماء امامها, فينفجر الكرش وتموت, وهذا ما يحدث فالحميم النجس القذر ذو الرائحة النتنة يشربه الكافر ولا يستطيع التوقف عن شربه لغصة الزقوم فيشوي شفاهه من وجهه وكل ما لمس هذا الحميم من المناطق المجاورة للشفاه سيحترق وبعد أن يمر إلى الفم سيكوي بقوة فيبلعه بسرعة إلى البلعوم ثم المعدة ،وبالرغم من الاشتواء والحرارة والطعم المريع للمهل الا انهم يستمرون بالشرب كالهيم او كالمجنون العطشان الذي وجد ماء, ولكون الألم لا يحس إلا في الوجه من الشفاه و محيطها أما الفم والبلعوم و المريء والمعدة فلا تكاد تحس الألم فيستمر في الشرب حتي تتمزق المعدة والامعاء فينسكب الحميم في فراغ البريتون مما يؤدي إلى آلام شديدة جداً ، وهكذا هو شرب الهيم أي ينتهي بالعذاب والألم الشديد ، فهذه ضيافة الكافر وهذه الفندقة في نار جهنم فبئس النزل نزلوا , الا ترى كم الفرق بين فندقة الدنيا ونار جهنم, وستجد الفرق عينه في الجهة الثانية في الفرق بين فندقة الدنيا والجنة ,ولكن في الاتجاه الاحسن,
وهكذا فقد عرض لنا سبحانه وتعالى في المصحف كلاما ادبيا مؤثرا جدا ولكنه مطابق لأدق القواعد العلمية .

اقوال المفسرين في هذه الآية

أضواء البيان – الشنقيطي ج6/ص315
وقوله شرب الهيم الهيم جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلا التي أصابها الهيام وهو شدة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرا من الماء ولا تزال مع ذلك في شدة العطش ومنه قول غيلان ذي الرمة فإنهم لاكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار في النار يأكلون من شجرة الزقوم فيملؤون منها بطونهم ويجمعون معها لشوبا من حميم أي خلطا من الماء البالغ غاية الحرارة جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في الواقعة ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشـاربون عليه من الحميم فشـاربون شرب الهيم وقوله شرب الهيم الهيم جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلا التي أصابها الهيام وهو شدة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرا من الماء ولا تزال مع ذلك في شدة العطش ومنه قول غيلان ذي الرمة
فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد
صداها ولا يقضى عليها هيامها
وقوله تعالى في الواقعة فشـاربون عليه من الحميم فشـاربون شرب الهيم يدل على أن الشوب أي الخلط من الحميم المخلوط لهم بشجرة الزقوم المذكور هنا في الصافات أنه شوب كثير من الحميم لا قليل
وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسير هذه الآية لشوبا من حميم الشوب الخلط والشوب والشوب لغتان كالفقر والفقر والفتح أشهر قال الفراء شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشىء يشوبهما شوبا وشيابة انتهى منه إنهم ألفوا ءابآءهم ضآلين فهم على ءاثارهم يهرعون ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن الكفار الذين أرسل إليهم نبينا صلى الله عليه وسلم إنهم ألفوا ءاباءهم أي وجدوهم على الكفر وعبادة الأوثان فهم على ءاثارهم تعالى هـاذا نزلهم يوم الدين النزل بضمتين هو رزق الضيف الذي يقدم له عند نزوله إكراما له ومنه قوله تعالى إن الذين ءامنوا وعملوا الصـالحات كانت لهم جنـات الفردوس نزلا وربما استعملت العرب النزول في ضد ذلك على سبيل التهكم والاحتقار وجاء القرآن باستعمال النزول فيما يقدم لأهل النار من العذاب كقوله هنا في عذابهم المذكور في قولهم لاكلون من شجر من زقوم ـ إلى قوله ـ شرب الهيم هـاذا نزلهم أي هذا العذاب المذكور هو ضيافتهم ورزقهم المقدم لهم عند نزولهم في دارهم التي هي النار كقوله تعالى للكافر الحقير الذليل ذق إنك أنت العزيز الكريم

