تشريح العين

لمعرفة ولفهم الاعجاز يجب ان نقدم معلومات عن العين .
التشريح السطحي :- العين هي الجهاز المختص بالنظر والرؤيا والموجودة في أعلى وجه الإنسان وتتكون العين من أ – فتحة العين ويحكمها غشاءان معقدان متحركان يسميان ( الأجفان ) وعملها هو إغلاق العين وفتحها ، وتغطيتها عند الضرورة وحماية العين من الجفاف ومن الأوساخ وفي نهاية الجفن يوجد شعر مقوس يسمى الرموش يمنع سقوط الأوساخ في العين وتشتيت بعض الضوء الساقط .
ب – كرة العين أو مقلة العين : – ويظهر من الجزء الأمامي فقط الذى نرى فيه حلقة ملونه تسمى القزحية ، وفي وسط القزحية نقطة سوداء متغيرة القطر تسمى البؤبؤ .
ج :- الحاجب وهو قوس من الشعر فوق العين يصد الكثير من الضوء المتشتت ويمنع العرق من النزول إلى العين . العينين بينها مسافة وبينهما منطقة مرتفعة ، والعين دون مستوى الوجه بصورة عامه ولكن قد تظهر مرتفعة قليلا أو غائرة دون أن يؤثر على عملها الفعلي وهو النظر و الابصار
التشريح التفصيلي ( شكل رقم 1 )

