حقيقة القلب ( الجزء الأول )

حقيقة القلب

 

بسم الله الرحمن الرحيم    

لمن يحب مناقشة الموضوع الرجاء الارسال على الايميل التالي (rawisss@yahoo.com)

 

منذ زمن بعيد وانا اسمع الاختلافات حول القلب, وكنت اسمع الخلاف واتعجب , هل هناك قلب آخر , وهل الناس ناموا هذه المدة الطويلة عنه , وكانت تراودني افكار كثيرة حول بعض الكلمات القرآنية , ولكن نحن صغار وهناك من هو افهم منا , ولا يحق لنا الخوض فيما لا علم لنا به , وللغة فرسانها , وانا ضعيف جدا في اللغة , فلا يحق لنا الكلام.

عند ظهور فرسان الاعجاز تغيرت الصورة , ومن خلال نفس قيم اللغة العربية ظهرت معاني جديدة حفز ظهورها العلم المعملي الحديث , وجلب الانتباه اليها بعد ان كانت مهملة او لنقل لا عين عليها, تبادر الي سؤال هزني في داخلي , هل هذه بدع من القول ؟ الى ان جاءني الرد من العالم الكبير الداعية زغلول النجار ( اذا ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم عن القرآن لا تنتهي عجائبه , ولا يخلق على كثرة الرد ) اذا كان التفسير هو هو فمن اين ستاتينا العجائب , اذا لا بد من جديد وبنفس اللغة وبدون لي عنق النص ولا اهلاك المعلومة العلمية , لنصل الى اكثر من مدهش , والى احسن الحسن , وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

اقدم هذا البحث للمناقشة لعلنا نصل الى الاحسن , ومناقشته عبادة , ولا يهمني التقريع (بدون سباب ) فانا بسيط ولست عالما ولا مشهورا , ولم يقال في بيت شعر , فالرجاء ابداء الراي سلبا او ايجابا , والله ولي التوفيق

د عمر محمود عطية الراوي

اسطنبول 27 رمضان

13 تموز 2015

 

 

مختصر البحث

 

للوصول الى جزء البحث المفصل انقر على الكلمة باللون الازرق في هذا المختصر

في المقدمة وضحنا بأن كلمة قلب قد أُشير بها للمضخة الدموية الموجودة بين الرئتين فهل هذا صحيح وهل ما ذكر في الآيات والاحاديث يشير الى هذا العضو ؟ نحن الان نبحث في حقيقة القلب .

ولان القلب ذكر واختلط امره مع الفؤاد والصدر واللب , لذلك ستدخل هذه المسميات الى البحث مكرهين .

الجزء الاول من البحث يهتم بالأصل اللغوي للقلب والصدر والفؤاد والمضغة والناصية واللب ومنها توصلنا ان القلب لغة هو يعني وسط الشيء ولبه واوسطه مكانا او اعلاه مكانة او قد يعني المنطقة الاخلص وليس هناك اشارة مطلقة للقلب الدموي .

وكذلك وجدنا الصدر لغة الصدْرُ: أعْلى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ. والصُدْرَةُ من الإنسانِ: ما أشْرَفَ من أعْلى صَدْرِه. وهو من صُدْرَةِ القَوْمِ: أي من خِيَارِهم. والاشارة الى الصدر كانت في الاصل للحصان .

وكذلك الفؤاد لغة فقد اشير به الى اشياء كثيرة وكلها لها صلة بالشواء فان الفؤاد هو القسم المقرمش من اللحم وقد تغير لونه الى الداكن بسبب الشوي في النار, ولم ارى أي اشارة الى ان الفؤاد هو ما يحيط القلب من الشغاف او أي شيء آخر.

والمضغة لغة ان المضغة هي ما يمضغ في الفم ولا دلالة لها على القلب الا بالوصف , أي ان حجم القلب (الحقيقي) بحجم مضغة , أي ان القلب بحجم المضغة وليس المضغة بحجم القلب فلا الشكل ولا المادة تطابق القلب الدموي المعروف .

ثم ناقشنا الحديث الشريف (الا ان في الجسد مضغة ) وجئنا بشروحات الحديث من الكتب المعتبرة فلم اجد ولا اشارة واحدة مطلقة على ان القلب هو هذا القلب الدموي الموجود بين الرئتين, وكل الشارحين للحديث اكدوا على ان القلب بحجم مضغة صغيرة وبما لا ينطبق مع حجم القلب الدموي الذي نعرفه .

ثم جئنا بكل الآيات والاحاديث التي تذكر القلب والصدر والفؤاد واللب وحسب تسلسلها .

ثم قمنا بدراسة التفسير لبعض الآيات التي تخص القلب وخاصة التي التبس التفسير فيها وراجعناها في خمسين تفسيرا تقريبا , واخذنا ملخص التفسير ودلالته واثبتنا ان لا تأكيد على ان التفسير يشير الى القلب الدموي الا نادرا.

ثم قمنا بكتابة خلاصة لملخص تفاسير كل الآيات المعنية واثبتنا انه لا يوجد ما يقطع ان القلب هو هذا الدموي بين الرئتين ولم يوضح المفسرون بصورة مطلقة وفي كل التفاسير وصفا واضحا للقلب والعقل والفؤاد والالباب.

وبدأنا جولة البحث عن القلب , فالبداية من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لاستخلاص صفات القلب الذي نبحث عنه.

ثم ذهبنا الى الآية الكريمة التي تذكر القلوب التي في الصدور لأنها ترشدنا الى مكان القلوب , وتوسعنا في ذكر تفسيرها.

ثم اختصرنا كلام المفسرين في القلوب التي في الصدور لنصل الى كامل الحقيقة في اقوال المفسرين.

رجعنا الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المضغة (الا ان في الجسد مضغة )وراجعنا كل شروح الحديث تقريبا واستخلصنا المعاني التي توجهنا الى حقيقة القلب.

ناقشنا اقوال علماء الاعجاز والتفسير العلمي في كل ما ذكر حول حقيقة القلب وناقشت الدلائل المقدمة واصلها العلمي.

بحثنا عن العلاقة بين القلب والفؤاد في اللغة , وادخلنا تفسير سورة الهمزة التي يذكر فيها سبحانه وتعالى (التي تطلع على الافئدة ) وبعد مراجعة تفاسير بعض الآيات الاخرى اثبتنا انه لا يمكن ان يكون القلب هو الفؤاد.

ثم بحثنا العلاقة بين الصدر والقلب وبحثنا القلوب التي في الصدور , والتضمين المكاني وحقيقة الفرق بينهما.

ووصلنا الى نتيجة واضحة ان المضخة الدموية الموجودة بين الرئتين ليست هي القلب المشار اليه في الاحاديث والآيات ويجب البحث عن عضو آخر في جسم الانسان يكون ادق في كونه القلب.

قمنا بمقارنة الاعضاء ووظائفها وصفات القلب في القرآن والسنة والمعنى اللغوي للقلب فتوصلنا الى ان القلب والصدر والفؤاد والناصية واللب وحبل الوريد هي كلها اجزاء من مخ الانسان فوضعنا نموذج علمي يلخص ما اقترحناه لكل عضو.

في الجزء الثاني من البحث

النموذج العلمي اعطى القلب هو المنطقة المسماة (ما تحت سرير المهاد)( Hypothalamus).

اما الفؤاد فهو ما يسمى قشرة الدماغ , وباللاتينية سربرل كورتكس (Cerebral Cortex ).

اما الصدر فهو القسم الامامي من المخ ويشمل القسم الامامي من الفؤاد وقسما من المادة البينية البيضاء (اللب) وال(Limbic Association Area) اضافة الى (Area Association Prefrontal) (and premotor Supplemental) وهي تشمل كذلك المنطقة التي عرفت لاحقا بالناصية .

الناصية التي تفكر هي مقدمة المخ الامامية التي تتجه نحو الاسفل (Limbic Association Area).

وكذلك حددنا القفا وحبل الوريد واللب.

بحثنا الوظائف الفسلجية للقلب المقترح في النموذج العلمي في ارقى الكتب العلمية المعتمدة , ثم سيطرته على كامل الجسم ومن ضمنه مضخة الدم , والوظائف المكتشفة للفؤاد , والوظائف المكتشفة للصدر والوظائف المكتشفة للناصية .

درسنا التطابق اللغوي للقلب المقترح وللفؤاد وللصدر وللناصية.

وبعد ان وجدنا التطابق اللغوي والعلمي لهذه الاجزاء اعتمدناها وابتدئنا تفسير الآيات التي تذكر القلب والفؤاد والصدر والناصية على هذا الاساس.

بعد ذكر الآية من المصحف الشريف نقوم بمراجعة اقوال المفسرين فيها ونقدم مختصرا معبرا لذلك , ثم نقوم بتفسير الآية حسب الموديل العلمي .

نحن مستمرين التفسير بالاعتماد على الموديل العلمي وقد تعجلنا ببعض الآيات لقوة تاثيرها على نتاج هذا النموذج مثل (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

 

 

 

 

 

 

القلب

 

 

مقدمة

 

 

القلب ذلك العضو المهم في جسم الانسان , ذكر في القرآن صراحة اكثر من مائة وثلاثون مرة , وقد حدد معظم المفسرين انه هو الجسم الصنوبري الشكل الموجود في تجويف الصدر بين الرئتين , وذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور ( الا ان في الجسد لمضغة ) فهل القلب الذي ذكره رسول الله في الحديث الصحيح هو القلب الدموي ؟ وهل القلب الواعي والمفكر للإنسان هو القلب الدموي الموجود في منطقة الصدر بين الرئتين ؟ أسئلة حيرت الكثيرين ممن بحثوا في الموضوع , قديما وحديثا , واكثر ما حير المفسرين والشارحين هو الحديث الشريف , ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب وفى حديث النّعمان بن بشير أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال(1): «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». أخرجه أحمد (4/270 ، رقم 18398) ، والبخارى (1/28 ، رقم 52) ، ومسلم (3/1219 ، رقم 1599) ، وأبو داود (3/243 ، رقم 3329 ، رقم 3330) ، والترمذى (3/511 ، رقم 1205) وقال : حسن صحيح . والنسائى (7/241 ، رقم 4453) ، وابن ماجه (2/1318 ، رقم 3984) ، وأخرجه أيضًا : الدارمى (2/319 ، رقم 2531) ، والبيهقى سنن ابن ماجه – باقي + ألباني – (ج 2 / ص 1318) , ولقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن في الجسد مضغة ينبني عليها صلاح الجسد وفساده فإن صلحت فسيكون الجسد كله صالحاً لأنها تملي عليه الصلاح وإن فسدت كان الجسد كله فاسداً لأنها تملي عليه الفساد فليدع العبد ربه بأن يصلح قلبه حتى يكون صالحاً فلا يأمر صاحبه إلا بخير.

ثم راينا ان القلب في معانيه دخل عليها الفؤاد واللب والصدر والناصية والنفس والذات , كما ربط بالمضغة والدم , وخاصة بعد ضهور العلم الحديث والاستكشافات العلمية الباهرة , وضهور اجهزة تصل الى القلب والفؤاد وتدرس وظائفهما وما جرى من العمليات المعقدة في القلب والمخ , من كل هذا راينا من الضرورة الوصول الى نتيجة لا تخالف اللغة ولا تتعارض معها , وتتطابق مع معطيات العلم الحديث , وتؤيد النص الشريف وتوضحه .

 

القلب في اللغة

المعنى اللغوي لكلمة قلب,

سأتوسع في البحث اللغوي للقلب والفؤاد والصدر والناصية واللب , فاللغة هي مفتاح المعاني, ولا يمكن الوصول الى أي تفسير خلافها .

فالقلب كما في لسان العرب – (ج 1 / ص 685)

( قلب ) القَلْبُ تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً وأَقْلَبه

وفي ج 1 / ص 685) وقَلَبَ الشيءَ وقَلَّبه حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ

وفي نفس الصفحه وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِيباً وكلام مَقْلوبٌ وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب وقَلَّبَ الأُمورَ بَحَثَها ونَظَر في عَواقبها وفي التنزيل العزيز وقَلَّبُوا لك الأُمور , وفي التنزيل العزيز فلا يَغْرُرْكَ ويقال قلب مَرِيضٌ من العَداوةِ وهو النِّفاقُ

وفي ج 11 / ص 458) ويقال لِفُلان قَلْبٌ عَقُول ولِسانٌ سَؤُول وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً فَهِمه

وفي ج 14 / ص 287) والذَّكاءُ سُرْعة الفِطْنَة الليث الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ وقد ذكِيَ بالكسر يَذْكى ذَكاً ويقال ذَكا يَذْكُو ذَكاءً وذكُوَ فهو ذكِيٌّ ويقال ذكُوَ قَلْبُه

وفي ج 15 / ص 371) وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى وكلُّ فارغٍ هَواء والهَواء الجَبانُ لأَنه لا قلب له فكأَنه فارغٌ تَقَلُّبهم في البلاد معناه فلا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ

وفي ج 1 / ص 685) وقوله تعالى تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار قال الزجاج معناه تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ قال ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة ازدادَ بصيرة ورأَى ما وُعِدَ به ومن كانَ قلبه على غير ذلك رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث فعَلِم ذلك بقلبه

وفي ج 1 / ص 685) وشاهَدَه ببصره فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار

وفي نفس الصفحة والقَلْبُ مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ _ القَلْبُ الفُؤَاد مُذَكَّر والجمع أَقْلُبٌ وقُلوبٌ

وقوله تعالى نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِينُ على قَلْبك قال الزجاج معناه نَزَلَ به جبريلُ عليه السلام عليك فَوَعاه قَلْبُك وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل قال الفراءُ في قوله تعالى إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ أَي عَقْلٌ

وجائزٌ في العربية أَن تقولَ ما لَكَ قَلْبٌ وما قَلْبُك معك تقول ما عَقْلُكَ معكَ وأَين ذَهَبَ قَلْبُك ؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ ؟ وقال غيره لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ وَرُوي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال أَتاكم أَهل اليَمن هم أَرَقُّ قلوباً وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة والأَفْئِدَةَ باللِّين وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال

وقيل القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهما لاختلاف اللفظين تأْكيداً وقال بعضهم سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه وأَنشد

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه … والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا . وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب وقال اللّه تعالى ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم قال الأَزهري ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤَاداً قال ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما قال ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه وقَلَبه

وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها لُبُّها وشَحْمَتُها وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ تُمْتَسخُ فتُؤْكل وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ وقال أَبو حنيفة مَرَّة القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة وأَشدُّه بياضاً وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها

وقُلُوبَ الشجر يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً

وقَلْبُ النخلة جُمَّارُها وهي شَطْبة بيضاءُ رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ سُمِّيَ قَلْباً لبياضه شمر يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ وقَلْبُ كلّ شيءٍ لُبُّه وخالِصُه ومَحْضُه

وفي الحديث إِن لكلِّ شيءٍ قَلْباً وقلبُ القرآن يس وفي الحديث كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش وقيل أَراد فَهِماً فَطِناً من قوله تعالى لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ وفي ج 1 / ص 689) قلب القَلْبُ تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه .

