شدة الاضاءة والابصار

لا يوجد أي حاسة في الجسم تستلم مدى من التحسس واسع جدا كالعين فهي تتحسس بالضوء من مدى 1/10,00,00 من الميلي لامبرتيز ( مقياس اضاءه ) الى 10.000.000.000 ميلي لامبرتيز ( كانون للفصلية صفحه 166 ) انظر الجدول المرفق (شكل رقم6 ) أي المدى هو 1/10.000.000.000.000.000 وهذا الرقم كبير جدا ، فلو ان العين اعطت في اقل درجه ميلي فولت واحد فان العين سوف تعطى ( نظريا ) الف مليار فولت وهذا رقم خيالي غير موجود في الطبيعة ابدا ، وللحفاظ على العين فهناك عدة مراحل من السيطرة وهى كالاتي :-
اولا كميه الضوء الداخل :- وهو يؤثر في حاله الإضاءة العالية ويعتمد على اعمال اراديه وغير اراديه متمثلة بتقلص عضلات الوجه المحيطة بالعين الى وضع اليد على العين لتظليلها الى انطباق اجفان العين ، ثم بعد ذلك بأعمال لا اراديه تتمثل بتقلص البؤبؤ الى درجة كبيرة ثم التغير في تحدب العدسة ، والنتيجة فان كمية الاضاءة الداخلة سيسيطر عليها الى درجة كبيرة .
ثانيا :- درجة تحفز مستلمات الضوء في العين حيث سيقل تفاعل المادة الاساسية في التحسس ( الروبسين ) نتيجة للضوء الداخل والتي ستنتج طاقة كهربائية التي تنطلق في العصب .
ثالثا :- زيادة ممانعة اعصاب العين في الطبقات التالية في الخلايا العقدية مما يؤدى الى تقليل كمية التحفيزات النهائية الذاهبة الى المخ .
وبمراجعة مدى الابصار للعين فان الانسان الاعتيادي يستطيع ان يبصر في ليل مظلم وبدون قمر، وفي هذه الدرجة من الضوء يستطيع التفريق بين الطريق الجيد والطريق السيئ ويرى بها الحيوان القادم ويؤدى بعض الاعمال كالحراثة وعلى ضوء النجوم فقط والذى قوته هو 1 / مليون من الملي لامبرتيز ، ويستطيع قراءة جريدة في يوم مظلم بنصف قمر وبقوة اضاءة واحد ملي لامبرتيز ، بينما يستطيع القراءة الاعتيادية في اضاءة البدر في الليل او على ضوء انبوب فلوريسنت صغير وبصورة مريحة وبقوة اضاءة من 10 الى 100 ملى لامبرتيز ، القراءة في الشمس ستكون بقوة اضاءة 10.000 ملى لامبرتيز ، والنظر الى ضوء صادر من قوس كهربائي من الكربون سيكون بقوة مئة مليون ملى لامبرتيز ، ومليار ملى لامبرتيز بالنظر المباشر الى الشمس .
كيف تتم عملية الابصار

بعد مرور الضوء من خلال مقدمة العين ( القرنية ) الشفافة ويدخل من السائل الأمامي فالعدسة ثم السائل الخلفي ثم يصل الى الشبكية ، مجموع الانعكاسات في هذه السوائل سيؤدى الى وقوع صورة مقلوبة للأشياء التي امامنا على شبكية العين ، وفي شبكية العين وفي منطقة الابصار الملون والتي قطرها لا يزيد عن مليم واحد ويوجد فيها عدد هائل من المخاريط التي تتحسس بالألوان فتصدر ثلاث انواع من الاشارات تمثل الالوان الاساسية الثلاثة وترسم صورة كامله من هذه المتحسسات وبأسلوب يخص كل لون وتسمى الصور الاولية ، فتمر الايعازات من نهايات المخاريط والعصيات الى خلايا وسطية فالطبقة التي تليها فتتحول الصورة الى صورة اخرى يدخل فيها التأثيرات الدماغية وتأثيرات محددة موقعيه ، وقد تتمدد الصورة جانبيا ثم تنتقل الى المرحلة التي تليها في طبقة الخلايا الثلاثة حيث تدخل مرة اخرى وتهذب ويختصر اجزاء منها بحيث تجعل لأجزائها حدود ونهايات فتتبلور صوره ثالثة , بعد ان تمر الايعازات من الخلايا الثلاثة الى نهاية العصب البصرى فتنتقل الى الدماغ في مراكز مختلفة ، ولكن معظم الايعازات تنتهى الى القشرة الخلفية من الدماغ ، وقسم منها يذهب الى قلب الدماغ(ما تحت سرير الدماغ ) ومن هناك يتوزع الى مناطق التوازن والى المركز المحرك والى السيطرة الدماغية ثم يرجع الى العين مرة اخرى وبطرق واعصاب مختلفة للسيطرة على البؤبؤ وعلى عضلات الوجه وعلى عضلات العين ، وقسم من الاعصاب الراجعة تذهب الى شبكية العين مره اخرى حيث تسيطر على كميات الضوء العابر من خلال طبقات الشبكية وعلى كمية التفاعلات التي تحدث في المستلمات ، وتسيطر كذلك على انتشار الصورة عرضيا .
في الشبكية وفي المستلمات المخروطية والعصيات خصوصا يحدث تفاعل مستمر ومتعاكس وحسب المعادلة التالية :
Rhodopsin scotopsin + retinene