التفسير الكبير – الرازي ج29/ص151
المسألة الأولى الخطاب مع من نقول قال بعض المفسرين مع أهل مكة والظاهر أنه عام مع كل ضال مكذب وقد تقدم مثل هذا في مواضع وهو تمام كلام النبي صلى الله عليه وسلم كأنه تعالى قال لنبيه قل إن الأولين والآخرين لمجموعون ثم إنكم تعذبون بهذه الأنواع من العذاب
المسألة الثانية قال ههنا الضالون المكذبون بتقديم الضال وقال في آخر السورة وأما إن كان من المكذبين الضالين الواقعة 92 بتقديم المكذبين فهل بينهما فرق قلت نعم وذلك أن المراد من الضالين ههنا هم الذين صدر منهم الإصرار على الحنث العظيم فضلوا في سبيل الله ولم يصلوا إليه ولم التفسير
يوحدوه وذلك ضلال عظيم ثم كذبوا رسله وقالوا أءذا متنا فكذبوا بالحشر فقال أيها الضالون الذين أشركتم المكذبون الذين أنكرتم الحشر لتأكلون ما تكرهون وأما هناك فقال لهم أيها المكذبون الذين كذبتم بالحشر الضالون في طريق الخلاص الذين لا يهتدون إلى النعيم وفيه وجه آخر وهو أن الخطاب هنا مع الكفار فقال يا أيها الذين ضللتم أولا وكذبتم ثانيا والخطاب في آخر السورة مع محمد صلى الله عليه وسلم يبين له حال الأزواج الثلاثة فقال المقربون في روح وريحان وجنة ونعيم وأصحاب اليمين في سلام وأما المكذبون الذين كذبوا فقد ضلوا فقدم تكذيبهم إشارة إلى كرامة محمد صلى الله عليه وسلم حيث بين أن أقوى سبب في عقابهم تكذيبهم والذي يدل على أن الكلام هناك مع محمد صلى الله عليه وسلم قوله فسلـام لك من أصحـاب اليمين
المسألة الثالثة ما الزقوم نقول قد بيناه في موضع آخر واختلف فيه أقوال الناس ومآل الأقوال إلى كون ذلك في الطعم مرا وفي اللمس حارا وفي الرائحة منتنا وفي المنظر أسود لا يكاد آكله يسيغه فيكره على ابتلاعه والتحقيق اللغوي فيه أن الزقوم لغية عربية دلنا تركيبه على قبحه وذلك لأن زق لم يجتمع إلا في مهمل أو في مكروه منه مزق ومنه زمق شعره إذا نتفه ومنه القزم للدناءة وأقوى من هذا أن القاف مع كل حرف من الحرفين الباقيين يدل على المكروه في أكثر الأمر فالقاف مع الميم قمامة وقمقمة وبالعكس مقامق الغليظ الصوت والقمقمة هو السور وأما القاف مع الزاي فالزق رمي الطائر بذرقه والزقزقة الخفة وبالعكس القزنوب فينفر الطبع من تركيب الكلمة من حروف اجتماعها دليل الكراهة والقبح ثم قرن بالأكل فدل على أنه طعام ذو غضة وأما ما يقال بأن العرب تقول زقمني بمعنى أطعمتني الزبد والعسل واللبن فذلك للمجانة كقولهم أرشقني بثوب حسن وأرجمني بكيس من ذهب وقوله من شجر لابتداء الغاية أي تناولكم منه وقوله فمالئون منها زيادة في بيان العذاب أي لا يكتفى منكم بنفس كما الأكل يكتفي من يأكل الشيء لتحلة القسم بل يلزمون بأن تملأوا منها البطون والهاء عائدة إلى الشجرة والبطون يحتمل أن يكون المراد منه مقابلة الجمع بالجمع أي يملأ كل واحد منكم بطنه ويحتمل أن يكون المراد أن كل واحد منكم يملأ البطون والبطون حينئذ تكون بطون الأمعاء لتخيل وصف المعي في باطن الإنسان له كيأكل في سبعة أمعاء فيملأون بطون الأمعاء وغيرها والأول أظهر والثاني أدخل في التعذيب والوعيد قوله فشـاربون عليه أي عقيب الأكل تجر مرارته وحرارته إلى شرب الماء فيشربون على ذلك المأكول وعلى ذلك الزقوم من الماء الحار وقد تقدم بيان الحميم وقوله فشـاربون شرب الهيم بيان أيضا لزيادة العذاب أي لا يكون أمركم أمر من شرب ماءا حارا منتنا فيمسك عنه بل يلزمكم أن تشربوا منه مثل ما تشرب الهيم وهي الجمال التي أصابها العطش فتشرب ولا تروى وهذا البيان في الشرب لزيادة العذاب وقوله فمالئون منها في الأكل فإن قيل الأهيم إذا شرب الماء الكثير يضره ولكن في الحال يلتذ به فهل لأهل الجحيم من شرب الحميم الحار في النار لذة قلنا لا وإنما ذلك لبيان زيادة العذاب ووجهه أن يقال يلزمون بشرب الحميم ولا يكتفي منهم بذلك الشرب بل يلزمون أن يشربوا كما يشرب الجمل الأهيم الذي به الهيام أو هم إذا شربوا تزداد حرارة الزقوم في جوفهم فيظنون أنه من الزقوم لا من الحميم فيشربون منه شيئا كثيرا بناء على وهم الري والقول في الهيم كالقول في البيض أصله هوم وهذا من هام يهيم كأنه من العطش يهيم والهيام ذلك الداء الذي يجعله كالهائم من العطش
بم ثم قال تعالى
هـاذا نزلهم يوم الدين 2
يعني ليس هذا كل العذاب بل هذا أول ما يلقونه وهو بعض منه وأقطع لأمعائهم

