المريض والمسافر

المرض هي كلمه عامه تشمل حالات كثيرة جدا لا يمكن ان تحصى في وقت واحد ولكن وبصورة تقريبيه فالمرض يقسم قسمين رئيسيين امراض مزمنة وامراض حادة ولنبدأ بالحادة , فالمريض قد يكون قد اصيب بشدة خارجيه او احتاج الى تداخل جراحي او اصيب بخماج , والامراض الفيروسية كلها كذلك لها اعراض عامه , وهذه الاعراض العامة معروفة لدى الاطباء والمهم هنا ان ما يحدث في الجسم خلالها هو انطلاق لهرمونات الكورتيزون والادرنالين والتي يحتاجها الجسم اثناء المرض , وهذه الهرمونات سوف تتداخل بشدة مع الصوم , وبعد دراسة موسعة لكل التغيرات في جسم الانسان في المرض وفي الصوم فان من الخطأ الجسيم للمريض بالمرض الحاد ان يصوم وستكون النتائج عكسية تماما , وبالرغم من التوجيه الرباني في كتابه العزيز (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) فعندما فرض الله الصوم وقبل التنفيذ جاء السماح لا بل الامر بالإفطار في المرض والسفر , حيث ان في هاتين الحالتين لا نفع من الصوم معها لذلك استثناها سبحانه وتعالى , نحن لا نتكلم عن المضطر فللضرورة احكامها , نحن نتكلم عن حالة عامة للمريض , والكلام لا زال للمرض الحاد او لنقل للحالة الحادة . اما الامراض المزمنة فالأمر مختلف حيث ان بعض الامراض المزمنة تعالج بالصوم مثال على ذلك بعض امراض القلب وتصلب الشرايين وامراض الكبد وارتفاع ضغط الدم والسكر الغير معتمد على الانسولين وركود الامعاء والاكتئاب المزمن والطبيب المختص هو الوحيد الذي يقرر الحالة ومدى قابليه المريض للصوم , وعلى القياس فان الصوم يسري على المنتفع من الصوم فقط ولا يستطيع تقدير ذلك الا الطبيب.
اما المسافر فالنظام الهرموني والساعة البيولوجية عنده ستتغير وهذا التغير سيتداخل مع تأثير الصوم على جسم الانسان وان النظام الخاص بالصوم لا يمكن اتمامه في السفر مما يجعل التغيرات فيها بعض الانحرافات والانقلابات وقد تؤدي الى تغيرات غير نافعه او غير محمودة .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فرأى زحاماً ورجلاً قد ظُلِّلَ عليه ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : صائم ، فقال : ليس من البر الصومُ في السفر } رواه البخاري ( 1946 ) ليس البر في العبادة الصوم في السفر فليس لله حاجة في جوعنا وعطشنا انما هي لأجلنا ولحاجتنا للصوم فعندما امرنا سبحانه وتعالى ان نصوم , نصوم , وان امرنا ان نفطر فإننا يجب ان نفطر فهي عبادة وطاعة وليست عادة , فالمطلق في السفر حتى على متن الطائرات المريحة وعدم وجود أي تكلف هناك تغير في الاوقات والبرنامج الداخلي لجسم الانسان مما يؤدي الى ضياع منافع الصوم والموضوع التالي سيوضح الامر اكثر .

اترك تعليقاً