أنا والنهر

انا والنهر

(اجمل ذكريات طفولتي في الفلوجة)

مدينتي الجميلة التي ولدت فيها ولدت على النهر ولا اريد ان ابالغ لو قلت ان روح مدينتي وسحرها هو النهر وقد سحرتني مدينتي منذ الصغر ولا ادري اكل انسان مسحور بمدينته قال لي صديق .

– انها ليست كما تقول فلا بد انك مسحور فعندها عرفت اني مسحور فعلاً كنت كل يوم اذهب مبكراً الى النهر انظر اليه انه منظر جميل مرسوم بأيدي الهية وعند الظهيرة اذهب مع مجموعة كبيرة من اولاد حارتنا نسبح فيه بأقصى سعادة عرفها البشر وكأننا مسحورين وفي المساء كنا نجلس في المسجد المبني على النهر ننظر كيف ان الشمس لا تغيب عن مدينتنا حتى تسبح في ماء النهر فهي مسحورة كذلك وفي الليل كنت ارى كيف ان القمر يسبح في مائه وكنت ارى قارب صياد السمك يقف فوق القمر الذي في النهر ويرمي بشبكته عليه ليصطاده ومرة تابعت ذلك الصياد ونظرت في زورقه لعلي ارى القمر مع السمك . اقسم بالله اني رأيت القمر في وسط شباكه في النهر سألته – يا عم عبد الله اين القمر فأجابني بإشارة من اصبعه الى اعلى وفعلا رأيت القمر في السماء لقد فر من شباكه ولم الاحظ ذلك قلت في نفسي تذكرت لقد رأيت القمر يتفتت الى اجزاء صغيرة لينفذ من شبكة الصياد لذلك لم يستطيع العم عبد الله ان يصيده وفي يوم كان القمر فيه بدراً وكنت في ساعة متأخرة اجلس وحدي وصفحة الماء هادئة جداً حتى كنت اظن النهر واقفاً لولا خرير اسمعه بين الصخور وعند الجسر وكان القمر يسبح لوحده لا يتحرك الا في بعض الاحيان عندما تمر نسمة خفيفة فيميل معها قليلاً وكنت ساكناً انظر اليه فأخاف ان اتحرك لكي لا يفر مني القمر واطلت النظر واطلت النظر يا الله كم جميل القمر لم ارمش عيني خوفاً ان يضيع مني! لحظة فدمعت عيني فلم ارمشها ولم امد يدي وسالت الدموع على خدي وسالت حتى كانت تنزل على ثيابي وجفلت من يد حنونة على كتفي واذا به العم عبد الله صياد السمك يربت على كتفي

– ما بك تبكي يا ابني لقد جلست قربك مدة ولم تنتبه لي

– لا يا عم لا شيء وكنت مرتبكاً امسح الدموع فقمت من مكاني فجفل القمر واخذ يهتز واظنه اختفى تحت الماء لحظات فخفت ان يكون قد غرق ولكن بعد لحظات عاد في مكانه يتمايل بخيلاء فقلت للعم عبد الله القمر جميل اليس كذلك نظر الي واطال النظر وكانه يتأمل بي

– ولكنك تبكي يا ابني انت صغير على هذا واي قمر احببت يا ابني؟!!! فلم اعرف كيف اجيب عليه فكنت لا اعرف الا قمرا واحدا سكت فلم اجبه فقال لي

– يا ابني نحن يجب ان نكون اقوياء فالرجل هو الذي يصيد القمر ولن يصطاده قمر مهما كان جميلا!!!صحيح يا عم لقد رايتك مرات عديدة ترمي شباكك لتصطاده! فقال لي:

– يا ابني لم يعد لي شباك جيدة لا صيد القمر فقلت في نفسي لهذا فر القمر منه لان شباكه ممزقة وبعد ايام كنت اجلس في نفس المكان وفي وقت من الليل فرأيت العم عبد الله راكباً زورقه عند القمر يحاول ان يصطاده .

اترك تعليقاً