أساس البلاغة – (ج 1 / ص 387)

ق ل ب

قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجنّ

وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:

يا ليت ناقتي التي أكريتها … قلبت وأورثها النجاز سعالا

وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم اتسع فيها. قال النمر:

أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه … وقد برئت فما في الصدر من قلبه

ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام. ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. ” وقلّبوا لك الأمور ” وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان ” فانقلبوا بنعمةٍ من الله ” ” فأصبح يقلّب كفّيه ” : يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:

قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ … ترمى المقانب عنها والأراجيل

أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث ” إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ” . وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية البيضاء: قلب.

 

 

الخلاصة

من هنا نرى ان (قلب) في اللغة العربية تعني القلب الدموي واوردته وشرايينه واغلفته ووتينه وهو القلب الدموي المادي الموجود في الصدر المعروف بين الرئتين , وكذلك يعني القلب المعنوي المتصل بمعنى العقل والحب والتفكير والإرادة ولم اجد اي شيء في كتب اللغة يؤكد معنى دون معنى لا بل يحتمل كل المعاني ولم اجد ان القلب بمعني التفكير والعقل ملتزم بالجسم الدموي باي شكل من اشكال اللغة

وبالمقابل فان القلب يعني وسط الشيء ولبه واوسطه مكانا او اعلاه مكانة او قد يعني المنطقة الاخلص

 

 

 

الصدر لغة

 

الصحاح في اللغة – (ج 1 / ص 382)

الصَدْرُ: واحد الصُدورِ، وهو مذكر. وإنَّما قال الأعشى:

ويَشْرَقُ القول الذي قد أَذَعْتَهُ … كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناةِ من الدَمِ

فأنَّثَه على المعنى لأنَّ صدر القناة من القناة. وصَدْرُ كلِّ شيء: أوّله. وصَدْرُ السهم: ما جاز من وسطه إلى مستدَقِّه وسمِّي بذلك لأنه المتقدِّم إذا رُمِيَ. والصَدْرُ: الطائفة من الشيء. والصُدْرَةُ من الإنسان: ما أشرف من أعلى صَدْرِهِ، ومنه الصُدْرَةُ التي تلبس. والمصدورُ: ألذي يشتكي صَدْرَهُ. وطريق صادِرٌ، أي يَصْدُرُ بأهله عن الماء. والصِدارُ، بكسر الصادِ: قميصٌ صغير يلي الجسد، وفي المثل: كل ذات صِدارٍ خالةٌ، أي من حقِّ ارجل أن يغار على كلِّ امرأة كما يغار على حُرَمه. والصِدارُ: سِمَةٌ على صَدْرِ البعير. والصَدَرُ بالتحريك: الاسم من قولك: صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد. وفي المثل: تركتُه على مثل ليلة الصَدَرِ، يعني حين صَدَرَ الناسُ من حَجِّهِمْ. والصَدْرُ بالتسكين المَصْدَرُ. قال الشاعر:

وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصبحَ مَوْعِدَها … صَدْرَ المَطِيَّةِ حتَّى يَعْرِفِ السَدَفا

قال أبو عبيد: قوله صَدْرَ المطية، مصدر من قولك: صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. وأَصْدَرْتُهُ فصَدَرَ، أي رَجَعْتُهُ فرجع. والموضعُ مَصْدَرٌ، ومنه مَصادِرُ الأفعال. وصادَرَهُ على كذا. وصَدَّرَ الفرسُ، أي بز بصَدْرِهِ وسبق. قال طُفيلٌ يصف الفرس:

كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ … سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلولُ

ويروى: صُدِّرْنَ على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي ابْتَلَّتْ صُدورُهُنَّ بالعَرَقِ، والأول أجود. والعَرَقُ: الصفُّ من الخيل. وصَدَّرَ كتابه: جعل له صَدْراً. وصَدَّرَهُ في المجلس فَتَصَدَّرَ. والمُصَدَّرُ: الشديد الصَدْرِ. ويقال للأسد: المُصَدَّرُ. والتَصْديرُ: الحزامُ، وهو في صَدْرِ البعير، والحَقَبُ عند الثيلِ.

المحيط في اللغة – (ج 2 / ص 214)

الصدْرُ: أعْلى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ. والصُدْرَةُ من الإنسانِ: ما أشْرَفَ من أعْلى صَدْرِه. وهو من صُدْرَةِ القَوْمِ: أي من خِيَارِهم.

والصدَارُ: ثَوْبٌ رَأسُه كالمِقْنَعَةِ وأسْفَلُه يُغَشّي الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ. والتَصْدِيرُ: حَبْلٌ يُصَدَّرُ به البَعِيرُ إذا جَر حِمْلَه إلى خَلْفٍ. والحَبْلُ: الصدَارُ. والتَّصَدرُ: نَصْبُ الصدْرِ في الجُلُوسِ. والأصْدَرُ: الذي أشْرَفَتْ صدْرَتُه. وصدَرَ فُلانٌ فلاناً: أصابَ صَدْرَه.

وصَدرَ الفَرَسُ: إذا جاءَ سابقاً.

وقَوْلُ طُفَيْل:

بَعْدَما صُدرْنَ من عَرَقٍ

بضَم الصاد: أي ابْتَلتْ صُدُوْرُهُنَ من العَرَقِ والتَّعَبِ. وسَهْم مُصَدَّرٌ: صَدْرُه غَليظٌ شَدِيدٌ. وصَدْرُ السهْمِ: ما فَوْقَ

وفلان يوْرِدُ ولا يُصْدِرُ: أي يَأْخُذُ في الأمْرِ ولا يُتِمه. والصدْرُ – بجَزْم الدّال – : مَصْدَرٌ من صَدَرْتُ عن الماء. ومَثَلٌ: ” تَرَكْتُهم على مِثْلِ لَيْلَةِ الصدرِ ” لأنَّهم إذا صَدَرُوا لمِ يَدَعُوا من مَتَاعِهم شَيْئاً. ولَيْلَةُ الصدَرِ: هو أنْ تَقِيْلَ على الماء ثم تَصْدُرَعَشِيةَ.

 

 

في غريب الشرح الكبير – (ج 5 / ص 175)

وَالصَّدْرُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ صُدُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَرَجُلٌ مَصْدُورٌ يَشْكُو صَدْرَهُ وَصَدْرُ النَّهَارِ أَوَّلُهُ وَصَدْرُ الْمَجْلِسِ مُرْتَفَعُهُ وَصَدْرُ الطَّرِيقِ مُتَّسَعُهُ وَصَدْرُ السَّهْمِ مَا جَاوَزَ مِنْ وَسَطِهِ إلَى مُسْتَدَقِّهِ سُمِّي بِذَلِكَ لِأَنَّهُ الْمُتَقَدِّمُ إذَا رُمِيَ بِهِ

 

المعجم الوسيط – (ج 1 / ص 509)

( الصدر ) مقدم كل شيء يقال صدر الكتاب وصدر النهار وصدر الأمر والطائفة من الشيء وصدر القوم رئيسهم وصدر الإنسان الجزء الممتد من أسفل العنق إلى فضاء الجوف وسمي القلب صدرا لحلوله به وفي التنزيل العزيز ) قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ( وذات الصدر علة تحدث فيه وذات الصدور أسرار النفوس وخباياها وفي التنزيل العزيز ) والله عليم بذات الصدور

(تاج العروس – (ج 1 / ص 3051)

الصَّدْرُ : أعلى مُقدَّمِ كُلِّ شَيءٍ وأوَّلُه حتى أنهم ليقُولُون : صَدْرُ النّهَارِ والليلِ وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيْف وما أشبه ذلك ويقولون : أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه أي بأَوَّولِه والأُمورُ بصُدُورِهَا وهو مَجاز . وكُلُّ ما واجَهَكَ صَدْرٌ ومنه صَدْرُ الإنسان . من المجَاز : رَصَفْتُ صَدْرَ السَّهْمِ : الصَّدْرُ من السَّهْم : ما جَا وَ زَ مِن وَسَطِه إلى مُسْتدَقِّهِ وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُميَ به وسُمِّيَ بذلك لأنه المُتقَدِّمُ إذا رُمِيَ . وقيل : صَدْرُ السَّهْمِ : ما فَوقَ نِصْفِه إلى المَرَاشِ وعليه اقتصر الزَّمَخْشَرِيّ . الصَّدْرُ : حَذْفُ أَلفِ فاعِلُنْ في العُروضِ لمعاقَبَتِهَا نونَ فاعِلاتُنْ قال ابنُ سِيده : هذا قولُ الخَليل وإنما حُكمه أَن يَقُولَ : الصَّدْرُ : الأَلِف . المحذُوفَةُ لمُعَاقَبَتِها نونَ فاعِلاتُنْ . الصَّدْرُ : الطائِفَةُ من الشَّيْءِ الصَّدْرُ : الرُّجُوعُ

الخلاصة

ليس هناك أي تأكيد ان الصدر هو ما تعارفنا عليه في الوقت الحاضر الجوف الذي فيه الرئتين , ولكن المعنى اللغوي اعطى الصدر هو اعلى مقدمة كل شيء

 

 

الفؤاد لغة

 

الصحاح في اللغة – (ج 2 / ص 31)

فأد

الفُؤادُ: القلبُ، والجمع الأفْئِدَةُ. وفَأَدْتُهُ فهو مَفْؤودٌ: أصبت فُؤادَهُ، وكذلك إذا أصابه داء في فؤاده. الكسائي: رجلٌ مَفْؤودٌ وفَئيدٌ: لا فؤادَ له. وفَأَدْتُ الخُبْزَةَ: مَلَلُتها. وفَأدْتُ للخُبْزَةِ إذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه. وذلك الموضع أُفْؤُودٌ. والخَشَبةُ التي يحرَّك بها التنُّور مِفْأَدٌ، والجمع مَفائِدُ. والمِفأدُ أيضاً: السَفُّودُ؛ وكذلك المِفْأدةُ. وهو من فَأدْتُ اللحمَ وافْتَأدْتُهُ، إذا شويتَه. ولحمٌ فَئيدٌ، أي مشويٌّ.

القاموس المحيط – (ج 1 / ص 389)

فَأَدَ الخُبْزَ كمَنَعَ : جَعَلَه في المَلَّةِ و اللَّحْمَ في النارِ : شَواه كافْتَأدَ و زَيْداً : أصابَ فُؤادَه و الخَوْفُ فلاناً : جَبَّنَه والأُفْؤُودُ بالضم : الخُبْزُ المَفْؤُودُ كالمُفْتَأَدِ وهو أيضاً مَوْضِعُه . وكمِنْبَرٍ ومِصْباحٍ ومِكْنَسَةٍ : السَّفُّودُ وخَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها التَّنُّورُ ج : مَفائِيدُ . والفَئيدُ : النارُ والمَشْوِيُّ والجبانُ كالمَفْؤُودِ فيهما . وافْتَأَدُوا : أوْقَدوا ناراً . والتَّفَؤُّدُ : التَّحَرُّقُ والتَّوَقدُ ومنه : الفُؤَادُ : للقَلْبِ مُذَكَّرٌ أو هو ما يَتَعَلَّقُ بالمَرِيءِ من كَبِدٍ ورِئَةٍ وقَلْبٍ ج : أفْئِدَةٌ . والفَوَادُ بالفتح والواوِ غَريبٌ . وفُئِدَ كعُنِيَ وفَرِحَ : شَكاه أو وَجِعَ فُؤادُها

 

المحيط في اللغة – (ج 2 / ص 361)

فأد الفُؤادُ – مَهْمُوْز – القَلْبُ؛ سُميَ لتَفَؤُّدِه وتَوَقدِه.

وفُئِدَ الرجُلُ فهو مَفْؤُوْد: أصَابَه داءٌ في فُؤَادِه، وفَئِدَ: مِثْلُه. وفَئِيْد: ذاهِبُ الفُؤَادِ. وفَأدْتُه: أصَبْت فُؤَادَهُ.

