النظارة

مال بجسده على المنضدة ووضع يده على جبهته وقطب حاجبيه ونظر في الورقة التي امامه

– انها غير واضحة يا استاذ، قالها وهو يركز ويحدق في الورقة

– الاسئلة غير واضحة يا استاذ. نظر الاستاذ الى الورقة واستدار حول الرحلة ونظر من الناحية الثانية

– واضحة جدا يا ابني.

– الارتباك واضح على وجهه. رفع نظاراته السميكة واخذ يمسحها بطارف ثوبه ولبسها ونظر مرة اخرى

– انها غير واضحة يا استاذ. تحرك الاستاذ ناحية المنضدة الرئيسية واخذ بورقة كلينكس واعطاها للطالب الذي ظهر عليه الاهتمام. انه اول ايام الامتحان . لقد اعيا نفسه في الدراسة وكب عليها اياما طويلة وجاء هذا اليوم مبكرا وقد حمل كتبه يراجع بها مواد الامتحان . اخذ الطالب الورقة ومسح بها النظارة واعاد مسحها ولبسها وركز مرة اخرى

– غير واضحة يا استاذ غير واضحة .

النظارات السميكة جدا والتي اعتاد على لبسها لا يستطيع الرؤيا بدونها ابدا فمرة كسرت في اللعب مما اضطره ان يأخذ من يقوده الى البيت. هذه النظارات تعطي انطباعا انه ضعيف البصر جدا وكذلك يعرفه استاذه. اخذ العرق يتصبب من وجهه ويسيل على نظاراته فبالرغم من ان الجو حار لكن ليس للدرجة التي تجعل عرقه يتصبب. جاء الاستاذ اليه ونظر الى ورقة الاسئلة مرة اخرى وسحبها من امامه وجاء بورقة اخرى

– لابد ان تلك الورقة لم تكن واضحة هل الضوء امامك يجعل الضوء ينعكس على نظاراتك تستطيع تغيير مكانك الى أي مكان تريد. مسح العرق عن وجهه ومسح النظارات مرة اخرى ومرة اخرى بعد ان بخرها بنفسه وادخلها الى فمه وغير مكانه باتجاه الضوء حتى لا يحدث انعكاس على نظاراته

–أهي واضحة؟

–لا يا استاذ!

نظر اليه الاستاذ بتمعن وقال ما السبب يا ابني ؟ فأجاب بعد ان ركز بقوة

–انها غير مفهومة يا استاذ وغير واضحة. الاسئلة صعبة يا استاذ انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. قهقه الاستاذ بصوت عالي جدا

– سأساعدك يا ابني واجعلها واضحة.

اترك تعليقاً