ويحدث التفاعل والتفكك بسبب سقوط الضوء فتنطلق شحنات كهربائية تعطي الاشارة الأولية لحدوث عملية الابصار ، ومادة الرتنين تتأثر بمستوى فيتامين ( A ) في الشبكية ، والصورة يسيطر عليها بخمسة مواد كيمائية وسيطة اخرى تؤثر على صنع الصورة في المرحلتين الاخيرتين كما وضحنا اعلاه قبل انطلاقة في العصب البصرى ، وهذه المواد ينطلق بعضها بتأثير دماغي مركزي وبعضها بتأثير من خلايا التحفيز والتثبيط مما يسيطر على شدة الضوء موقعيا ليحافظ على العين والابصار من التلف ويحسن اداء العين في كل درجات الضوء .
عندما تصل الايعازات الكهربائية في العصب البصرى تنتقل بأسلوب متبادل بحيث ان الاعصاب القادمة من النصف الوسطى الداخلي من العين تتقاطع الى النصف الاخر وفي منطقة التصالب البصرى ، اما النصف الخارجي فيستمر مع الاعصاب المتصالبة ليكون عصبا يستمر داخل الدماغ الى ان يصل الى القشرة في الفص البصري ، ولو قطع التصالب البصرى فان الانسان سوف يرى نصف صورة من الداخل مظلم ، وهذا التصالب يخدم عملية الابصار للتفريق بين القريب والبعيد فيكون الدماغ اكثر حساسا واكثر تميزا بين الاجسام القريبة والبعيدة .
الابصار الملون له نظام غريب يصعب فهمه حيث ان الاعصاب التي تنقل الايعازات الملونة للأحمر والخضر يسيران في خانه ، والاصفر والازرق في خانه اخرى وفي الوسط خانه يمر فيها الاحمر والاصفر ، وهذا الانتقال يتم بعد الدمج في المستلمات الخاصة ، ويتم تحليل هذه الايعازات بشبكة معقدة ومتداخلة في قشرة الدماغ في الفص الخلفي البصري ، تنتقل في العصب البصرى معلومات كبيرة جدا يصعب تخيلها فبالرغم من انها تنتقل بأسلوب ضغط المعلومات كما في الاقراص المدمجة في الحاسوب ، أي ان العين تقوم بدمج المعلومات وتصفيتها في الشبكية وبرمجتها بأقل معدل من المعلومات ثم ترسل الى الدماغ ، ومع هذا فالمعلومات القادمة في العصب البصري من العين ولنظرة مستمرة لمدة 24 ساعه تعادل ما يستطيع حمله كمبيوتر وزارة الدفاع الامريكي منذ انشائه من المعلومات ، ومع هذا تحفظ كل لحظة عين في الدماغ ويحاسب عليها الانسان يوم القيامة وتأتى بصحائفه لا يغادر منها شيئا (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)) .
من ضمن اعمال العين هوا التوازن والذى اكتشف حديثا بكامل تفصيلاته ، كما ان هناك عمليات ملحقة بالعين كحركة الاجفان والعيون والغدد الدمعية والاهداب والحاجب فيا لخلق الله العظيم ويا لعظمة الله الخالق العظيم فهذه العين والتي قد لا نلقي لها بالا الف بها مئات الكتب وتخصص بها العلماء فضاعوا في ثناياها فكيف بكل الانسان وتفاصيله .
ومن هذه المعلومات المختصرة جدا جدا سنستطيع توضيح ما جاء في الآيات الكريمة الخاصة بالعين والابصار لتفسيرها تفسيرا علميا (عن كتاب كانون للفسلجة البشرية وكتاب كايتون للفسلجه الطبيه وكتاب سامسون رايت للفسلجه).

الآيات المراد تفسيرها
(خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) (البقرة)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ )(17 18) (البقرة)
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(19) (20)
(البقرة)
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1) (الأنعام)
( وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) (النحل) ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) (الإسراء)
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ(39) (40) (النور)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) (43) (النور) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) (الروم)
هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا وينشىء السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملـائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشآء وهم يجـادلون فى الله وهو شديد المحال

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ. وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(27) (28) (فاطر)
(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) (ق))
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )(38) (39) (40) (الحاقة)
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) (الإنسان)
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا. ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) (45) (46) (الفرقان)

اترك تعليقاً