وافْتَأدَ القَوْمُ: أوْقَدُوا ناراً ولَهْوَجُوا عليها لَحْماً. والمِفْأدُ: المِسْجَرَةُ. وفَأدْتُ لَحْماً: شَوَيْته. والأفْؤُوْدُ: المَوْضِعُ الذي يُفْأدُ فيه اللحْمُ أي يُشْوى

 

تاج العروس – (ج 1 / ص 2163)

فَأَدَ الخُبْزَ كمنَعَ يَفْأَدُه فَأْداً : جَعَله في المَلَّةِ وهي الرَّمَادُ الحَارُّ ليَنْضج . وفي التهذيب : فأَدْتُ الخُبْزَةَ إذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّة . وفأَدَ اللَّحْمَ في النَّارِ يَفْأَدُه فَأْداً شَوَاه كأَفْتَأَده فيه . وفأَدَ زَيْداً يَفْأَدُه فَأْداً : أَصاب فُؤادَهُ . وفي التهذيب : فأَدْتُ الصَّيْدَ فأْداً إذا أَصَبْتَ فُؤادَه . وفأَدَ الخوفُ فُلاناً : جَبَّنَهُ وهو مَفْؤُودٌ كما سيأْتي . والأُفْؤُود بالضم والمد : الخُبْزُ المَفْؤُود كالمُفْتَأَدِ يقال : فَحَصْتُ للخُبْزَةِ في الأَرض وفأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً والأسم أُفْحوصٌ وأُفْؤُودٌ على أُفْعُولٍ والجمع أَفَاحِيصُ وأَفَائِيدُ وهو أَي الأَفْؤود أَيضاً : مَوْضِعُهُ الذي يُفْأَدُ فيه . وفي اللسان : والمُفْتَأَد : مَوْضع الوَقُودِ . والمِفْأَد والمِفْآد والمِفْأَدةُ كمِنْبَرٍ ومِصْباحٍ ومِكْنَسة الثانيةُ عن الصاغاني : السَّفُّودُ وهو من فأَدْتُ اللَّحْمَ وافتأَدْته إذا شَوَيْته قال الشاعر :

يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَيْن رافِعاً … مع الذِّئْبِ يَعْتَسَّانِ نارِي ومِفْأَدي

وهو ما يُخْتَبَزُ ويشْوَى به . والمِفْآد : خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها التَّنُّورُ ج : مَفَائِيدُ وفي اللسَان : مَفَائِدُ . والفَئِيدُ : النَّارُ نَفْسُها قال لبيد :

وَجَدْتُ أَبِي رَبِيعاً للْيَتَامَى … وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئيدُ

والفَئِيدُ : اللَّحْمُ المَشْوِيُّ وكذا الخُبْزُ ويقال : إِذا شُوِيَ اللَّحْم فوقَ الجَمْرِ فهو مُفْأَدٌ وفَئِيدٌ . والفَئِيد : الجَبَانُ كالمَفْؤُودِ فيهما يقال في الأَوّل : خُبْزٌ مَفْؤُود ولَحْمٌ مَفْؤود وفي الثاني رجلٌ مَفْؤودٌ : جبانٌ ضَعِيفُ الفُؤادِ مثل المَنْخُوبِ وَرجلٌ مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ : لا فُؤادَ له . ولا فِعْلَ له قال ابنُ جِنِّي : لم يُضَرِّفُوا منه فِعْلاً ومفعولٌ للصِّفة إِنَّما يَأْتي على الفِعْل نحو مضْرُوب من ضُرِب ومَقْتول من قُتِل . وافتَأَدُوا : أَوقَدُوا ناراً لِيَشْتَوُوا . والتَّفَؤُّدُ : التَحَرُّقُ هكذا بالقاف في نسختنا وكذا هو بخطِّ الصاغَانيِّ . وفي نُسْخَةِ شيخِنَا : التَّحرُّك بالكاف ويُؤَيِّد الأُولى قوله فيما بعدُ والتَّوقُّدُ ومنه أَي من معنى التَّوقُّد سُمِّىَ الفُؤَادُ بالضَّمّ مهموزاً لتَوَقُّدِهٍ وقيل أصل الفأْدِ : الحَرَكَةُ والتحريك ومنه اشتُقَّ الفُؤادُ لأَنَّه يَنْبِضُ ويَتَحَرَّك كثيراً قال شيخُنا : وهذا أَظهَرُ لعَدمِ تَخلُّفه ومَرادفِته للقَلْبِ كما صَدَّر به وهو الذي عليه الأَكثر

وفي البصائر للمصنِّف : وقيل إنما يقال للقَلْبِ : الفُؤَادُ إذا اعتُبِرَ فيه معنَى التَّفؤُّدِ أَي التَّوَقُّد مُذَكَّرٌ لا غيرُ صرحَ بذلك اللِّحْيَانيُّ يكون ذلك لنَوْعِ الإنسان وغيره من أَنواعِ الحَيَوانِ الذي له قلبٌ قال يصفُ ناقةً :

كَمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ أَمَّا فُؤادُها … فَصَعْبٌ وَأَمَّا ظَهْرُها فرَكوبُ

أو هو أَي الفُؤادُ : ما يتعلق بالمرِيءِ من كَبِدٍ ورئَةٍ وقلبٍ . وفي الكفاية ما يقتضى أن الفُؤادَ والقَلْبَ مُترَادِفانِ كما صدَّرَ به المصنّفُ وعليه اقتصرَ في المصباح والأَكثرُ على التفرقة . فقال الأزهريُّ : القلب مُضْغَةٌ في الفُؤَادِ مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ وبهذا جَزَمَ الوحِديُّ وغيرُه . وقيل : الفُؤادُ : وعاءُ القلْبِ أَو داخِلُه أَو غِشاؤُه والقَلْبُ حَبَّتُه . كما قاله عِياضٌ وغيره وأَشار إليه ابنُ الأَثير . وفي البصائر للمصنِّف : وقيل : القَلْب أَخَصُّ من الفُؤادِ ومنه حديث : ” أَتاكُم أَهلُ اليمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً ” فوصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ والأَفئدةَ باللِّين . وقال جماعةٌ من المفسرين : يطلق الفؤادُ على العَقْلِ وجَوَّزُوا أن يكون منه ” ما كَذَبَ الفُؤَادُ ما رَأَى ” ج أَفْئِدَةٌ قال سيبويهِ : ولا نَعْلَمه كُسِّر على غيرِ ذلك . والفَوَادُ بالفتح والواو غريبٌ وقد قُرِئَ به . وهو قِراءة الجَرَّاح العُقَيْليّ . وقالوا : تَوجِيهُها أَنه أَبْدَل الهَمْزَة واواً لوقُوعِها بعدَ ضمَّةٍ في المشهور ثم فتح الفاءَ تخفيفاً . قال اشِّهاب تَبعاً لغيره : وهي لُغَةٌ فيه ولا عِبْرَةَ بإِنكار أَبي حاتِمٍ لها

وفئِدَ كعُنِيَ وفَرِحَ وهذه عن الصاغانيِّ فأَداً : شَكَاهُ أَي شَكَا فُؤادَه أَو وَجِعَ فُؤادُهُ فهو مَفْؤُودٌ . وفي الحديث أنه عاد سَعْداً وقال : إِنَّكَ رجلٌ مَفؤود . وهو الذي أُصِيبَ فُؤادُه بِوَجَع ومِثْلُه في التوضيح لابن مالِكِ . وفي الأًساس وقد فُئِدَ وفأَدَهُ الفَزَعُ

ومما يستدرك عليه : فأَدَ فُلانٌ لِفُلانٍ إذا عَمِلَ في أَمْرِه بالغيبِ جَمِيلاً . كذا في الوادر للِّحْيَانيِّ

 

لسان العرب – (ج 3 / ص 328)

( فأد ) فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً شواها وفي التهذيب فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ والفَئِيدُ ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار وإِذا شوي اللحمُ فوق الجمْرِ فهو مُفْأَدٌ وفئيد والأُفؤُودُ الموضع الذي تُفْأَدُ فيه وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه شواه والمِفْأَدَةُ السَّفُّودُ وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته ولحم فَئِيدٌ أَي مشويٌّ والفِئد الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود قال مرضاوي يخاطب خويلة أَجارَتَنا سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ عليَّ وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ وما ارتمتْ به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ

( * قوله « ملوذر » أراد من الوذر )

والمِفْأَدُ ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به قال الشاعر يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً مع الذئْبِ يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ ويقال فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ على أُفْعُول والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ ويقال ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ والجمع مفائِدُ

( * قوله « والجمع مفائد » في القاموس والجمع مفائيد ) وافْتَأَدُوا أَوقدوا ناراً والفئِيدُ النارُ نفسُها قال لبيد وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ موضع الوَقُود قال النابغة سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ التَّوَقُّد والفؤاد القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه مذكر لا غير صرح بذلك اللحياني يكون ذلك لنوع الإِنسان وغيره من أَنواع الحيوان الذي له قلب قال يصف ناقة كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ أَما فُؤادُها فَصَعْبٌ وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ والفؤادُ القلب وقيل وسَطُه وقيل الفؤاد غِشاءُ القلبِ والقلبُ حبته وسُوَيْداؤُه وقول أَبي ذؤيب رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه نِيافاً من البيضِ الحِسانِ العِطائِلِ رأَى ههنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني نيافاً وقد يكون نيافاً حالاً كأَنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار كأَن له عينين يراها بهما وقول الهذلي فقامَ في سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ يعني ببنات الجَوْف الأَفئدةَ والجمع أَفئدةٌ قال سيبويه ولا نعلمه كُسِّر على غير ذلك وفي الحديث أَتاكم أَهلُ اليمن هم أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قلوباً وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً أَصاب فؤاده وفَئِدَ فَأَداً شكا فُؤَادَه وأَصابه داء في فؤَاده فهو مَفؤُودٌ وفي الحديث أَنه عاد سعداً وقال إِنك رجل مَفْؤُودٌ المفؤُودُ الذي أُصيب فوادُه بوجه وفي حديث عطاء قيل له رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دماً أَحَدَثٌ هو ؟ قال لا أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دماً ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ لا فؤَادَ له ولا فِعْل له قال ابن جني لم يُصَرِّفُوا منه فِعلاً ومفعول الصفة إِنما يأْتي على الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب ومقتول من قُتِلَ التهذيب فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه

 

مقاييس اللغة – (ج 4 / ص 374)

(فأد) الفاء والألف والدال هذا أصلٌ صحيح يدلُّ على حُمَّى وشِدّةِ حرارة. من ذلك: فأَدْتُ اللَّحمَ: شويته. وهذا فَئِيدٌ، أي مشويّ. والمِفْأد: السَّفُود. والمُفتأَد: الموضِع يُشوَى فيه.

الخلاصة

 

نرى مما سبق ان اصل الفؤاد هو المشوي في النار وفي بعض الشروح المتاخره كما للاستاذ فاضل السامرائي فان الفؤاد هو القسم المقرمش من اللحم وقد تغير لونه الى الداكن بسبب الشوي في النار, ولم ارى أي اشارة الى ان الفؤاد هو ما يحيط القلب من الشغاف او أي شئ آخر , لا بل في تاج العروس جعل الفؤاد هو ما يسمى عندنا المعلاق من كبد وقلب ورئة والتي لا تأكل الا مشوية على النار .

نستطيع ان نقول ان الفؤاد هو الجزء الداكن في الاعضاء من غير شوي ويغلفها من الخارج وكأنها مشوية في النار , وهذا هو الاقرب الى اللغة العربية , اما شغاف القلب فليس هو في اصل اللغة يدل على ذلك وليس له الصفة مظهريا ولا هو عمليا يعمل كذلك وكما سنرى لاحقا .

 

المضغة لغة

 

اما المضغة فبالعودة الى كتب اللغة ففي كتاب أساس البلاغة – (ج 1 / ص 447)

م ض غ

مضغ الطعام وغيره، ” وأسرع من مضغ تمرة ” ورمى بمضاغته وهي ما يبقى في الفم مما يمضغ، وأطيب مضغة صيحانية مصلّبة وهي مقدار ما يمضغ من اللحم وغيره. وما ذقت مضاغاً. وما في ماضغيه ضرس قاطع وهما منبتا الأضراس. ورصف القوس بالمضيغة و المضائغ وهي العقبة الممضوغة.

ومن المجاز: هو يمضغ لحم أخيه، ورجل مضاغة للحوم النّاس. وهو يمضغ الشّيح والقيصوم إذا كان بدوياً. وما ضغت فلاناً مماضغةً: جاددته القتال والخصومة.

يقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم) –

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)

ومرحلة المضغة لا يتعدى حجمها الاربعة سنتمترات مكعبة

 

مضغ الطعام وغيره، ” وأسرع من مضغ تمرة ” ورمى بمضاغته وهي ما يبقى في الفم مما يمضغ، وأطيب مضغة صيحانية مصلّبة وهي مقدار ما يمضغ من اللحم وغيره. وما ذقت مضاغاً. وما في ماضغيه ضرس قاطع وهما منبتا الأضراس. ورصف القوس بالمضيغة والمضائغ وهي العقبة الممضوغة.

ومن المجاز: هو يمضغ لحم أخيه، ورجل مضاغة للحوم النّاس. وهو يمضغ الشّيح والقيصوم إذا كان بدوياً. وما ضغت فلاناً مماضغةً: جاددته القتال والخصومة.

الصحاح في اللغة – (ج 2 / ص 173)

مَضَغَ الطعام يَمْضَغُهُ ويَمْضُغُهُ مَضْغاً. والمَضاغُ بالفتح: ما يُمْضَغُ. يقال: ما عندنا مَضاغٌ، وهذه كِسرةٌ ليِّنة المضاغِ. والمُضاغَةُ بالضم: ما مَضَغْتَ. والمُضْغَةُ: قطعة لحم. وقلبُ الإنسان مُضْغَةٌ من جسده. والماضِغانِ: أصولُ اللَحْيَيْنِ عند مَنبِت الأضراس، ويقال: عِرْقانِ في اللحيين.

العباب الزاخر – (ج 1 / ص 359)

مَضَغَ الطعام يَمْضَغُه مَضْغاً. والمَضَاغُ – بالفتح – ما يُمْضَغُ، يقال: ما عندنا مَضَاغٌ؛ وما ذُقْتُ مَضَاغاً. وهذه كسرة لينة المَضَاغِ، قال:

تَزَجَّ من دنياك بالبلاغ … وباكر المعدة بالدَّبَاغِ

بكسرة طيبة المَضاغِ … بالملح أو ماشئت من صَباغِ , ويروى: ” لَيَّنَة ” . , والمُضاغَةُ – بالضم – : ما مَضَغْتَ. , والمُضَّاغَةُ – بالتشديد – : الأحمق. , والمُضْغَةُ: قطعة لحم، قال الله تعالى: )فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً(، وقال زهير بن أبي سلمى : ُلَجلج مُضْغَة فيها أنيض … أصلت فهي تحت الكشح داء وقلب الإنسان: مُضْغَةٌ من جسده، وفي حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – : إن في الجسد لَمُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب.

وقد تكون المُضْغَةُ من غير اللحم، يقال: أطيب مُضْغَةِ يأكلها الناس صيحانية مُصَلَّبَةٌ.

المحكم والمحيط الأعظم – (ج 5 / ص 418)

مَضَغ يَمْضَغ ، ويَمْضُغ مَضْغا : لاك . وامضغه الشيء ، ومَضّغه : ألاكه اياه ، قال : ) أُمْضِغ مَن شاحَنَ عُودًا مُرَّا شاحن : عادي . وقال : % ( هاعٍ يُمَضِّغني ويُصْبِحُ سادًرا سلكا بلَحمي ذئبُه لا يَشبعُ ) وكَلأٌ مَضِغٌ : قد بلغ أن تَمْضَغه الراعية ، ومنه قول أبي فَقْعس في صفة الكلأ : خَضِع مَضِعٌ ، صافٍ رتِعٌ ، أراد : مَضِغٌ ، فحوّل الغين عينا لما قبله من خضع ، وما بعده من رتع .