الدر المنثور – السيوطي ج8/ص42
ثم إنكم أيها الضالون قال المشركون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم قال والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة فمالئون منها البطون قال يملؤون من الزقوم بطونهم فشاربون عليه من الحميم يقول على الزقوم الحميم فشاربون شرب الهيم هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع هذا نزلهم يوم الدين كرامة يوم الحساب

الكشاف – الزمخشري ج4/ص462
أيها الضالون عن الهدى المكذبون بالبعث وهم أهل مكة ومن في مثل حالهم من شجر من زقوم من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره وأنث ضمير الشجر على المعنى وذكره على اللفظ في قوله منها و عليه ومن قرأ من شجرة من زقوم فقد جعل الضميرين للشجرة وإنما ذكر الثاني على تأويل الزقوم لأنه تفسيرها وهي في معناه شرب الهيم قرىء بالحركات الثلاث فالفتح والضم مصدران وعن جعفر الصادق رضي الله عنه أيام أكل وشرب بفتح الشين وأما المكسور فبمعنى المشروب أي ما يشربه الهيم وهي الإبل التي بها الهيام وهو داء تشرب منه فلا تروى جمع أهيم وهيماء قال ذو الرمة فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد
صداها ولا يقضي عليها هيامها وقيل الهيم الرمال ووجهه أن يكون جمع الهيام بفتح الهاء وهو الرمل الذي لا يتماسك جمع على فعل كسحاب وسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم هو كالمهل فإذا ملؤا منه البطون يسلط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم الذي يقطع أمعاءهم فيشربونه شرب الهيم فإن قلت كيف صح عطف الشاربين على الشاربين وهما لذوات متفقة وصفتان متفقتان فكان عطفا للشيء على نفسه قلت ليسئا بمتفقتين من حيث إن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الأمعاء أمر عجيب وشربهم له على ذلك كما تشرب الهيم الماء أمر عجيب أيضا فكانتا صفتين مختلفتين النزل الرزق الذي يعد للنازل تكرما له وفيه تهكم كما في قوله تعالى فبشرهم بعذاب أليم آل عمران 21 وكقول أبي الشعر الضبي وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا
جعلنا القنا والموهفات له نزلا
وقرىء نزلهم بالتخفيف