44

الشكل رقم 1 تشريح العين
أ – مقلة العين تتكون مقلة العين من كرة محاطة بطبقة خارجية قوية معتمة تسمى ( الصلبة ) وهى تحمى العين وتتصل بها العضلات المحركة للعين ، والجزء الأمامي منها شفاف ويسمى القرنية ، ومنه يمر الضوء الداخل إلى العين ، والطبقة الثانية للعين هي الطبقة الداخلية وتسمى الشبكية والتي هي الجزء الحساس للضوء من العين ، حيث يدخل الضوء ويسقط عليها ، فتستلم الضوء وتحوله الى نبضات كهربائية ترسل إلى الدماغ ، وسميت الشبكية لأنها تتكون من عدة طبقات وكل طبقة من شبكة من الأعصاب والعقد الوسطية والخلايا الوسطية ، إضافة إلى طبقه فيها مستلمات الضوء ، وسنأتي عليها لاحقا ، وفي الشبكية من الداخل يوجد منخفض صغير بقطر مليم واحد يسمى البقعة المبصرة او الصفراء( fovea ) والتي هي أكثر المناطق حساسية للضوء وتوجد كذلك البقعة العمياء وفيها يمر العصب البصري لذلك تسمى قرص البصر ( optic disk ) ، الطبقة بين هاتين الطبقتين تسمى ( الملتحمة ) واستمرارية هذه الطبقة من الأمام يكون القزحية الملونة والتي في وسطها يوجد فتحه تسيطر على كمية الضوء الداخل إلى العين وتسمى البؤبؤ
ب- الأجفان :- وقد وضحت سابقا وللأجفان عمل أخر حيث تتقلص عضلاتها في الضوء الشديد جدا مما يسمح لمرور كمية قليلة من الضوء فتساعد على حماية العين كذلك
ج – عضلات العين : – هناك ستة عضلات في كل عين تسيطر على حركة العين واتجاهها وهى مهمة جدا في تركيز صورة واحدة من العينين
ء – ملحقات العين :-
المنضمة:- وهى عبارة عن كيس يغلف الأجفان من الداخل والعين على الطبقة الصلبة وتحمي العين من كثير من الأمراض .
الغدد الدمعية : – وتقوم بترطيب العين بصورة مستمرة وتعقيمها
قناة تصريف الدمع إلى الأنف : – وهذه تقوم بنقل الدمع الزائد والأوساخ إلى الأنف في المنطقة الأمامية منه .
شبكية العين : نظرا لأن معرفة شبكية العين بتفصيل أكثر امر ضروري لفهم أكثر لما يجرى في العين ولمعرفة التفسير وكذلك لمعرفة أدق لما في الآيات القرآنية ، وبالرغم من صعوبة الموضوع ولكن سنذكر شيئا منه بما ينفعنا لأن هذا الموضوع فيه كتبا كاملة تدرس في اختصاص فسلجة العيون الطبية .
للوهلة الاولى يظن القارئ ان عمل العين كالكاميرة والشبكية هي الجزء الحساس منها لذلك فالأمر بسيط جدا ، ولكن الحقيقة أوسع من ذلك بكثير فهناك مثلا في عمل النظر والرؤيا يتم تفسير التجسيم ( الابعاد الثلاثة ) والحركة ، والحركة بنوعين أمامي خلفي وجانبي كما ان هناك سيطرة على صورتين من عينين مختلفتين في القوه والتركيز تتوزع فيها صورتين اوسع من الرؤيا بعين واحدة أي ان العين اليمنى ترى نفس العين اليسرى ولكن هناك اضافه في العين اليمنى لا تراه العين اليسرى ، وكذلك العين اليسرى ترى كما في العين اليمنى ولكن هناك اضافة لا تراها العين اليمنى فعملية تطبيق الصورتين عملية معقده جدا تحتاج الى سيطرة دماغية على حركة العينين واجزاء النظر فيها كما ان هناك تبادل مستمرا في مناطق الرؤيا اضافة الى السيطرة على الرؤيا المهتزة ( المتذبذبة او المتحركة ) ، كما ان هناك سيطرة على التوازن موجوده في العينين وتأثيرات اخرى كثيرة جدا تؤثر في النهاية على تفكير الانسان قد يكون سببها موجات غير مرئية كما ان هناك ردود افعال للعين مختلفة ، وهذا جزء قليل لما عليه العين ، لذلك فإن العين التي تستلم الضوء يمر ابتداء من مجموعة من العدسات بنظام دقيق جدا ابتداء من القرنية ثم من خلال البؤبؤ الى السائل الامامي ثم العدسة ثم السائل الخلفي ليسقط في النهاية على الشبكية ، وهذا سيؤدى الى تركيز الضوء فيها والسيطرة على نوع الموجه كذلك ، حيث ان عملية تصفية لبعض الموجات السيئة فأما ان تمتص او تشتت قبل الوصول الى الشبكية كحماية اوليه لها لمنع تلفها وكمية الضوء الداخل يسيطر عليه بواسطة سعة البؤبؤ الذى يتقلص عندما يأتي ضوء قوى ويتمدد عندما يكون الضوء قليل وذلك لمنع حدوث حروق وتلف وارتفاع في درجة حرارة الشبكية .
تتكون الشبكية من عشرة طبقات تبتدئ بطبقة شبكة ألياف العصب البصري ، ثم طبقة خلايا العقد الكبيرة ، ثم طبقة الشبكة الداخلية المستعرضة ، ثم طبقة نوي الخلايا ، ثم طبقة الشبكة الخارجية ، ثم طبقة نوي الخلايا الخارجية ، ثم طبقة جزء المستلمات الداخلي ، ثم طبقة جزء المستلمات الخارجي ، ثم طبقة العصيات والمخاريط ، ثم تأتي طبقة الانسجة الطلائية الملونة (الشكل رقم 2 )

23
الشكل رقم 2 طبقات شبكية العين
ويجب ملاحظة امر مهم وهو ان الضوء يدخل من جهة شبكة الاعصاب ويخترق ثمانية طبقات ليصل الى المستلمات الضوئية والتي هي طبقة العصيات والمخاريط (الشكل رقم 3 )
4
الشكل رقم 3 اتجاه الضوء على شبكية العين