والمُضاغة : ما مُضِغ . وما ذاق مُضاغا ، أي ما يُمضغ . والمواضغ : الاضراس ، لمضغها ، صفة غالبة . والماضغان ، والماضغتان ، والمضيغتان : الحنكان لمَضْغهما المأكول . وقيل : هو رُوذ الحَنَكَيْن ، لذلك . وقيل : هما ما شَخَص عنه المضغ . والمَضيغة : كل عصبة ذات لحم ، فإما أن تكون مما يمضغ ، وإما أن تشبه بذلك ، إن كان مما لا يؤكل . والمَضيغة : لحم باطن العَضُد ، لذلك أيضا . والمَضائغ ، من وظيفي الفَرس : رؤوس الشظاتين ، لأن آكِلها من الوحش يَمْضَغها ،

 

المحيط في اللغة – (ج 1 / ص 396)

مضغ

المَضَاغُ: كل طعام يُمْضَغُ. والمُضَاغَةُ: ما يَبْقى في الفَم من آخِرِ مُضَاغَتِكَ.

والمُضْغَةُ: كلُّ لَحْمةٍ تُخْلَقُ من عَلَقَةٍ .

وكلُّ لحمةٍ يَفْصِلُ بيْنَها وبين غيرها عِرْقن فهي مَضِيْغَةٌ. واللَهْزِمَةُ مَضِيْغَةٌ. وكذلك عَقَبَةُ القَوّاس المَمْضُوغَة.

والمُضّاغَةُ: الأحمق.

والمُضغُ: من الأمور: صِغارُها.

وأمْضَغَ النًخْلُ: صارَ في وَقْت طِيبه حتّى يُمْضَغَ.

وفي المَثَل: ” هو أسْرَعُ من مَضْغ تَمْرَةٍ ” .

المعجم الوسيط – (ج 2 / ص 874)

الطعام وغيره مضغا لاكه بأسنانه ويقال هو يمضغ الشيح والقيصوم إذا كان بدويا ومن المجاز هو يمضغ لحم أخيه ورجل مضاغة للحوم الناس

( أمضغ ) التمر حان أن يمضغ واللحم استطيب وأكل وفلانا الشيء ألاكه إياه

( ماضغه ) في القتال جاده فيه ويقال ماضغه القتال والخصومة طاوله إياهما

( مضغه ) الشيء أمضغه

( الماضغ ) أصل اللحى عند منبت الأضراس وهما ماضغان

( الماضغة ) الماضغ وهما ماضغتان ( ج ) مواضغ و المواضغ الأضراس

( المضاغ ) ما يمضغ يقال ما ذقت مضاغا والمضغ يقال لقمة لينة المضاغ

( المضاغة ) ما مضغ وما يبقى في الفم من آخر ما مضغته

( المضاغة ) الأحمق

( المضغ ) يقال كلأ مضغ بلغ أن المعجم الوسيط – (ج 2 / ص 875)

تمضغه الماشية

( المضغة ) القطعة التي تمضغ من لحم وغيره وفي التنزيل العزيز ) فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما ( وما ليس له دية من الجراح ( ج ) مضغ و( مضغ الأمور ) صغارها

( المضيغة ) أصل الأضراس في اللحى وكل لحم على عظم أو عرق واللهزمة والعضلة ( ج ) مضيغ ومضائغ

 

تاج العروس – (ج 1 / ص 5696)

مضغ

مَضَغَه كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ يَمْضُغُه مَضْغاً : لاكَهُ بسِنِّهِ طَعاماً أوْ غَيْرَه

والمَضَاغُ : كسَحَابٍ : ما يُمْضَغُ وفي التَّهْذِيبِ : كُلُّ طَعَامٍ يُمْضَغُ ويُقَالُ : ما ذُقْتُ مَضَاغاً ولا لَوَاكاً أي : ما يُمْضَغُ ويُلاكُ وهذهِ كِسْرَةٌ لَينَةُ المَضَاغِ بالفَتْحِ أيْضاً ورُوِي قَوْلُ الرّاجِزِ :

” بكِسْرَةٍ لَيِّنَةِ المَضَاغِ

” بالمِلْحِ أوْ ما شِئْت منْ صَباغِ ويُرْوَى : طَيِّبَة المَضَاغِ وقد تقدَّمَ وفي حديثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : لأنَّها أي التَّمَرَاتِ شَدَّت في مَضَاغِي ويُقَالُ : إنَّ المَضَاغَ هُنَا هُوَ المَضْغُ نَفْسُه

والمُضَاغَةُ بالضَّمِّ : ما مُضِغَ وقيلَ : ما يَبْقَى في الفَمِ منْ آخِرِ ما مَضَغْتَه

والمُضّاغَةُ بالتَّشْدِيد : الأحْمَقُ

والمُضْغَةُ بالضَّمِّ : قِطْعَةٌ منْ لَحْمٍ كما في الصِّحاحِ زادَ الأزْهَرِيُّ : وتَكُونُ المُضْغَةُ منْ غَيْرِه أيْضاً يُقَالُ : أطْيَبُ مُضْغَةٍ أكَلَها النّاسُ صَيْحَانِيَّةٌ مُصلِّبَةٌ . وقالَ خالِدُ بنُ جَنْبَةَ : المُضْغَةُ منَ اللَّحْمِ : قَدْرُ ما يُلْقِي الإنْسانُ في فيهِ ومنْهُ قيلَ : في الإنْسَانِ مُضْغَتانِ إذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ : القَلْبُ واللّسانُ ج : مُضَغٌ كصُرَدٍ : وقَلْبُ الإنْسَانِ مُضْغَةٌ منْ جَسَدِه وقالَ الأزْهَرِيُّ : إذا صارَتِ العَلَقَةُ الّتِي خُلِقَ منْهَا الإنْسانُ لَحْمَةً فهِيَ مُضْغَةٌ ومنْهُ قَوْلُه تعالى : فخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً وفي الحديثِ : ثُمَّ أرْبَعِينَ يَوماً مُضْغَةً وقالَ زُهَيْرَ بنُ أبي سُلْمَى :

تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أنِيضٌ … أصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ ومُضَّغُ الأُمُور كسُكَّرٍ : صِغارُها هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ كصُرَدٍ وقدْ ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ على الصّوابِ وهكذا رُوِيَ الحديثُ منْ قَوْلِ سيِّدنا عُمَرَ رضي الله عنه للبَدَوِيِّ : إنَّا لا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنَا أرَادَ الجِرَاحاتِ وسَمَّى ما لا يُعْتَدُّ بهِ في أصْحَابِ الدِّيَةِ مُضَغاً تَقْلِيلاً وتَحْقِيراً على التَّشْبِيهِ بمُضْغَةِ الإنْسَانِ في خَلْقِه فتأمَّلْ ذلكَ والمَضِيغَةُ كسَفِينَةٍ : كُلُّ لَحْمٍ على عَظْمٍ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ

وقالَ ابنُ دُرَيدٍ : المَضِيغَةُ : لَحْمَةٌ تَحْتَ ناهِضِ الفَرَسِ قالَ : والنّاهِضُ : لَحْمُ العَضُدِ

 

والماضِغانِ : أُصُولُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ مَنْبِتِ الأضْرَاسِ بحِيَالِه أو هُمَا : عِرْقانِ في اللَّحْيَيْنِ أو هُمَا : ما شَخَصَ عِنْدَ المَضْغِ

وأمْضَغَ النَّخْلُ : صارَ في وَقْتِ طِيبِه حتى يُمْضَغُ عن ابْنِ عَبّادٍ

وقالَ الزَّجاجُ : امْضَغَ اللَّحْمُ : إذا اسْتُطِيبَ وأُكِلَ

وقالَ غَيْرُه : ماضَغَهُ في القِتَالِ : إذا جادَّهُ فيهِ هكذا في العُبابِ وهو مجازٌ ونَصُّ الأسَاسِ : ماضَغْتُ فُلاناً مُمَاضَغَةً : إذا جادَدْتَهُ في القِتَالِ والخُصُومَةِ ونَصُّ اللِّسانِ : ماضَغَهُ القِتَالَ والخُصُومَةَ : طَاوَلَه إيّاهُما

وممّا يستدْرَكُ عليهِ : أمْضَغَهُ الشَّيءَ : ومَضَّغَهُ تَمْضِيغاً : ألاكَهُ إيّاهُ قالَ :

” أُمْضِغُ مَنْ شاحَنَ عُوداً مُرّاً وقالَ آخَرُ :

والمَضِيغَةُ كسَفِينَةٍ : كُلُّ عَصَبَةٍ ذاتِ لحْمٍ فإمّا أنْ تَكُونَ ممّا يُمْضَغُ وإمّا أنْ تُشَبَّهَ بذلكَ إنْ كانَ ممّا لا يُؤْكَلُ

والمُضَغُ منَ الجِرَاحِ : ما لَيْسَ لَهُ أرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ و هُوَ مجازٌ

وأمْضَغَ التَّمْرُ : حانَ أنْ يُمْضَغَ

وتَمْرٌ ذُو مَضْغَةٍ : صُلْبٌ مَتِينٌ يُمْضَغُ كَثِيراً

وهَجَاهُ هِجَاءً ذا مَمْضَغَةٍ : يَصِفُهُ بالجَوْدَةِ والصَّلابَةِ كالتَّمْرِ ذِي المَمْضَغَةِ

وإنَّهُ لذو مُضْغَةٍ : إذا كانَ مِنْ سُوسِهِ اللَّحْمُ

ومن المَجَازِ : هُوَ يَمْضَغُ لَحْمَ أخِيهِ ورَجُلٌ مَضّاغَةٌ للُحُومِ الناسِ

 

وفي كتاب الصحاح في اللغة – (ج 1 / ص 25)

يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أنيضٌ … أَصَلَّتْ فَهْيَ تحت الكَشْحِ داءُ

قال زهيرٌ في لسان العباب الزاخر – (ج 1 / ص 334)

وقولُ العباسِ بن عبدِ المطلبِ – رضي اللّه عنه – للنبي – صلى اللّه عليه وسلم – :

ثم هَبَطتَ البلادَ لا بَشَرٌ … أنت ولا مُضغةٌ ولا عَلَقُ

 

الخلاصة

 

هذا نرى ان المضغة هي ما يمضغ في الفم ولا دلالة لها على القلب الا بالوصف , أي ان حجم القلب (الحقيقي) بحجم مضغة , وكل من استدل على ان القلب مضغة , انما استدل بالحديث الشريف (الا ان في الجسد مضغة ) , وهنا ما لا يقبل الشك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذكر المضغة ذكرها قبل القلب ثم اشار بعدها الى القلب , أي ان القلب بحجم المضغة وليس المضغة بحجم القلب فلا الشكل ولا المادة تطابق القلب الدموي المعروف, فمادة المضغة قد تكون تمرة او حلوى او لحما كما راينا سابقا , ولا شكل المضغة يشابه القلب الدموي , طبعا ولا الحجم لان حجم القلب الدموي للرجل العادي يساوي خمسين لقمة كبيرة , واذا رجعنا الى الاطوار التخليقية للإنسان فان المضغة تشابه شكل الطور الجنيني لها وبحجمه تقريبا.

اضطر الكثير من المفسرين الى القول ان القلب بقدر مضغة متعلقا بالنياط بالفؤاد ولا ادري اين انواط الفؤاد , ففي بحثي وجدت ان القلب الدموي له انواط وهذه لا مضغة فيها والقائل بذلك اراد التوفيق بين حجم القلب وحجم المضغة فوضع هذه التوليفة.

 

 

 

 

القلب في الحديث الشريف

الا ان في الجسد لمضغة

بالرجوع الى الحديث الصحيح , ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب وفى حديث النّعمان بن بشير أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». أخرجه أحمد (4/270 ، رقم 18398) ، والبخارى (1/28 ، رقم 52) ، ومسلم (3/1219 ، رقم 1599) ، وأبو داود (3/243 ، رقم 3329 ، رقم 3330) ، والترمذى (3/511 ، رقم 1205) وقال : حسن صحيح . والنسائى (7/241 ، رقم 4453) ، وابن ماجه (2/1318 ، رقم 3984) ، وأخرجه أيضًا : الدارمى (2/319 ، رقم 2531) ، والبيهقى سنن ابن ماجه – باقي + ألباني – (ج 2 / ص 1318)

 

 

صورحديث الرسول صلى الله عليه وسلم

صحيح البخاري –

 

4178 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ « إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ

– كما رواه أحمد بن حنبل ولفظه : إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

وأَخْبَرَنَا أَبُوْعَبْدِ اللهِ الْحَافِظ ثَنَا أَبُوْبَكْرأَحْمَد بْن إِسْحَاق الفَقِيْه إِمْلَاء أَنَا مُوْسَى بْن الْحَسَن بْن عباد وعمَرْوَ بْن تميم قَالَا: ثَنَا أَبُو نُعَيْم وهُوَ الْفَضْل بْن دكين فذكره بإسناده ومعناه وزاد:أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. الأربعون الصغرى للبيهقي .

 

 

شرح حديث القلب مضغة

 

بالرجوع الى كتب شرح الحديث نجد ما يلي

تأسيس الأحكام – (ج 5 / ص 133)

( ألا وإن في الجسد مضغة الخ ) قال أهل اللغة يقال صلح الشيء وفسد اللام والسين وضمهما . والفتح أفصح وأشهر . والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها . ]

تيسير العلام شرح عمدة الحكام- للبسام – (ج 2 / ص 196)

مضغة: بضم الميم وسكون الضاد المعجمة، بعدها غين معجمة، بعدها تاء، هي القطعة من اللحم بقدر ما يمضغ الماضغ، والمضغ: العلك . ثم ذكر صلى الله عليه وسلم أن في الجسد لحمة صغيرة لطيفة، بقدر ما يمضغ، وأن هذه القطعة من اللحم، هي القلب، وأن هذا القلب، هو السلطان المدبر لمملكة الأعضاء وما تأتي من أعمال، كما أن عليه مدار فسادها وما تجره من شر.

فإن صلح هذا القلب، فإنه لن يأمر إلا بما فيه الخير وسيصلح الجسد كله.

وإن فسد، فسيأمر بالفساد والشر، وتكون الأعمال معكوسة منكوسة والله ولى التوفيق.