تفسير أبي السعود ج8/ص195
ثم إنكم أيها الضالون عطف على أن الأولين داخل تحت القول وثم للتراخى زمانا أو رتبة المكذبون أى بالبعث والخطاب لأهل مكة وأضرابهم لآكلون بعد البعث والجمع ودخول جهنم من شجر من زقوم من الأولى لابتداءالغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أى مبتدئون الأكل من شجر هو زقوم وقيل من الثانية متعلقة بمضمر هو وصف لشجر أى كائن من زقوم فمالئون منها البطون اى بطونكم من شدة الجوع فشاربون عليه عقيب ذلك بلا ريث من الحميم أى الماء الحار في الغاية وتأنيث ضمير الشجر أولا وتذكيره ثانيا باعتبار المعنى واللفظ وقرىء من شجرة فضمير عليه حينئذ للزقوم وقيل للآكل وقوله تعالى فشاربون شرب الهيم كالتفسير لما قبله على طريقة قوله تعالى فكذبوا عبدنا أى لا يكون شربكم شربا معتادا بل يكون مثل شرب الهيم وهي الإبل التي بها الهيام وهو داء يصيبها فتشرب ولا تروى جمع أهيم وهيماء وقيل الهيم الرمال على أنه جمع الهيام بفتح الهاء وهو الرمل الي لا يتماسك جمع على فعل كسحاب وسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع والتهاب النار في أحشائهم ما يضطرهم الى أكل الزقوم الذى هو كالمهل فإذا ملؤا منه بطونهم وهو في غاية الحرارةوالمرارة سلط عليهم من العطش ما يضطرهم الى شرب الحميم الذى يقطع أمعاءهم فيشربون شرب الهيم وقرىء شرب الهيم بالفتح وهو أيضا مصدر وقرىء بالكسر على أنه اسم المشروب هذا الذى ذكر من أنواع العذاب نزلهم يوم الدين أى يوم الجزاء فإذا كان ذلك نزلهم وهو ما يعد للنازل مما حضر فما ظنك بما لهم بعد ما استقر لهم القرار واطمأنت بهم الدار في النار وفيه من التهكم بهم مالا يخف وقرء نزلهم بسكون الزاى تخفيفا والجملة مسوقة من جهته تعالى بطريق الفذلكة مقررة لمضمون الكلام الملقن غير داخلة تحت القول

تفسير ابن كثير ج4/ص296
ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون وذلك أنهم يقبضون ويسجرون حتى يأكلوا من شجر الزقوم حتى يملأوا منها بطونهم فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم وهي الإبل العطاش واحدها أهيم والأنثى هيماء ويقال هائم وهائمة قال بن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة الهيم الإبل العطاش الظماء وعن عكرمة أنه قال الهيم الإبل المراض تمص الماء مصا ولا تروى وقال السدي الهيم داء يأخذ الإبل فلا تروى أبدا حتى تموت فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبدا وعن خالد بن معدان أنه كان يكره ان يشرب شرب الهيم غبة واحدة من غير أن يتنفس ثلاثا ثم قال تعالى هذا نزلهم يوم الدين أي هذا الذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم حسابهم كما قال تعالى في حق المؤمنين إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا أي ضيافة وكرامة

تفسير البغوي ج4/ص286
ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالؤن منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قرأ أهل المدينة وعاصم وحمزة شرب بضم الشين وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان فالفتح على المصدر والضم اسم بمعنى المصدر كالضعف والهيم الإبل العطاش قال عكرمة وقتادة الهيام داء يصيب الإبل لا تروى معه ولا تزال تشرب حتى تهلك يقال جمل أهيم وناقة هيماء والإبل هيم وقال الضحاك وابن عيينة الهيم الأرض السهلة ذات الرمل 56 هذا نزلهم يعني ما ذكر من الزقوم والحميم أي رزقهم وغذاؤهم وما أعدلهم يوم الدين يوم يجازون بأعمالهم ثم احتج عليهم في البعث

