اشباح في قرية
وقف الشبح أمام الجميع في ظلام دامس لا تظهر ملامحه بصورة جيدة طويلا جدا وعليه ملابس رثة وكان لشدة ضعفه ولطوله وقصر ملابسه كانه فزاعة كنت ترى الضوء يخترق الافق من خلال ملابسه الممزقة تحرك يمينا ويسارا بحركة سريعة وكان نسمة هواء حركت الفزاعة لتخيف الطيور ولكن لم يكن هناك طيور في منتصف الليل بل كان هناك الكثير من الرجال وكل واحد منهم يحمل سلاحا او عصا او سكينا وكان الرعب يسيطر عليهم فاخبار هذا الشبح ملا في القرية قسم قال انه قتل العديد من الرجال واخرين قالوا انه من الجن مما جعل القرية لا تنام ليلها فكل حركة وكل صوت وكل سرقة وكل مرض هو من فعل هذا الشبح حتى المهموم والحزين اعطى سبب همومه وحزنه انه هو الشبح . رفع الشبح عصا طويلة وحركها بحركة غريبة واهتزت ملابسه فهبت ريح قوية جعلت اقوى الرجال الموجودين يقول
-لنتراجع قليلا لقد حرك علينا الريح وهذا نذير شؤم !
قال رجل اخر
-لا … يجب ان نقضي عليه . قال اخر بصوت خافت
-لا ترفعوا اصواتكم فهذا امر خطير .كان الرجال يقفون صفا واحدا متقاربين . قال احدهم
-لنتقارب اكثر فالمقابر في الليل تبتلع الرجال . قال احدهم
-هذا وهم فنحن نسير في المقابر في الليل. قال اخر
-ولكن الا ترى هذا العدو الماثل امامنا فانه قد يوقعنا في قبر لا نستطيع الخروج منه اذن علينا الحذر . قال اخر
-كلامكم كله غير صحيح فلا توجد اشباح لا بد ان هذا مجنونا يسكن المقابر ليس الا . قال اخر
-اذن تقدم اليه يا بطل . قال احدهم
-ماذا نفعل هل نرجع الى القرية . اجابه اكثر من واحد :
-هذا عيب لن يسمونا رجالا ان فعلنا.
-اذن لنتقدم كلنا خطوة واحدة الى الامام لنتشجع كلنا سوية .
تقدم الجميع خطوة واحدة واذا بصوت قرقعة قوية واهتز الشبح وحرك عصاه وكادت ملابسه ان تطير غضبا ونفخ الهواء في وجه الرجال بشدة وطارت عليهم اوراق الشجر والحشيش الجاف كمية كبيرة من التراب وبدون شعور تراجع كل الرجال خطوتين الى الخلف . خف الهواء وسكن الشبح في مكانه قال احدهم
-ان له قوة خارقة ويستطيع ان يفنينا.
-لا ياخي انك تبالغ.
-الم ترى ما فعل بنا بخطوة واحدة علينا ان نكون حذرين . قال احدهم
-اؤكد لكم انه جني فالجن تسكن المقابر وهي تخاف قراءة القران اذن لنقرأ القران بصوت مسموع . بدأ رجل يرتل القران بصوت جميل جدا .
-مرت ربع ساعة وانت تقرا القران والشبح لم يتحرك من مكانه فانا اقول ان الجن تفرح لسماع القران وحتى الكفار منهم.
-لا يااخي كلامك خطأ . صاح رجل:
-يكفي يكفي ستدخلون في جدال عقيم والشبح امامنا يرفع علينا عصاه الغليظة . مرت لحظات صمت سمعوا فيها عواءا قويا قال احدهم .
-لابد ان الشبح يعوي!
-لا ياخي انه عواء كلب ياتي من مكان بعيد.
-انظروا انه فتح فمه يالهي فمه كبير جدا وممكن ان يبتلع رجلا !
-واين الفم هذا ليس فما كيف رايته فماً . قال اخر:
-انه واضح جدا .
-انكم خائفون لنتقدم خطوة واحدة كونوا رجالا بحق… وفجأة دوى صوت عالي قفز الرجال من اماكنهم وفروا الى الخلف مسرعين قال احدهم
-لقد كان صوت مكبرات المسجد انه يريد ان يؤذن للفجر فضرب على السماعة ليفحصها واصدرت هذا الصوت . قال اخر
-انا لم اخف وعرفت انه صوت المسجد .
-ولكنك كنت مع الفارين.
-الم تكن انت من الفارين ؟
-هناك صوت ياتي من خلفنا قد يكون الشبح استدعى انصاره ! فالتفوا خلفنا
-انهم يقتربون . صاح احد الرجال بصوت عالي
-من هناك؟ فاجابه صوت من الظلام:
– نحن سعد وسعيد اولاد المؤذن اقتربوا منهم لقد كانا صبيان في الثاني والثالث ابتدائي . قال كبيرهم وهو سعد لماذا انتم هنا في المقبرة ؟
-الا ترى الشبح نحن جئنا لقتال الشبح
-ولكن ياعم لا توجد اشباح.
-انت لازلت صغيرا الا ترى ذلك الشبح امامنا ؟
– أي شبح يا عم انا لا ارى أي شبح . تقدم سعد وسعيد نحو الشبح وهم غير مكترثين به وصاحا اين الشبح لا يوجد أي شبح ؟
-قال احد الرجال الا ترى هذا الشبح الطويل وهو يحمل عصاه ؟
قال سعيد :
-اهذا شبح !؟
– انه شجرة يابسة يا عم وقد وضعنا عليها الخرق التي نمسح بها المسجد لتجف!!!