 

فتح الباري ـ لابن رجب – (ج 1 / ص 208)

ثم ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كلمة جامعة لصلاح حركات ابن آدم وفسادها وأن ذلك كله بحسب صلاح القلب وفساده ، فإذا صلح القلب صلحت إرادته وصلحت جميع الجوارح فلم تنبعث إلى طاعة الله واجتناب سخطه فقنعت بالحلال عن الحرام . وإذا فسد القلب فسدت إرادته ، ففسدت الجوارح كلها وانبعث في معاصي الله عز وجل وما فيه سخطه ولم تقنع بالحلال ؛ بل أسرعت في الحرام بحسب هوى القلب وميله عن الحق ، فالقلب الصالح هو القلب السليم الذي لا ينفع يوم القيامة عند الله غيره ، وهو أن يكون سليما عن جميع ما يكرهه الله من إرادة ما يكرهه الله ويسخطه ولا يكون فيه سوى محبة الله وإرادته ومحبته ما يحبه الله وإرادة ذلك وكراهة ما يكرهه الله والنفور عنه . والقلب الفاسد : هو القلب الذي فيه الميل على الأهواء المضلة والشهوات المحرمة ، وليس فيه من خشية الله ما يكف الجوارح عن اتباع هوى النفس ؛

فالقلب ملك الجوارح وسلطانها ، والجوارح جنوده ورعيته المطيعة له المنقادة لأمره ، فإذا صلح الملك صلحت رعاياه وجنوده المطيعة له المنقادة لأوامره ، وإذا فسد الملك فسدت جنوده ورعاياه المطيعة له المنقادة لأوامره و نواهيه .

قسم الحديث والمصطلح – (ج 7 / ص 3)

أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةٌ هذه أيضاً جملة مؤكدة بـ (ألا)و(إنَّ) والمعنى :ألا وإن في جسد الإنسان مضغة ،أي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان عند الأكل ،وهي بمقدار الشيء الصغير.

إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط، فمتى صلح القلب صلح الجسد ،وإذا فسدت فسد الجسد كله.

وقد مثل بعض العلماء هذا بالملك، إذا صلح صلُحت رعيته، وإذا فسد فسدت.

لكن نظر فيه العلماء المحققون وقالوا: هذا المثال لا يستقيم، لأن الملك ربما يأمر ولا يُطاع، والقلب إذا أمر الجوارح أطاعته ولابد، فهو أبلغ من أن يقول: كالملك يأمر الرعية، فإذا صلح القلب فلابد أن يصلح الجسد، وإذا وفي شرح النووي على مسلم – (ج 11 / ص 29)

وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها قالوا المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس وفيه خلاف مشهور مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب وقال أبو حنيفة هو في الدماغ وقد يقال في الرأس وحكوا الأول أيضا عن الفلاسفة والثاني عن الأطباء قال المازري واحتج القائلون بأنه في القلب بقوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وقوله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب وبهذا الحديث فإنه صلى الله عليه و سلم جعل صلاح الجسد وفساده تابعا للقلب مع أن الدماغ من جملة الجسد فيكون صلاحه وفساده تابعا للقلب فعلم أنه ليس محلا للعقل واحتج القائلون بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم ولا حجة لهم في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقل ليس فيه ولا امتناع من ذلك قال المازري لا سيما على أصولهم في الاشتراك الذي يذكرونه بين الدماغ والقلب وهم يجعلون بين رأس المعدة والدماغ اشتراكا والله أعلم قوله ( عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وأهوى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه ) هذا تصريح بسماع النعمان عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا هو الصواب الذي قاله أهل العراق وجماهير العلماء قال القاضي وقال يحيى بن معين أن أهل المدينة لا يصحون سماع النعمان من النبي صلى الله عليه و سلم وهذه حكاية ضعيفة أو باطلة والله أعلم

 

الخلاصة

في حديثه صلى الله عليه وسلم لم اجد ولا اشارة واحدة مطلقة على ان القلب هو هذا القلب الدموي الموجود بين الرئتين, لا على العكس من ذلك وكما سيظهر فان الرسول صلى الله عليه وسلم وكانه يريد ان يصرفنا عن القلب الدموي, وكل الشارحين للحديث اكدوا على ان القلب بحجم مضغة صغيرة وبما لا ينطبق مع حجم القلب الدموي الذي نعرفه , واختلفوا في اشارة الحديث لصلاح الجسد او انه هو كناية عن الصلاح المعنوي

 

 

القلب والفؤاد والصدر و المخ والعقل والالباب

الآيات التي جاء بها ذكر القلب والفؤاد والصدر في القرآن الكريم

 

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)البقرة

وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ [البقرة/88]

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)البقرة

قلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)البقرة

وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة

لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة/179]

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة/197] يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [البقرة/269]

 

 

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) آل عمران

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)ال عمران

رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران/8، 9]

] قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران/29]

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) آل عمران

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران/118]

هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران/119]

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران

ثمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران/154]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) آل عمران

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)آل عمران

أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)النساء

إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا [النساء/90]

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء/155]

وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [المائدة/7]

 

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)المائدة

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) المائدة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)المائدة

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)المائدة

قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة/100]

قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ [المائدة/113]

فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)الانعام

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)الانعام

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) الانعام

وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام/110]

وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وليقترفو مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)الانعام

كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [الأعراف/2]

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف/43]

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)الاعراف

تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الاعراف

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)الانفال

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الانفال

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)الانفال

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)الانفال

إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الأنفال/43]

إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) الانفال

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) الانفال

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) الانفال

كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) التوبة

وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) التوبة

إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)التوبة

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)التوبة

يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) التوبة

فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)التوبة

رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) التوبة

إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93)التوبة

لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) التوبة

وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) التوبة

وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) التوبة

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) التوبة

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس/57]

 

ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)يونس

وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)يونس

أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [هود/5]

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود/12]

فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الرعد/19]

الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)الرعد

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)ابراهيم

مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [إبراهيم/43]

أَهَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [إبراهيم/52]

كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) الحجر

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر/47]

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر/97]

إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) النحل

َّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل/78]

أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) النحل

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)الاسراء

وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)الاسراء

أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) الاسراء

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء/، 52]

 

وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)الكهف

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) الكهف

لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)الانبياء

الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) الحج

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج

لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) الحج

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) الحج

بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) المؤمنون

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون/60]

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [المؤمنون/78]

أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) النور

عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)الشعراء

كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)الشعراء

وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [النمل/74]

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص

وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [القصص/69]

كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) الروم

وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [لقمان/23]

وَثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [السجدة/9]

ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)الاحزاب

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)الاحزاب

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) الاحزاب

تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)الاحزاب

لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)الاحزاب

وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) سبأ

إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [فاطر/38]

كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص/29]

إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر/7]

أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر/9]

الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر/18]

َّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر/23]

وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)الزمر

أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)الزمر

يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر/19] )

إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر/56]

وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ [غافر/80]

وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ [فصلت/5]

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)الشورى

وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [الأحقاف/26]

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) محمد

وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20)محمدَ

افَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)محمد

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) الفتح

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)الفتح

بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) الفتح

لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)الفتح

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)الفتح

إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) الحجرات

وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) الحجرات

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)الحجرات

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)النجم

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الحديد/6]

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) الحديد

ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)الحديد

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر/10]

وَالَّذِينَ تبوئوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر/9]

لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ [الحشر/13]

لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ [الحشر/14]

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)الصف

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) المنافقون

عْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [التغابن/4]

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا [الطلاق/10]

إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)التحريم

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [الملك/23]

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الملك/13]

وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) المدثر

كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)المطففين

قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)النازعات

الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)الهمزة

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [العاديات/10]

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح/1]

 

مختصر اقوال المفسرين في بعض من هذه الآيات اعلاه

 

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)آل عمران

مختصر اقوال المفسرين

والغليظ القلب: القاسية، إذ الغلظة مجاز عن القسوة وقلة التسامح ، قال الكلبي : فظاً في القول غليظ القلب في الفعل , أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم, ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب, لانْصَرَفَ أصحابك من حولك, وهكذا القائد الحكيم لا يكثر من لوم جنده على أخطائهم الماضية ، لأن كثرة اللوم والتعنيف قد تولد اليأس ، أي ولو كنت – يا محمد – كريه الخلق ، حشن الجانب ، جافيا في أقوالك وأفعالك ، قاسى القلب لا تتأثر لما يصيب أصحابك . . . ولو كنت كذلك { لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } أي لتفرقوا عنك ونفروا منك ولم يسكنوا إليك عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله أمَرَنِي بِمُدَارَاةِ النَّاس كَمَا أمَرني بِإقَامَة الْفَرَائِضِ”

لم اجد أي دلالة للقلب في اقوال المفسرين ان القلب المذكور في هذه الآية هو القلب الدموي الذي في الصدر

 

{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) }البقرة

القلب هو اللحمة الصنوبرية المعروفة سميت بالمصدر ، وكنى به في القرآن وغيره قال السّدي: { خَتَمَ اللَّهُ } أي: طبع الله، وقال قتادة في هذه الآية: استحوذ عليهم الشيطان وكثير من الناس ذهب إلى أن تلك المضغة هي محل العلم ، وقيل : إنه في الدماغ وقيل إنه مشترك بينهما وبني ذلك على إثبات الحواس الباطنة والكلام فيها مشهور . ومن راجع وجد أنه أدرك أن بين الدماغ والقلب رابطة معنوية ومراجة سرية لا ينكرها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، لكن معرفة حقيقة ذلك متعززة كما هي متعذرة والإشارة إلى كنه ما هنلك على أرباب الحقائق وأصحاب الدقائق متعسرة ، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه والمعنى أنهم يبصرون إبصاراً غفلة لا إبصار عبرة أو أنهم لا يرون آيات الله في ظلمات كفرهم ولو زالت أبصروها ، وقال الراغب : العشا ظلمة تعرض للعين ،-

ذكر القرطبي الختم على القلب يكون محسوسا كما بينا، ومعنى كما في هذه الآية. فالختم على القلوب: عدم الوعي عن الحق – سبحانه – مفهوم مخاطباته والفكر في آياته. والقلب للإنسان وغيره. وخالص كل شيء وأشرفه قلبه، فالقلب موضع الفكر. وهو في الأصل مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبا إذا رددته على بداءته. وقلبت الإناء: رددته على وجهه. ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان، لسرعة الخواطر إليه، ولترددها عليه , وقال القرطبي القلب قد يعبر عنه بالفؤاد والصدر، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [الفرقان: 32] وقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1] يعني في الموضعين قلبك. وقد يعبر به عن العقل، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أي عقل، لأن القلب محل العقل في قول الأكثرين. والفؤاد محل القلب، والصدر محل الفؤاد، والله أعلم

الخلاصة

فالنضرة للقلب عند المفسرين مختلفة جدا , ولكن لم يؤكد احدا منهم انها تلك المضخة التي في الصدر ولكنهم ذكروها كجزء من المعاني التي قد تأتي بها هذه الكلمة

 

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)البقرة مختصر اقوال المفسرين

لم يخرج راي المفسرين عن قولين (وقيل : من الشرب حقيقة ، وذلك أن السدي نقل أن موسى عليه السلام برد العجل بالمبرد ورماه في الماء وقال لهم : اشربوا فشربوا جميعهم فمن كان يحب العجل خرجت برادته على شفتيه ) و(حب العجل والمعنى: جعلت قلوبهم تشربه، وهذا تشبيه ومجاز عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم )

الخلاصة

هنا المقصود به هو ثبات عقيدة العجل في نفوسهم وعقلهم الباطني والفعال وليست هناك اي اشارة الى القلب الدموي او مكان حدوث الفعل والله اعلم

 

في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10 البقرة

مختصر اقوال المفسرين

والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم. وذلك إما أن يكون شكا ونفاقا، وإما جحدا وتكذيبا ولم اجد هنا معنى للقلب الدموي لا بل اعتبر المرض ( أي شك ونفاق وأصل المرض الضعف والخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان وسمي الشك في الدين والنفاق مرضاً لأنه يضعف الدين كالمرض يضعف البدن ) واحسن من تكلم بذلك الالوسي (ضعف القلب وفتوره كما قاله غير واحد ويطلق مجازا على ما يعرض المرء مما يخل بكمال نفسه كالبغضاء والغفلة وسوء العقيدة والحسد وغير ذلك من موانع الكمالات المشابهة لإختلال البدن المانع عن الملاذ والمؤدية إلى الهلاك الروحاني الذي هو أعظم من الهلاك الجسماني والمنقول عن إبن مسعود وإبن عباس ومجاهد وقتادة وسائر السلف الصالح حمل المرض في الآية على المعنى المجازي ولا شك أن قلوب المنافقين كانت ملأى من تلك الخبائث التي منعتهم مما منعتهم وأوصلتهم إلى الدرك الأسفل من النار ولا مانع عند بعضهم أن يحمل المرض أيضا على حقيقته الذي هو الظلمة ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) .

الخلاصة

ولم تحدد فيها القلوب الا كجزء من العمل التفكيري للدماغ

 

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة

مختصر اقوال المفسرين

بمراجعة اقوال المفسرين السابقين نجد انهم اكدوا على امرين وهي ان القلوب قد تقسوا وسبب قسوتها هو تجاهل الآيات العظيمة والقسوة قورنت بالحجارة

وثانيهما هو ان القلب هنا لا يقصد به القلب الدموي فلا نجد قلوب هؤلاء متحجرة لو فتحنا صدورهم (والقسوة والقساوة توصف بها الأجسام وتوصف بها النفوس المعبر عنها بالقلوب فالمعنى الجامع للوصفين هو عدم قبول التحول عن الحالة الموجودة إلى حالة تخالفها . وسواء كانت القساوة موضوعة للقدر المشترك بين هذين المعنيين الحسي والقلبي وهو احتمال ضعيف أم كانت موضوعة للأجسام حقيقة واستعملت في القلوب مجازا وهو الصحيح فقد شاع هذا المجاز حتى ساوى الحقيقة)

الخلاصة

هنا نقول ان القلب اريد به النفس والطبيعة او التكوين النفسي السيكولوجي للمخاطبين .

 

وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ( البقرة 88 )

 

مختصر اقوال المفسرين

معظم ما جاء ممكن ان نجمعه بما ذكره القرطبي (({وَقَالُوا} يعني اليهود. قوله تعالى: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} بسكون اللام جمع أغلف، أي عليها أغطية. وهو مثل قوله: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [فصلت: 5] أي في أوعية. قال مجاهد: “غلف” عليها غشاوة. وقال عكرمة: عليها طابع. وحكى أهل اللغة غلفت السيف جعلت له غلافا، فقلب أغلف، أي مستور عن الفهم والتمييز. وقرأ ابن عباس والأعرج وابن محيصن “غلف” بضم اللام. قال ابن عباس: أي قلوبنا ممتلئة علما لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره. وقيل: هو جميع غلاف. مثل خمار وخمر، أي قلوبنا أوعية للعلو فما بالها لا تفهم عنك وقد وعينا علما كثيرا!))