تفسير البيضاوي ج5/ص289
ثم إنكم أيها الضالون المكذبون أي بالبعث والخطاب لأهل مكة وأضرابهم لآكلون من شجر من زقوم من الأولى للابتداء والثانية للبيان فمالئون منها البطون من شدة الجوع فشاربون عليه من الحميم لغلبة العطش وتأنيث الضمير في منها وتذكيره في عليه على معنى الشجر ولفظه وقرئ من شجرة فيكون التذكير لل زقوم فإنه تفسيرها فشاربون شرب الهيم الإبل التي بها الهيام وهو داء يشبه الاستسقاء جمع أهيم وهيماء قال ذو الرمة < فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد صداها ولا يقضي عليها هيامها > وقيل الرمال على أنه جمع هيام بالفتح وهو الرمل الذي لا يتماسك جمع على هيم كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض وكل من المعطوف والمعطوف عليه أخص من الآخر من وجه فلا اتحاد وقرأ نافع وحمزة وعاصم شرب بضم الشين هذا نزلهم يوم الدين يوم الجزاء فما ظنك بما يكون لهم بعد ما استقروا في الجحيم وفيه تهكم كما في قوله فبشرهم بعذاب أليم لأن النزل ما يعد للنازل تكرمة له وقرئ نزلهم بالتخفيف

تفسير السعدي ج1/ص834
ثم إنكم أيها الضالون عن طريق الهدى التابعون لطريق الردى المكذبون بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد لآكلون من شجر من زقوم وهو أقبح الأشجار وأخسها وأنتنها ريحا وأبشعها منظرا فمالئون منها البطون والذي أوجب لهم أكلها ـ مع ما هي عليه من الشناعة ـ الجوع المفرط الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تتقطع منه أفئدتهم هذا الطعام هو الذي يدفعون به الجوع وهو لا يسمن ولا يغني من جوع وأما شرابهم فهو بئس الشراب وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الهيم وهي الإبل العطاش التي قد اشتد عطشها أو أن الهيم داء يصيب الإبل لا تروى معه من شراب الماء هذا الطعام والشراب نزلهم أي ضيافتهم يوم الدين وهي الضيافة التي قدموها لأنفسهم وآثروها على ضيافة الله لأوليائه

تفسير السمرقندي ج3/ص374
ثم إنكم أيها الضالون يعني المشركون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم وقد ذكرناه فمالئون منها البطون يعني يملؤون من طلعها البطون فشاربون عليه من الحميم يعني على إثره يشربون من الحميم فشاربون شرب الهيم يعني كشرب الهيم وهي الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الشراب
ويقال الأرض التي أصابتها الشمس وهي أرض سهلة من الرملة
قرأ نافع وعاصم وحمزة شرب الهيم بضم الشين والباقون بالنصب
فمن قرأ بالضم فهو اسم
ومن قرأ بالنصب فهو المصدر
ويقال كلاهما مصدر شربت
ثم قال هذا نزلهم يوم الدين يعني جزاءهم يوم الجزاء
ويقال معناه هو الذي ذكرناه من الزقوم والشراب طعامهم وشرابهم يوم الحساب

تفسير السمعاني ج5/ص353
وقوله ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم والزقوم كل طعام يصعب على الإنسان أكله ويشق عليهم وقد بينا معناه من قبل
وقوله فمالئون منها البطون قال أهل اللغة الشجر يؤنث ويذكر وذكره على بن عيسى
الحميم 54 فشاربون شرب الهيم 55 هذا نزلهم يوم الدين 56 نحن خلقناكم فلولا تصدقون 57 أفرأيتم ما تمنون 58 أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون 59 نحن قدرنا بينكم الموت
وقوله فشاربون عليه من الحميم قال ذلك لأن من أكل شيئا و وغص منه عطش وشرب
وقوله فشاربون شرب الهيم قال ابن عباس الإبل العطاش وعند أهل اللغة أن الهيم داء يصيب الإبل فتعطش ولا تروى أبدا حتى لا تزال تشرب فتهلك ويقال شرب الهيم الرمل كلما يصب عليه الماء لم يظهر عليه ويشربه
وقوله هذا نزلهم يوم الدين أي رزقهم وعطاؤهم فإن قيل النزل إنما يستعمل في الإكرام والإحسان والجواب أنه لما جعل هذا في موضع النزل لأهل الجنة سماه نزلا وهو كما أنه سمى عقوبتهم ثوابا ووعيدهم بشارة والمعنى فيه ما بينا