أي ان الضوء والصورة سوف لن تصل مباشرة الى المتحسسات للضوء بل هناك غطاء يمنع وصول الضوء مباشرة الى المتحسسات ، وجد ان بعض عيون الحيوانات وخاصة الطيور وذوات الدم البارد لها قابليه في عينها اوسع واقوى من قابلية عين الانسان حيث ان شبكية العين في الطيور اكثر تحسسا وتقوم بأعمال اخرى إضافي الى تحويل الضوء بواسطة المستلمات الى نبضات كهربائية ، فهي تقوم بمعالجة بعض معلومات الرؤيا والنظر مباشرة في العين قبل ارسالها الى الدماغ لمعالجتها في قشرة الدماغ وان طبقات الشبكية التي يخترقها الضوء للوصول الى المخاريط والعصيات اقل مما هو لدى الانسان لذلك فان ابصار الطيور حاد جدا ( كانون صفحة 323 ) . ولتوضيح عمل الشبكية بصورة مختصرة ، ان الضوء الداخل من القرنية ثم العدسة وكل سوائل العين سوف يتركز في منطقة صغيرة التي تتم بها الرؤيا النهارية ، وفي هذه المنطقة الصغيرة يوجد معظم المستلمات من المخاريط وتكاد تخلو من العصيات ، وفي هذا المكان سوف يحدث ثلاث اشياء
اولا : – معرفة شدة الضوء الذى سوف ينعكس سلبا او ايجابا على الاعصاب الناقلة للإيعازات حيث ان عملية نقل الايعازات من الشبكية يسيطر عليها من داخل شبكية العين اضافة الى ايعازات سيطرة من قشرة الدماغ .
ثانيا : – تحويل جزء من الايعازات الواردة من مستلمات الضوء وارسالها الى الدماغ لتحليلها الى صورة وبأسلوب توزيع معقد جدا وفهمه يحتاج الى علماء مختصين
ثالثا : – تعرض الشبكية للضوء قد يعطى تحفيزا وقد يعطى تثبيطا وعند ذهاب الضوء قد يحدث العكس حيث ان المناطق المثبطة ستحفز ، وهناك حلقة حول مركز العين المبصر اذا تعرضت للضوء سوف تثبط مرور الضوء وتحفيزاته من المنطقة المركزية المبصرة للعين ، ولكن عند ذهاب الضوء عنها فان مركز العين سوف يطلق تأثيرات كهربائية عكسية مما يجعل الرؤيا مستحيلة ، وهذا يجب ان نفهمه جيدا لأننا سنحتاجه لتفسير بعض الآيات القرآنية في هذا الموضوع.
بالرجوع (الى شكل4 ) فان هناك حلقة وهناك مركز للدائرة ، واللون الابيض يعنى انه معرض الى الضوء ، في الصف الاعلى الاضاءة للمركز فقط ولكن التحفيز نجده في كل الشبكية ، ثم بعد اطفاء الضوء فان التحفيز سيستمر في المحيط بينما يتوقف في المركز .
55
شكل رقم 4 التحفيز الكهربائي عند تعرض العين الى نقطه مضيئة او دائرة مضيئة وردة الفعل لذهاب الضوء
في الصف الثاني من الاسفل ، الاضاءة توجه الى المحيط بينما المركز غير مضاء ، في الاولى عندما يكون الضوء موجودا فان مركز العين لا يتحفز الى الضوء والمحيط الذى تصله الانارة يكون متحفزا ، بينما عندما ينطفئ الضوء فان التحفيز سيكون في كل الشبكية موجودا .
اما في (الشكل رقم 5 ) فإننا نوضح الحالة اكثر ، فعندما نعرض الوسط للإضاءة فان المحيط سوف يثبط كليا ، وعندما ينطفئ الضوء ( الاسفل ) فان تهيجا كهربائيا يحدث في الحلقة المحيطة لشبكية العين ، من هذا نفهم ان تحفيزا وسطيا صغيرا هادئا يعطى احسن رؤيا واحسن ابصار بينما اذا حفزنا الحلقة المحيطة بها فان تثبيطا يحدث لعملية الابصار في الوسط ، وهذا يحدث نتيجة انشار التحفيز افقيا في الخلايا الافقية وكذلك يحدث بأوامر من القشرة الدماغية ، وهذا التثبيط الذى يحدث عند تحفيز المحيط موجود في الكثير من الامثلة في الاعمال التحسسية في الانسان والحيوانات العليا .
55
شكل رقم5رسم الإشارة الكهربائية
بعد انتقال الايعازات الكهربائية المهذبة من العين ستذهب الى الدماغ لتفسيرها واصدار الاوامر الى السيطرة على قوة نقل الايعاز وعلى كمية الضوء الداخل من البؤبؤ وهذا يحدث بسرعة كبيرة جدا .

اترك تعليقاً