الخلاصة

اي ليس المقصود هنا القلب الدموي ولا اغلفته المسماة شغاف القلب ( بريكارديم ) ولا توجد اي اشارة لذلك وسنرى كيف ان كانت القلوب هي مراكز الادمغه فهي ممكن ان تكون لها اغلفه ماديه تؤثر وتتاثر بالايمان

قلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة

 

مختصر اقوال المفسرين

معظم المفسرين اعتمدوا القلب هنا بمعنى النفس وما به الحفظ والفهم، والعرب تطلق القلب على هذا الأمر المعنوي نحو {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} ، ببيان محل الوحي وآخرين قالوا: وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف. ، او إن أريد به الروح . ومدار الفهم والحفظ . وإن أريد به العضو ، وأكثر الأمة على أنه أنزل القرآن عليه لا على قلبه إلا أنه خص القلب بالذكر لأجل أن الذي نزل به ثبت في قلبه حفظاً حتى أداه إلى أمته وخص القلب ، ولم يأت عليك ، لأن القلب هو محل العقل والعلم وتلقي الواردات ، أو لأنه صحيفته التي يرقم فيها ، وخزانته التي يحفظ فيها ، أو لأنه سلطان الجسد.

الخلاصة

هذه المعاني كلها لم تخص القلب الدموي ولا تؤكد عليه باي شكل

 

وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)118) بقرة

 

مختصر اقوال المفسرين

والراي تقريرا ,أي تشابهت عقولهم في الأفن وسوء النظر بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال وكذلك” تَشَابَهَتْ قُلُوبهمْ” فِي الْكُفْر وَالْعِنَاد و فِيهِ تَسْلِيَة لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالمراد أن المكذبين للرسل تتشابه أقوالهم وأفعالهم ، فكما أن قوم موسى كانوا أبداً في التعنت واقتراح الأباطيل : تشابهت قلوب مشركي العرب لقلوب اليهود والنصارى فتشابهت قلوبهم في الظلمة والانتكاس، وقيل تشابهت في الكفر والقسوة والتكذيب وطلب المحال

 

إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) النساء

مختصر اقوال المفسرين

{ حصرت } أي ضاقت وهابت وأحجمت ولم يخرج اقوال المفسرين عن هذا الراي حيث ان (المشار اليهم )انفسهم وقلوبهم ضاقت بين امرين لا طاقة لهم به ,وما ذكره المفسرين هو الحالة النفسية للفريق الذي لم يستطع الخروج عن احد امرين صعب عليهم فاحسوا بالضيق النفسي الذي يؤدي الى الضيق التنفسي في الصدر.

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155)النساء

 

مختصر اقوال المفسرين

لم يخرج راي المفسرين عن القولين

: قولهم { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } وذكر القفال فيه وجهين : أحدهما : أن غلفا جمع غلاف والأصل غلف بتحريك اللام فخفف بالتسكين ، كما قيل كتب ورسل بتسكين التاء والسين ، والمعنى على هذا أنهم قالوا قلوبنا غلف ، أي أوعية للعلم فلا حاجة بنا إلى علم سوى ما عندنا ، فكذبوا الأنبياء بهذا القول . والثاني : أن غلفا جمع أغلف وهو المتغطي بالغلاف أي بالغطاء ، والمعنى على هذا أنهم قالوا قلوبنا في أغطية فهي لا تفقه ما تقولون: { بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } .

لذلك فإن حملنا الآية المتقدمة على التأويل الأول كان المراد من هذه الآية أنه تعالى كذبهم في ادعائهم أن قلوبهم أوعية للعلم وبيّن أنه تعالى طبع عليها وختم عليها فلا يصل أثر الدعوة والبيان إليها ، وإن حملنا الآية المتقدمة على التأويل الثاني كان المراد من هذه الآية أنه تعالى كذبهم في ادعائهم أن قلوبهم في الأكنة والأغطية ، ولكن لم يتطرق اي من المفسرين الى الفرق بين الغلف والطبع اي انهم كذبوا بادعائهم وجود اغلفه على القلب بل الصحيح هو التطبع على اساس الاستمرار بالعمل الكفري الذي يصل في النهاية الى الانطباع في العقل البشري كأساس للمعلومات والتحليل للداخل من الاشارات الجديدة ومقياس لها.

 

وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)المائدة

مختصر اقوال المفسرين

راي المفسرين في قوله تعالى { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } [ آية : 7 ] ، يعنى بما فى قلوبهم من الإيمان والشك لا يخفى عليه من خطرات قلوبكم ونيات صدوركم أي: بما تنطوي عليه من الأفكار والأسرار والخواطر و بخفيَّات القلوب فاحذروا أن يطلع من قلوبكم على أمر لا يرضاه، أو يصدر منكم ما يكرهه،

 

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)المائدة

مختصر اقوال المفسرين

{ وجعلنا قلوبهم قاسية } أي : يابسة صلبة لا ينفع فيها الوعظ والتذكير فَبِسَبَبِ جَمِيعِ مَا اقْتَرَفُوهُ مِنْ ذُنُوبٍ وَمَعَاصٍ جَعَلَ اللهُ قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ، فَلاَ يَتَّعِظُونَ بِمَوْعِظَةٍ لِغِلْظَةِ قُلُوبِهِمْ وَقَسْوَتِها ، وَجَعَلَ أَفْهَامَهُمْ فَاسِدَةً ولقائل أن يقولَ : المرادُ بالقلوبِ نفسُ الأشخاص ، وإنما عَبَّر عنهم بالقلوب لأن هذه الأعضاءَ هي محلُّ التحريف قالوا « قسية » ليست من معنى القسوة وإنما هي كالقسي من الدراهم وهي التي خالطها غش وتدليس فكذا القلوب لم تصف للإيمان بل خالطها الكفر والفساد من القسوة وهي الصلابة . اوأنها أبلغ من قاسية يابسة عن الإِيمان والقَسْوَةُ : غَلِظ القَلْب ، ونُبُوُّهُ عن الرِّقَّة والمَوْعِظَة ، وصَلاَبَتُهُ حتى لا ينفعلَ لخَيْرٍ او انها غليظة شديدة بحيث لا تتأثر من الآيات والنذر وحجر قاس أي صلب غير لين يابسة بلا نور. والراي (إنما حرَّفوا لقساوة قلوبهم) هو لإعطاء السببية والذين يقولون انما قست قلوبهم لانهم محرفين فهو الوجه الاخر للسببية.

 

 

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)المائدة

مختصر اقوال المفسرين

هنا في الآية موضعين هما (مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ )(أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )وهذا من الحسد والشرك والنفاق لسوابق الشر التي كانت لهم فحالت دون قبول الإِيمان والحق وإنَّ هؤلاء المنافقين واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر { وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } جملةٌ حالية بمعنى أنه لم يُجَاوِزْ قولُهم أفواهَهم ، إنما نطقوا به غيرَ معتقدين له بقلوِبهم{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } فيه قولان :أحدهما : لم يطهرها من الضيق والحرج عقوبة لهم . والثاني : لم يطهرها من الكفر

 

قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) المائدة

مختصر اقوال المفسرين

التفسير السائد { يا أولي الألباب } أي العقول الخالصة من شوائب النفس او{ يا اولى الالباب } يا ذوى العقول الصافية وهم فى الحقيقة من تخلصت قلوبهم وارواحهم من قشور الابدان والقول الاخص هو ما يعني يا ذوي العقول السليمة

ومعظم المفسرين لم يعطي لها تفسيرا الا من خلال السياق لان المعنى ان الالباب هي العقول راسخ في المعنى

 

قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) المائدة مختصر اقوال المفسرين

{ وتطمئن قلوبنا } : أي تسكن بزيادة اليقين فيها . أي نعاين الآية فيصير إيماننا بالضرورة والمشاهدة ، فلا تعرض لنا الشكوك التي تعرض في الاستدلال ي : إنَّا وإنْ عَلِمْنَا قُدْرةَ الله تعالى بالدَّليل ، ولكنَّا إن شاهدنا نُزُولَ هذه المَائِدة ازداد اليقين ، وقويت الطُّمَأنِينَةُ { وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا } ، أي : تسكُنَ فِكرُنَا في أمرك بالمعايَنَةِ لأَمْرٍ نازلٍ من السماء بأعيننا او تطمئن إِلى أن الله تعالى قد اختارنا أعواناً لك

 

لَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) الانعام

مختصر اقوال المفسرين

لم يخرج راي المفسرين عن ان { ولكن قَسَتْ } ، يعنى جفت { قُلُوبُهُمْ } ، فلم تلن ولكن يبست وجفت قلوبهم ولو كان فى قلوبهم رقة وخوف لتضرعوا واللين هنا لين العاطفه ولين العقل والتفاهم.

 

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الانعام

مختصر اقوال المفسرين

لم يخرج قول المفسرين على معنى الختم على القلب عن معنى الختم على الوعي والادراك العقلي { وختم على قلوبكم } بان غطى عليها ما يزول به عقلكم وفهمكم بحيث تصيرون مجانين وختم على قلوبكم فطبع عليها، حتى لا تفقهوا قولا ولا تبصروا حجة، بما يحجبها عن الإدراك.

 

وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25)

مختصر اقوال المفسرين

أكنة جمع كنان ، وهو الغطاء ، وأن يفقهوه في موضع مفعول من أجله تقديره : كراهة أن يفقهوه ومن هؤلاء المشركين من يستمع إليك القرآن -أيها الرسول-، فلا يصل إلى قلوبهم; لأنهم بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية; لئلا يفقهوا القرآن، يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئاً ، كمثل البهيمة التي تسمع النداء ولا تدري ما يقال لها . وقد حرمناهم بسبب ذلك من الانتفاع بعقولهم وأسماعهم ، كأن عقولهم في أغطية تحجب عنهم الإدراك الصحيح ، { على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } وهذا تمثيلٌ مُعرِبٌ عن كمال جهلهم بشؤون النبي عليه الصلاة والسلام وفرطِ نُبُوَّة قلوبهم عن فهم القرآن الكريم ومجِّ أسماعِهم له إنما يسمع صوتك وقراءَتك وكلامك، ولا يعقل عنك ما تقول، ومجمل القول يدور عن الادراك والعقل وسنرى كيفية حدوث الحجب والأكنة على عقول الناس ولم اجد اي معنى يدور حول القلب الدموي.

 

وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام/110]

مختصر اقوال المفسرين

{ ونقلب أفئدتهم } فلا تعي ولا تفهم أي نطبع عليها ونصدها عن الفهم فلا يفهمون الأفْئِدة : جمع فؤاد وهو القلب ، ويُطلق على العقل . وقال الراغب : « الفؤاد كالقلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتُبِرَ به معنى التَّفَؤُّد أي التوقُّد يقال : فَأَدْتُ اللحم : شَوَيْتُه ومنه لحم فئيد أي مَشْويٌّ ، وظاهر هذا أن الفؤاد غير القلب ويقال له فُؤاد بالواو الصريحة ، وهي بدلٌ من الهمزة لأنه تخفيفٌ قياسيٌّ وبه يَقْرأ ورش فيه وفي نظائره ، وصلاً ووقفاً ، وحمزة وقفاً ، ويُجْمع على أفئدة ، وهو جمعٌ منقاس نحو غُراب وأغْرِبة ، ويجوز أفْيدة بياء بعد الهمزة ، وقرأ بها هشام في سورة إبراهيم ونحول بينهم وبين الأيمان لو جاءتهم كل آية كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وذكر شيخ الإسلام أن هذا التقليب ليس مع توجه الأفئدة والأبصار إلى الحق واستعدادها له بل لكما نبوها عنه وإعراضها بالكلية ولذلك أخر ذكره عن ذكر عدم إيمانهم إشعاراً بأصالتهم في الكفر وحسماً لتوهم أن عدم إيمانهم ناشئ من تقليبه تعالى مشاعرهم بطريق الإجبار . ، والتقلب والقلب واحد ، وهو تحويل الشيء عن وجهه ، ومعنى تقليب الأفئدة والأبصار

 

وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام

مختصر اقوال المفسرين

اعتمد معظم المفسرين على اعتبار(الأفئدة جمع فؤاد ، مثل غراب وأغربة)بمعنى نفس وذات الشخص دون الإشارة الى اعطاء معنى لفظي بل اعتمدوا على السياق والبعض الاخر اعتمده على اساس القلب والمعنى أن قلوب الكفار تميل إلى زخرف القول وباطله وتحبه وترضى به اي ان قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة لَتستمع الى ذلك الخداع والقول المموَّه بالباطل فهؤلاء يحصُرون همَّهم كلّه في الدينا ، ويعتقدون أن الحياة هي الدنيا فقط ، ولتميل إليه قلوب من على شاكلة أولئك العتاة الذين لا يذعنون للآخرة .

 

كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الاعراف

مختصر اقوال المفسرين

{ فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ } أي شك منه ، كقوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ } [ يونس : 94 ] وسمى الشك حرجاً ، لأن الشاك ضيق الصدر حرجه ، كما أن المتيقن منشرح الصدر منفسحة . أي لا تشكّ في أنه منزل من الله ، ولا تحرج من تبليغه لأنه كان يخاف قومه وتكذيبهم له وإعراضهم عنه وأذاهم ، فكان يضيق صدره من الأداء ولا ينبسط له فأمّنه الله ونهاه عن المبالاة بهم ومعناه : نَفْيُ الحَرَج عنه صلى الله عليه وسلم أي : لا يضيقُ صَدْرُكَ ألاَّ يؤمنوا به والمرادُ الصَّأدِرُ منه مبالغةً في النَّهْيِ عن ذلك كأنَّهُ قيل : لا تتعاطى أسباباً ينشأ عنها حرج و « الحرج » ها هنا يعم الشك والخوف والهم وكل ما يضيق الصدر ، وبحسب سبب الحرج يفسر الحرج ها هنا ، وتفسيره بالشك قلق وأصله الضيق واستعماله في ذلك مجاز كما في «الأساس» علاقته اللزوم فإن الشاك يعتريه ضيق الصدر كما أن المتيقن يعتريه انشراحه وانفساحه . والقرينة المانعة هو امتناع حقيقة الحرج والضيق من الكتاب وإن جوزتها فهو كناية . في هذا نرى ان المفسرين اعتبروا حرج الصدر هو الحالة النفسية التي يشعر بها من تضايق لأي سبب اي الضيق الشعوري النفسي الذي ليس له اي علاقه بذات الصدر او القلب .