تفسير القرطبي ج17/ص214
ثم إنكم أيها الضالون عن الهدى المكذبون بالبعث لآكلون من شجر من زقوم وهو شجر كريه المنظر كريه الطعم وهي التي ذكرت في سورة والصافات فمالئون منها البطون أي من الشجرة لأن المقصود من الشجر شجرة ويجوز أن تكون من الأولى زائدة ويجوز أن يكون المفعول محذوفا كأنه قال لآكلون من شجر من زقوم طعاما وقوله من زقوم صفة لشجر والصفة إذا قدرت الجار زائدا نصبت على المعنى أو جررت على اللفظ فإن قدرت المفعول محذوفا لم تكن الصفة إلا في موضع جر قوله تعالى فشاربون عليه أي على الزقوم أو على الأكل أو على الشجر لأنه يذكر ويؤنث من الحميم وهو الماء المغلي الذي قد اشتد غليانه وهو صديد أهل النار أي يورثهم حرما يأكلون من الزقوم مع الجوع الشديد عطشا فيشربون ماء يظنون أنه يزيل العطش فيجدونه حميما مغلي قوله تعالى فشاربون شرب الهيم قراءة نافع وعاصم وحمزة شرب بضم الشين الباقون بفتحها لغتان جديدتان تقول العرب شربت شربا وشربا وشربا وشربا بضمتين قال أبو زيد سمعت العرب تقول بضم الشين وفتحها وكسرها والفتح هو المصدر الصحيح لأن كل مصدر من ذوات الثلاثة فأصله فعل ألا ترى أنك ترده إلى المرة الواحدة فتقول فعله نحو شربه وبالضم الاسم وقيل إن المفتوح والاسم مصدران فالشرب كالأكل والشرب كالذكر والشرب بالكسر المشروب كالطحن المطحون والهيم الإبل العطاش التي لا تروى لداء يصيبها عن بن عباس وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم وقال عكرمة أيضا هي الإبل المراض الضحاك الهيم الإبل يصيبها داء تعطش منه عطشا شديدا واحدها أهيم والانثى هيماء ويقال لذلك الداء الهيام قال قيس بن الملوح يقال به داء الهيام أصابه وقد علمت نفسي مكان شفائها وقوم هيم أيضا أي عطاش وقد هاموا هياما ومن العرب من يقول في الإبل هائم وهائمة والجمع هيم قال لبيد أجزت إلى معارفها بشعث وأطلاح من العيدي هيم وقال الضحاك والأخفش وبن عيينة وبن كيسان الهيم الأرض السهلة ذات الرملوروي أيضا عن بن عباس فيشربون شرب الرمال التي لا تروى بالماء المهدوي ويقال لكل ما لا يروى من الإبل والرمل أهيم وهيماء وفي الصحاح والهيام بالضم أشد العطش والهيام كالجنون من العشق والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى يقال ناقة هيماء والهيماء أيضا المفازة لا ماء بها والهيام بالفتح الرمل الذي لا يتماسك أن يسيل من اليد للينه والجمع هيم مثل قذال وقذل والهيام بالكسر الإبل العطاش الواحد هيمان وناقة هيماء مثل عطشان وعطشى قوله تعالى هذا نزلهم يوم الدين أي رزقهم الذي يعد لهم كالنزل الذي يعد للأضياف تكرمة لهم وفيه تهكم كما في قوله تعالى فبشرهم بعذاب أليم وكقول أبي السعد الضبي وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا وقرأ يونس بن حبيب وعباس عن أبي عمرو هذا نزلهم بإسكان الزاي وقد مضى في آخر آل عمران القول فيه يوم الدين يوم الجزاء يعني في جهنم

