أنا وابني والعصوة
(العصوة طائر صغير اصغر من العصفور) جاءني ابني الصغير عبدالله وقد امسك عصفورا صغيرا وهو فرح به وسألني عن اسم هذ الطير فأخبرته انه العصوة وهذا يذكرني بقصة كان والدي رحمه الله يقصها علينا فقلت لأبني عبدالله- هل تحب ان اقص عليك قصة العصوة ؟ فرح لذلك وبعد ان وضع عصفوره في قفص صغير جلس قربي وقال
–ماهي القصة يا ابتي؟
- يقولون ان ملكا مسك عصفورة العصوة ووضعها في قفص جميل جدا واطعمها جيدا ولكن صوتها تغير وذبلت واخذت تصدر صوتا غريبا فأخبره الحكيم في حاشيته انها تقول وطني وطني فتعجب الملك وأمر بإطلاق العصفورة بعد ان يربط في قدمها خيط صغير ليعرف الى اين تذهب وأمر الحاشية بإتباعها وبعد لحظات وصلت الى عود صغير ينبت على صخرة في النهر وعليه عش هزيل فرجع اليها صوتها الجميل فتعجب الملك كثيرا من القصة
- يا أبتي وهل تتكلم الطيور؟
- نعم بالتأكيد يا ابني فنبي الله سليمان كان يتكلم مع الطيور
- اذن سأعرف ماذا تقول . ضحكت للفكرة وتركته يضع الطعام والماء للعصفورة وبعد ساعة جاءني ابني عبدالله وهو فرح
- يا أبت تكلمت العصفورة!!
- كيف يا بني؟!
- لقد سمعتها تقول وطني وطني ودمعت عيناها!
- أمتأكد يا ابني انك سمعتها؟
- بالتأكيد وعدة مرات!! واذا كنت لا تصدق فأسأل اختي عائشة . فسألت عائشة التي تكبره بعام واحد
- هل سمعت العصفور يتكلم؟
- كأنه يتكلم لا ادري فاستدار اليها غاضبا.
- انت قلت انه تكلم وقد سمعتيه يقول وطني وطني
- لا بأس هذا شيء جيد .
- في تلك الليلة استيقظت في منتصف الليل وانا اسمع العصفورة تغرد بصوت عالي مسموع وطني وطني وطني فقلت في نفسي لعلي في حلم او خيال فلبست ثيابي واقتربت من العصفورة اكثر واذا هي فعلا تصيح وطني وطني فأردت ان أتأكد اكثر فقلت لها- أين وطنك؟! فقالت هناك قرب النهر فحملت القفص الصغير بيدي بعد ان ربطت خيطا احمر في احد ارجل العصفور وذهبت الى النهر الذي لا يبعد عن داري كثيرا وعندما مررنا قرب شجرة صغيرة نابتة على جرف النهر صاحت العصفورة وطني وطني فرأيت عشا صغيرا مهجورا فأطلقت العصفورة فذهبت الى العش مباشرة وبينما انا اخرج العصفورة زلقت رجلي وكدت اسقط في النهر وابتل طرف ثوبي وامتلأ حذائي طينا وبصعوبة خرجت وعدت الى البيت ونمت في فراشي مرتاحا وفي الصباح عندما استيقظت تذكرت ما حدث فقلت في نفسي لعلي في حلم فقمت الى العصفورة مسرعا فلم اجدها وطرف ثوبي لازال مبللا وحذائي فيه آثار طين فأخذت ابني عبدالله واسرعت الى النهر ونظرت الى العصفورة فإذا بها في العش وعلى احد رجليها خيطا احمر فكدت اصرخ من الدهشة فقال لي ابني عبدالله
-لقد اطلقت العصفورة هذا الصباح بعد ان ربطت في رجلها خيطا احمر وها هي يا أبي قد عادت الى عشها فنظرت اليه مليا ولا ادري احقا ما انا فيه ام خيال!