 

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الاعراف

مختصر اقوال المفسرين

من المفسرين من قال انها في اهل الجنة,( وَيَنْزِعُ اللهُ مَا فِي صُدُورِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ حِقْدٍ وَضَغِينَةٍ وَحَسَدٍ ، فَيُصْبِحُونَ مُتَحَابِّينَ ، وَتَجْرِي الأَنْهَارُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمْ فِي أَرْضِ الجَنَّةِ ،) هذا إخبار من اللَّه عز وجل أنه ينقي قُلُوبَ ساكني الجنة من الغِلِّ ، والحِقْدِ ، وذلك أن صاحب الغل مُعَذَّبٌ به ، ولا عذاب في الجَنَّةِ . أي: من حسد وبغضاء، كما جاء في الصحيح للبخاري، من حديث قتادة، عن أبي المتوكِّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا خلص المؤمنون من النار حُبِسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة؛ فوالذي نفسي بيده، إن أحدهم بمنزله في الجنة أدلّ منه بمسكنه كان في الدنيا” وقوله الحق او هو في الدنيا ({ وَنَزَعْنَا } الحقد من صدورهم لطفاً بهم ، أو انتزاعه من لوازم الإيمان الذي هدوا إليه ، وهو أحقاد الجاهلية ، أو لا تحاقد ولا عداوة بعد الإيمان ).

: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } ينطبق- أيضا- على أهل الاجتهاد الذين اجتهد كل منهم في الدنيا ، واختلفوا ، هؤلاء يبعثون يوم القيامة وليس في صدر أحدهم غل ولا حقد . لذلك تجد سيدنا الإِمام عليًّا -كرم الله وجهه- حين يقرأ هذه الآية يقول : « اللهم اجعلني أنا وعثمان وطلحة والزبير من هؤلاء » . لأن هؤلاء هم الذين وقع بينهم الخلاف في مسألة الخلافة ، وكل منهم صحابي ومبشر بالجنة ، فإن كانت النفوس قد دخلت فيها أغيار ، فإياكم أن تظنوا أن هذه الأغيار سوف تصحبكم في دار الجزاء في الآخرة؛{ ونزعنا } النزع قلع الشيء عن مكانه { ما في صدورهم } قلوبهم { من غل } وهو الحقد الكامن والبغض المختفي في الصدور أي تخرج من قلوبهم اسباب الحقد الذى كان لبعضهم في حق بعض في الدنيا فان ذلك الحقد انما نشأ من التعلق بالدنيا وما فيها وبانقطاع تلك العلاقة { ونزعنا } أي بما لنا من العظمة التي لا يعجزها شيء { ما } كان في الدنيا { في صدورهم من غل } أي ضغينة وحقد وغش من بعضهم على بعض يغل ، أي يدخل بلطف إلى صميم القلب ، ومن الغلول ، وهو الوصول بالحيلة إلى الذنوب الدقيقة ، ويقال : غل في الشيء وتغلغل فيه – إذا دخل فيه بلطافة كالحب يدخل في صميم الفؤاد ، حتى أن صاحب الدرجة السافلة لا يحسد صاحب العالية .

والمعنى كما نرى هو تربيه نفسيه للمؤمنين ان لا يكون في انفسهم حقد وغل على اخوانهم في الايمان في الدنيا وسعيا الى رضاء الله للوصول الى الجنة.

 

 

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) الاعراف

 

مختصر اقوال المفسرين

ونجعل على قلوبهم غشاوة حتى لا يعوا ما يقال لهم ولا يفهموا ما يراد بهم حتى يهلكوا كما هلك الذين من قبلهم وكأنه قال يغفلون عن الهداية ونطبع على قلوبهم ونختم على قلوبهم، فلا يدخلها الحق، ولا يسمعون موعظة ولا تذكيرًا .ونطبع : أي نختم ، ونختم عليها بالشقاوة في قوله تعالى : { فَهُم لاَ يَسْمَعُونَ } أي لا يقبلون ، كما قال في الصلاة ، سمع الله لمن حمده ، أي قبل الله ممن حمده ونختم على قلوبهم { فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ } موعظة ولا تذكيرًا لا يلزم أن يكون المخاطبون موصوفين بالطبع ولا بد وهم وإن كانوا كفاراً ومقترفين للذنوب فليس الطبع من لوازم الاقتراف البتة إذ هو التمادي على الكفر والإصرار والغلو في التصميم حتى يكون الموصوف به ميؤوسا من قبوله للحق فلا يؤمن أبدا أي: إذا نبههم اللّه فلم ينتبهوا، وذكرهم فلم يتذكروا، وهداهم بالآيات والعبر فلم يهتدوا، فإن اللّه تعالى يعاقبهم ويطبع على قلوبهم، فيعلوها الران والدنس، حتى يختم عليها، فلا يدخلها حق، ولا يصل إليها خير، ولا يسمعون ما ينفعهم، ولا يرد الله سبحانُه وتعالى للناس بهذا التحذير الشديد ان يعيشوا خائفين قلقين ، كلا ، بل يطلب منهم اليقظة ومراقبة النفس والعظة من تجارب البشر .

 

تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الاعراف

 

مختصر اقوال المفسرين

وَهَكَذَا يَطْبَعُ اللهُ وَيَخْتِمُ عَلَى قُلُوبِ الكَافِرينَ فَلا تَتَفَتَّحُ لِلإِيمَانِ فلا تلين شكيمتهم بالآيات والنذر ومثل خَتْمِ الله على قلوب هؤلاء الكافرين المذكورين يختم الله على قلوب الكافرين بمحمد صلى الله عليه وسلم { كذلك } أي مثلَ ذلك الطبعِ الشديدِ المُحكَم { يَطْبَعُ الله على قُلُوبِ الكافرين } أي من المذكورين وغيرهم فلا يكاد يؤثر فيها الآياتُ والنذرُ ، وفيه تحذير للسامعين ، وإظهارُ الاسم الجليلِ بطريق الالتفاتِ لتربية المهابة وإدخالِ الروعة } يعني كما طبع الله على قلوب كفار الأمم الخالية وأهلكهم كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين الذين كتب الله عليهم أنهم لا يؤمنون من قومك . والطبع – كما قلنا – هو الختم؛ لأن قلوبهم ممتلئة بالضلال؛ لذلك يعلنون التكذيب للرسول . والطبع والختم والرين والكنان والغشاوة والصد والمنع واحد كما سلف أي كل من يغطي ما أعطاه الله من نور العقل بما تدعوه إليه نفسه من الهوى عريقاً في الاتصاف بذلك فيترك آيات الله .

 

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف

مختصر اقوال المفسرين

{ لهم قلوب لا يفقهون بها } لا يعقلون بها الخير والهدى أي : لا يفقهون بها الآيات الهادية إلى الكمالات مع أن دلائل الإيمان مبثوثة في ثنايا الكون تدركها القلوب المتفتحة ، والبصائر المستنيرة .

وأريد بالقلب اللطيفة الإنسانية ، وبالفقه الفهم وهو المعنى اللغوي له{ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } كما يفقه غيرهم بعقولهم

من هذا نرى ان المفسرين لم يخرجوا عن ان القلب هو مثل السمع والبصر وجعلوه جهة التفكر والنظر والوعي

 

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الانفال

مختصر اقوال المفسرين

{ ولتطمئن به قلوبكم } فيزول ما بها من الوجل لقلتكم وَلِتَطْمَئِنَّ بالبشرى و بالملائكة ولتسكن بهذا الإِمداد قلوبكم ، ويزول عنكم الخوف ، وتهاجموا أعداءكم بنفوس لا يداخلها الإِحجام أو التردد

والقلب هنا ذات الانسان ووعيه

 

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)الانفال

مختصر اقوال المفسرين

اهتم المفسرين بالوجل ولم يلتفوا الى القلب في المعنى واعطوه معنى على السياق يدل على الذات او العقل او التفكير واهم المعاني التي اعطيت هي { الذين إذا ذُكر الله وَجَلتْ قلوبُهم } ؛ خافت واقشعرت لذكره؛ استعظاماً له وهيبة من جلاله ، وقيل : هو الرجل يهم بالمعصية فقال له اتق الله ، فينزع عنها خوفاً من عقابه ، إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تجد قشعريرة؟ قلت : بلى . قال : فادع عندها فإن الدعاء يستجاب عند ذلك .

وذكر القلب بمعنى الجسم(. نظم الدرر – (ج 3 / ص 334) { وجلت } أي خافت خوفاً عظيماً يتخلل صميم عظامهم ويجول في سائر معانيهم وأجسامهم { قلوبهم } أي بمجرد ذكره استعظاماً له.

 

اذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)الانفال

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)الانفال

مختصر اقوال المفسرين

{ وليَرِبطَ على قلوبكم ويُثبتَ به الأقدام } أي؛ وليربط على قلوبكم بالوثوق على لطف وزوال ما وسوس إليهم الشيطان ، وذهاب الكسل عنها . وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال ويجوز أن يكون للربط ، لأن القلب إذا تمكن فيه الصبر والجراءة ثبتت القدم في مواطن القتال .

او باستيلائهم على الماء . . ولا شك أن وجود الماء في حوزة المحاربين يزيدهم قوة على قوتهم ، وثباتاً على ثباتهم ، أما فقده فإنه يؤدى إلى فقد الثقة والاطمئنان إن لفظة على ليست بصلة لأنها تفيد الاستعلاء فيكون المعنى : أن القلوب امتلأت من ذلك الربط حتى كأنه علا عليها وارتفع فوقها فشبهها بجراب مليء شيئاً ثم ربط رأسه حتى لا يخرج من ذلك الذي فيه شيء ، وأعاد اللام إشارة إلى أنه المقصد الأعظم وما قبله وسيلة إليه وعطف عليه بغير لام لازمه من التثبيت فقال : { ويثبت به } أي بالربط بالمطر { الأقدام* }

نرى هنا ان المعنى يدور حول الحالة النفسية للصحابة قبل المعركة وقد يكون التثبيت الرباني لهم والذي اثر على نتيجة المعركة كان بسبب حالة التطمين مع تغيرات اخرى سنذكرها لاحقا ان شاء الله

 

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الانفال

أن الله أوحى للملائكة أن تودع في نفوسكم أنى معكم بالتأييد والنصر ، قائلاً لهم : قووا قلوب الذين آمنوا وأذعَنوا للحق وجاهدوا في سبيل الله ، وسأجعل الرعب يستولى على قلوب المشركين ، فيفزعون هم دونكم ،

{ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب } وهذا من النعم الجليلة ، وذلك لأن أمر النفس هو القلب فلما بين الله تعالى أنه ربط قلوب المؤمنين بمعنى أنه قواها وأزال الخوف عنها ذكر أنه ألقى الرعب والخوف في قلوب الكافرين فكان ذلك من أعظم نعم الله تعالى على المؤمنين .

 

 

لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ

 

مختصر اقوال المفسرين

هو الرجل يحلف على الشيء يرى أنه صادق وهو كاذب فذاك اللغو لا يؤاخذكم به ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم قال : يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فذاك الذي لا يؤاخذ به والمعنى العام هو ان الانسان يضمر شئ في نفسه ويضهر على لسانه سئا آخر والقلب هنا ما يضمر في النفس.

 

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)البقرة

مختصر اقوال المفسرين

والألباب: العقول وأولو الألباب: أصحاب العقول { وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ } يقول: واتقوا عقابي، ونكالي، وعذابي، لمن خالفني ولم يأتمر بأمري، يا ذوي العقول والأفهام. فإن قضية اللب خشية الله تعالى وتقواه وحثهم على التقوى , وأُوْلِي الالْبَـابِ} المراد به العقلاء الذين يعرفون العواقب ويعلمون جهات الخوف ، فإذا أرادوا الإقدام على قتل أعداءهم ، وعلموا أنهم يطالبون بالقود صار ذلك رادعاً لهم لأن العاقل لا يريد إتلاف غيره بإتلاف نفسه فإذا خاف ذلك كان خوفه سبباً للكف والامتناع ، إلا أن هذا الخوف إنما يتولد من الفكر الذي ذكرناه ممن له عقل يهديه إلى هذا الفكر فمن لا عقل له يهديه إلى هذا الفكر لا يحصل له هذا الخوف والألباب جمع لب، ولب كل شيء: خالصه، ولذلك قيل للعقل: لب . يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ فصاحب اللب – وهو العقل – هو الذي يتذكر فلا ينسى ، ويتنبه فلا يغفل ، ويعتبر فلا يلج في الضلال . . وهذه وظيفة العقل . . وظيفته أن يذكر موحيات الهدى ودلائله؛ وأن ينتفع بها فلا يعيش لاهياً غافلاً . قال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل. قال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمْرٌ يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله، ومما يبين ذلك، أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا ذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفًا في أمر دنياه، عالمًا بأمر دينه، بصيرًا به، يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا، فالحكمة: الفقه في دين الله.

 

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) آل عمران

مختصر اقوال المفسرين

واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم: إذ كنتم -أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداء، فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله، وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض، فأصبحتم -بفضله- إخوانا متحابين فآخى به بينكم ، وألف به بينكم . أما والله الذي لا إله إلا هو أن الألفة لرحمة ، وأن الفرقة لعذاب وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض, إذْ كُنْتُمْ” قَبْل الْإِسْلَام “أَعْدَاء فَأَلَّفَ” جَمَعَ “بَيْن قُلُوبكُمْ” { فألف بين قلوبكم } يعني بالإسلام وبنبيّه عليه الصلاة والسلام و أحوالهم فإنهم قبل الإسلام كان يحارب بعضهم بعضاً ويبغض بعضهم بعضاً فلما أكرمهم الله تعالى بالإسلام صاروا إخواناً متراحمين متناصحين وصاروا إخوة في الله

الخلاصة

 

ومن هذا فلم اجد اي اشارة الى القلب الدموي او ان المقصود هو جسم القلب.