تفسير النسفي ج4/ص209
ثم إنكم أيها الضالون عن الهدى المكذبون بالبعث وهم أهل كة ومن في مثل حالهم لآكلون من شجر من لابتداء الغاية من زقوم من لبيان الشجر فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم أنت ضمير الشجر على المعنى وذكره على اللفظ في منها وعليه فشاربون شرب بضم الشين مدني وعاصم وحمزة وسهل وبفتح الشين غيرهم وهما مصدارن الهيم هي ابل عطاش لاتروى جمع اهيم وهيماء والمعنى انه يسلط عليهم من الجوع مايضطرهم إلى اكل الزقو الذي هو كالمهل فاذا ملؤا منه البطون سلط عليهم من العطش ما يضطرهم الى شرب الحميم الذي يقطع امعاءهم فيشربونه شرب الهيم وانما صح عطف الشاربين على الشاربين وهما الذوات متفقة وصفتان متفقتان لان كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الامعاء امر عجيب وشربهم له على ذلك كما يشرب الهيم الماء أمر عجيب ايضا وكانتا صفتين مختلفتين هذا نزلهم هو الرزق الذي يعد للنازل تكرمة له يوم الدين يوم الجزاء

تفسير الواحدي ج2/ص1062
شرب الهيم أي الابل العطاش 56
هذا نزلهم ما أعد لهم من الرزق يوم الدين

روح المعاني – الألوسي ج27/ص145
ثم إنكم أيها الضالون عطف على إن الأولين داخل في حيز القول و ثم للتراخي الزماني أو الرتبي المكذبون
51
بالبعث أو بما يعمه وغيره ويدخل هو دخولا أوليا للسياقث على ما قيل والخطاب لأهل مكة وأضرابهم لأكلون بعد البعث والجمع ودخول جهنم من شجر من زقوم
52
من الأولى لبتداء الغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أي مبتدءون للأكل من شجر هو زقوم وجوز كون الأولى تبعيضية و من الثانية على حالها وجوز كون من زقوم بدلا من قوله تعالى من شجر فمن تحتمل الوجهين وقيل الأولى زائدة وقرأ عبد الله من شجرة فوجه التأنيث ظاهر في قوله تعالى فمالئون منها البطون
53
أي بطونكم من شدة الجوع فإنه الذي اضطرهم وقسرهم على أكل مثلها ممالا يؤكل وأما على قراءة الجمهور فوجهه الحمل على المعنى لأنه بمعنى الشجرة أو الأشجار إذا نظر لصدقه على المتعدد وأما التذكير على هذه القراءة في قوله سبحانه فشاربوا عليه أي عقيب ذلك بلا ريث من الحميم
54
أي الماء الحار في الغاية لغلبة العطش فظاهر لا يحتاج إلى تأويل وقال يعضهم التأنيث أولا باعتبار المعنى والتذكير ثانيا باعتبار اللفظ فقيل عليه إن فيه اعتبار اللفظ بعد اعتبار المعنى على خلاف المتعارف فلو أعيد الضمير المذكر على الشجر باعتبار كونه مأكولا ليكون التذكير والتأنيث باعتبار المعنى كان أولى بحث ووجهه على القراءة الثانية أن الضمير عائد على الزقوم أو على الشجر باعتبار أنها زقوم أو باعتبار أنها مأكول وقيل هو مطلقا عائد على الأكل وتعقب بأنه بعيد لأن الشرب عليه لا على تناوله مع ما فيه من تفكيك الضمائر وكونه مجازا شائعا وغير ملبس لا يدفع البعد فتأمل فشاربون شرب الهيم
55
قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك جمع أهيم وهو الجمل الذي أصابه الهيام بضم الهاء وهو داء يشبه الأستسقاء يصيب الأبل فتشرب حتى تموت أو تسقم سقما شديدا ويقال إبل هيماء وناقة هيماء كما يقال جمل أهيم قال الشاعر فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد صداها ولا يقضي عليها هيامها وجعل بعضهم الهيم هنا الهيماء وقيل هو جمع هائم أو هائمة وجمع فاعل على فعل كبازل وبزل شاذ وعن ابن عباس أيضا وسفيان الهيم الرمان التي لا تروي من الماء لتخلخلها ومفرده هيام بفتح الهاء على المشهور كسحاب وسحب ثم خففت وفعل به ما فعل بجمع أبيض من قلب الضمة كسرة لتسلم الياء ويخف اللفظ فكسرت الهاء لأجل الياء وهو قياس مطرد في بابه وقال ثعلب هو بالضم كقرادة وقرد ثم خفف وفعل به ما فعل مما سمعت والعطف بالفاء قيل لأن الإفراط بعد الأصلي وقيل لأن كلا من المتعاطفين أخص من الآخر فإن شارب الحميم قد لا يكون به داء الهيام ومن به داء الهيام يشرب غير الحميم والشرب الذي لا يحصل الري ناشيء عن شرب الحميم لأنه لا يبل الغليل والذي اختاره ما قاله مفتي الديار الرومية إن ذلك كالتفسير لما قبله أي لا يكون شربكم شربا معتادا بل يكون مثل شرب الهيم بالضم مصدر وقيل اسم لما يشرب وقرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كما روي جماعة منهم الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما شرب بفتح الشين وهو مصدر شرب المقيس وبذلك قرأ جمع من السبعة والأعرج وابن المسيب وشعيب ومالك بن دينار وابن جريج وقرأ مجاهد وأبو عثمان النهدي بكسر الشين وهو اسم بمعنى المشروب لا مصدر كالطحن والرعي هذا الذي من ألوان العذاب نزلهم يوم الدين
56
يوم الجزاء فإذا كان ذلك نزلهم وهو ما يقدم للنازل مما حضر فما ظنك بما لهم ما استقر لهم القرار واطمأنت لهم الدار في النار وفي جعله نزلا مع أنه مما يكرم به النازل من التهكم ما لا يخفى ونظير ذلك قوله وكنا إذ الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا وقرأ ابن محيصن وخارجة عن نافع ونعيم ومحبوب وأبو زيد وهارون وعصمة وعباس كلهم عن أبي عمرو نزلهم بتسكين الزاي المضمومة للتخفيف كما في البيت والجملة مسوقة من جهته سبحانه وتعالى بطريق الفذلكة مقررة لمضمون الكلام الملقن غير داخلة تحت القول
زاد المسير – ابن الجوزي ج8/ص145
قوله فشاربون شرب الهيم قرأ أهل المدينة وعاصم وحمزة شرب بضم الشين والباقون بفتحها قال الفراء والعرب تقوم شربته شربا وأكثر أهل نجد يقولون شربا بالفتح أنشدني عامتهم تكفيه حزة فلذ إن ألم بها

من الشواء ويكفي شربه الغمر وزعم الكسائي أن قوما من بني سعسد بن تميم يقولون شرب الهيم بالكسر وقال الزجاج الشرب المصدر والشرب بالضم الاسم قال وقد قيل إنه مصدر أيضا
وفي الهيم قولان
أحدهما الإبل العطاش رواه ابن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس وبه قال مجاهد وعكرمة وعطاء والضحاك وقتادة قال ابن قتيبة هي الإبل يصيبها داء فلا تروى من الماء يقال بعير أهيم وناقة هيماء
والثاني أنها الأرض الرملة التي لا تروى من الماء وهو مروي عن ابن عباس أيضا قال أبو عبيدة الهيم ما لا يروى من رمل أو بعير
قوله تعالى هذا نزلهم أي رزقهم ورواه عباس عن أبي عمرو

زاد المسير – ابن الجوزي ج8/ص146
نزلهم بسكون الزاى أي رزقهم و طعامهم و فى الدين قولان قد ذكرناهما فى الفاتحة

اترك تعليقاً