 

 

هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( آل عمران 119)

مختصر اقوال المفسرين

إن الله مطَّلِع على ما تخفي الصدور, وسيجازي كلا على ما قدَّم . أى محيط بما خفى فيها ، ومطلع على ما يبيته هؤلاء المنافقون للمسلمين وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ } من العداوة والغيظ ، { أَكْبَرُ } أعظم إن الحق يعلمنا أنه عليم بذات الصدور ، أي بالأمور التي تطرأ على الفكر يعني بذلك: إن الله ذو علم بالذي في صدور هؤلاء وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُم أَكْبَرُ . و مما بدا ترسم صورة قوية للغيظ الكظيم الذي كانوا يضمرونه للإسلام والمسلمين ، وللشر المبيت ، وللنوايا السيئة التي تجيش في صدورهم . أي : وقل لهم : إن الله عليم بما هو أخفى مما تخفونه والمراد بذات الصدور الخواطر القائمة بالقلب والدواعي والصوارف الموجودة فيه وقل لهم إن الله عليم بما هو أخفى مما تسرونه بينكم وهو مضمرات الصدور.

 

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)

مختصر اقوال المفسرين

ولتطمئن قلوبكم، وتطيب بوعد الله لكم. ولتسكن قلوبكم به فلا تخافوا كثرة العدو ، بل تقدمون عليه بعزائم ثابتة ، ونفوس قوية . يعني تطمئن إليه قلوبكم وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالها إلا بشارةً لكم وتطيبا لقلوبكم وتطمينا وَلِتَطْمَئِنّ” تَسْكُن “قُلُوبكُمْ بِهِ” فَلَا تَجْزَع مِنْ كَثْرَة الْعَدُوّ أي : بوعده النصرة فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب، بل الأسباب فيها طمأنينة لقلوبكم وَلِتَطْمَئِنَّ } أي : تسكن : { قُلُوبُكُم بِهِ } أي : فلا تجزع من كثرة عدوكم وقلة عددكم

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران

مختصر اقوال المفسرين

والرعب: الفزع من شدة خوف، وفيه لغتان الرعب بسكون العين والرعب بضم العين وقرأه الجمهور بسكون العين وقرأه ابن عامر، والكسائي بضم العين . اي سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة ،سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف يقال رعبه يرعبه أى خوفه أصله من الملء يقال : سيل راعب ، إذا ملأ الأودية . ورعبت الحوض : ملأته{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ } وذلك أن أبا سفيان والمشركين لمّا ارتحلوا يوم أُحد متوجهين نحو مكة انطلقوا حتى إذا بلغوا بعض الطريق ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم، ارجعوا فاسْتَأْصِلُوهم فلمّا عزموا على ذلك قذف الله في قلوبهم الرُّعب حتى رجعوا عما همُّوا به . فمن ولايته ونصره للمؤمنين أنه وعدهم أنه سيلقي في قلوب أعدائهم من الكافرين الرعب ،يقال: رَعَبْته رُعْبا ورُعُبا، فهو مرعوب. ويجوز أن يكون الرعْب مصدرا، والرُّعُب الاسم. وأصله من الملء؛ يقال سيل راعب يملأ الوادي. ورعبت الحوض ملأته. والمعنى: سنملأ قلوب المشركين خوفا وفزعا. اعلم أن هذه الآية من تمام ما تقدم ذكره فانه تعالى ذكر وجوها كثيرة في الترغيب في الجهاد وعدم المبالاة بالكفار ومن جملتها ما ذكر في هذه الآية أنه تعالى يلقي الخوف في قلوب الكفار ولا شك أن ذلك مما يوجب استيلاء المسلمين عليهم.

 

ثمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران/154]

مختصر اقوال المفسرين

والصدور هنا بمعنى الضمائر، والابتلاء: الاختبار، وهو هنا عن أثره، وهو إظهار للناس والحجة على أصحاب تلك الضمائر بقرينة قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} و { ذات الصدور } ما تنطوي عليه من المعتقدات ، هذا هو المراد في هذه الآية . { والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } أى عليم بأسرارها وضمائرها الخفية التي لا تفارقها تفسير الشعراوي وكلمة « ذات الصدور » معناها صاحبة الصدور . وفي الصدر يحرص الإنسان على إخفاء الأمر الذي يحب أن يحتفظ به لنفسه بِحرْص كحرص الصاحب على صاحبه ، كأن الصدر حريص على ألا يسلم ما فيه ، ولكن الله سبحانه وتعالى يفضحهم أمام الناس ، ويفضحهم أمام نفوسهم؛ فقد يجوز أن يكونوا مغشوشين في نفوسهم . فليس كالمحنة محك يكشف ما في الصدور ويصهر ما في القلوب فينفي عنها الزيف والرياء ويكشفها على حقيقتها بلا طلاء . . فهو الابتلاء والاختبار لما في الصدور ليظهر على حقيقته وهو التطهير والتصفية للقلوب فلا يبقى فيها دخل ولا زيف . وهو التصحيح والتجلية للتصور ; فلا يبقى فيه غبش ولا خلل

 

إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) الانفال

مختصر اقوال المفسرين

المقصود بذات الصدور أي : يعلم ما يكون فيها من الخواطر وما يغير أحوالها وكذلك بإيمانكم وكفركم عالم بسرائركم وما تنطوي عليه الأحشاء، فيعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وما يحصل في الصدور من الجراءة والجبن والصبر والجزع.

الخلاصة

المعنى هنا يدور حول الافكار وليس العضو ان كان القلب او الصدر.

 

إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)

مختصر اقوال المفسرين

والذين في قلوبهم مرض أي ضعف في إيمانهم وخلل في اعتقادهم والمرض في القلب كله هو الشك ، وهو مشهور في كلام العرب ، قال الشاعر :

ولا مرضاً أتقيه إني لصائن … لعرضي ولي في الأليّة مفخر.

أي الذين لم تطمئن قلوبهم بالإيمان بعد وبقي فيها شبهة ، قيل : وهم فتية من قريش أسلموا بمكة وحبسهم آباؤهم حتى خرجوا معهم إلى بدر . منهم قيس بن الوليد بن المغيرة . والعاص بن منبه بن الحجاج . والحرث بن زمعة . وأبو قيس بن الفاكه ، فالمرض على هذا مجاز عن الشبهة .

الخلاصة

المعنى واضح فلا يوجد وجع ولا الم في القلب الدموي . والمقصود بالمرض هو الشك والريبة , والقلب هنا بمعنى التفكير , أي ان افكارهم مريضة

 

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) الانفال

مختصر اقوال المفسرين

وألَّفَ بين قلوبهم مع ما كان فيها من زمن الجاهلية من المعصية والضغائن والتهالك على الانتقام ، حتى لا يكاد يأتلف فيهم قلبان ، ثم صاروا كنفس واحدة ,والعرب – لما فيهم من الحمية والعصبية ، والانطواء على الضغينة في أدنى شيء وإلقائه بين أعينهم إلى أن ينتقموا, فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوتهم بسبب اجتماعهم،

واتلاف القلوب هنا معنوي اكيد ولا يوجد دلالة على موقع الفعل , فالتآلف والمحبة ونبذ الضغينة هو المنهى للمعنى .

 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)

مختصر اقوال المفسرين

إن يعلم الله في قلوبكم خيراً أي اسلاماً حقيقياً او إِن يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُمْ خَيْر أي إن علم في قلوبكم إيماناً وتصديقا , واخلاصا

وكانت القصة تتكلم عن اسرى بدر ومنهم العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم , والمعنى الضاهر من كلام المفسرين , ان الكلام عن ما في القلب هو الايمان والصدق.

النضرة العامة لأقوال المفسرين

 

لم يوضح المفسرون بصورة مطلقة وفي كل التفاسير وصفا واضحا للقلب والعقل والفؤاد والالباب , بالرغم من ان القلب واللب متقاربة بالمعنى اللغوي ولكنها مختلفة في الدلالة في كل المواضع لدى المفسرين , ولم يعرف الصدر الا بمعنى التجويف الصدري الملتحق مع التجويف البطني ولم يأخذ المعنى اللغوي ولا مرة واحدة وهو اعلى مقدم كل شيء واوله , وكذلك الافئدة فأخذت كما ذكرنا سابقا اما بمعنى القلب واما بمعنى جزء من القلب او شغافه , او ان القلب جزء من الفؤاد , ومنهم من اعتبرها العقل المدرك , ولم يوضع العقل والدماغ والمخ بالتفصيل لا بل هناك من اعتبرها مترادفة او جعل العقل مكانه المخ او الدماغ , فالقلب عندهم واضح وكذلك الصدر والمخ والقليل من اللبس للفؤاد والدماغ , وهي على ما تعارف عليه العرب في حينها وبأبسط صورها, وكلما اراد المفسرين توضيح آيات تخص القلب واللب والعقل والارادة لم يستطيعوا الوصول الى امر قطعي فيها باستعمال ما تعارف الناس عليه .وكما راينا سابقا .

وبمراجعتي لهذه التفاسير الخاصة بآيات القلب والفؤاد والصدر والعقل ,لم اجد المفسرين قد اعتمدوا المصادر المعروفة في التفسير, ولم يكونوا في حاجة لذلك لانهم عند الذي يبغون , وفي معظمها لم يفسروا القرآن بالقرآن ولا بالحديث ولم يشتمل تفسيرهم كل معاني اللغة المعروفة , بما يخص هذا الموضوع , كما انه ليس لديهم المعلومات الطبية المعتبرة الكافية لوضع اسس يعتمدون عليها لتفسير المصحف , فمعظم كلام الاطباء يأتي من الفلاسفة , بآرائهم التائهة وتتداخل مع معلوماتهم الطبية الى درجة تضيع معها المعلومات الصحيحة ومما جعل اهل التفسير الصحيح يفضلون الاستغناء عنهم , وللمفسرين الحق في ذلك .

وبالرغم من حيرة بعض المفسرين ,او اختلافهم فهم وضعونا بصورة على اول الطريق الصحيح , واكثرهم وصل الصواب اذا نضرنا لهم من ناحية علمية .

وبمراجعتي لكل التفاسير التي استطعت الوصول اليها (47 تفسير ) لكل الآيات المذكورة عن القلب والفؤاد وجدت هناك تضاربا كبيرا حولها ولم يستقيم فيها شيء ولو ان الكفة الراجحة تعتبر القلب من الفؤاد او الفؤاد من القلب وانه هو القلب الدموي في صدر الانسان بين رئتيه , ولكن لم يستبعد ان يكون الدماغ او المخ منه هو القلب او ان يكون احدهما يسيطر على الاخر لتكوين الوعي و الارادة

اما الجزم المطلق لاحد الرأيين فغير موجود , ولا يستطيع احد ان يضع كل المعاني في اتجاه واحد والا سيجد تعارض وتضاد والتباس.

لم يذكر احدا ان بعض المخ هو القلب , بينما ذكر ان جزء من الفؤاد هو القلب وجزء من القلب او غلافه هو الفؤاد .

اما العقل فمنهم من قال هو في القلب ومنهم من قال هو في المخ ومنهم من قال هو في المخ ويسيطر عليه القلب.

والخلاصة في ذلك انه لا يوجد اتفاق يجعل المخالف له قد وقع في خطا عظيم او اثم كبير, ولا يوجد هناك أي راي من الآراء مطابقا للعلم الحديث او يمكن الدخول من خلاله الى معلومة مطلقة , وطبعا انا لا اقصد في ذلك القرآن الكريم او السنة النبوية بل ما بني من افكار عند المفسرين وشراح الحديث , وما استطاعوا التوصل اليه بجهدهم البشري , وذلك لا ينتقص من قدرهم ولا يقلل من جدهم فنحن ليس لنا علمهم ولا فقههم.

 

واين القلب

لنبدأ من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الهمداني حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشعبي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ « إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ كالراعي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ.

وهذا الحديث متفق عليه كما ذكرنا سابقا ولا يوجد سوى صورة واحدة تخص القلب , أي الجزء الثاني من الحديث , (وَإِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ).

وهذا الجزء هو الذي سنشير اليه في موضوعنا التالي.

ما نستخلصه من معاني من الحديث هو التالي:

الجسد هو الهدف وليس الروح فالفساد مادي وليس في الاعمال , وقد اكد الرسول صلى الله عليه وسلم فسد الجسد وصلح الجسد .

– هناك جزء في جسم الانسان بحجم مضغة فم الانسان الاعتيادي وهي 4-5 سم مكعب وهو حجم العلك الذي يباع في الاسواق (لبانة ), وهذا الجزء هو المشار اليه في الحديث انه القلب .

– (أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ) جاءت في الحديث الشريف وكأنها تختار من عدة خيارات فاختارت القلب الذي صفاته هو بحجم المضغة وهيئتها واذا فسدت فسد الجسد واذا صلحت صلح الجسد , ولم يقل صلى الله عليه وسلم (الا هي القلب) لكانت تلك الصفات هي للقلب الدموي, ولا مجال للاختيار .

واذا كان كذلك فهل هذا يعني انه هناك اكثر من قلب ؟ وما معنى قوله تعالى (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (4).وهذا يظهر ان القلب واحد وهو اما المعروف لدينا من القلب الدموي او قلب آخر في مكان ما!

القلوب التي في الصدور

 

يقول سبحانه وتعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) , وقد اعتمد معظم المفسرين على هذه الآية لأثبات ما هو القلب , فأشاروا ان القلب هو المضخة الدموية الموجودة في التجويف الصدري , وفيها الوعي , وفيها الادراك والتميز , وقد يعمى الانسان بعمى العيون ولكن يبقى عنده الادراك في القلب الدموي واخذوا ذلك من هذه الآية, والآية بمعناها ان البصر عندهم ولا بصيرة لديهم ووعي في قلوبهم التي هي في صدورهم .

لهذا السبب سوف انقل كل اقوال المفسرين وبالتفصيل ثم نلخص رايهم لمزيد من التوضيح

اقوال المفسرين في هذه الآية

 

الدر المصون في علم الكتاب المكنون – (ج 1 / ص 3506)

 

قوله : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى } الضميرُ للقصةِ . و { لاَ تَعْمَى الأبصار } مُفَسِّرَةٌ له . وحَسَّنَ التأنيثَ في الضمير كونُه وَليَه فِعْلٌ بعلامةِ تأنيثٍ ، ولو ذُكِّر في الكلامِ فقيل : « فإنه » لجازَ ، وهي قراءةٌ مَرْوِيَّةٌ عن عبد الله ، والتذكيرُ باعتبارِ الأمرِ والشأنِ . وقال الزمخشري : « ويجوزُ أن يكون ضميراً مُبْهماً يُفَسِّره » الأبصارُ « وفي » تَعْمَى « راجعٌ إليه » . قال الشيخ : « وما ذكره لا يجوزُ لأن الذي يُفَسِّره ما بعدَه محصورٌ ، وليس هذا واحداً منه : وهو من باب » رُبَّ « ، وفي باب نِعْم وبئس ، وفي باب الإِعمال ، وفي باب البدل ، وفي باب المبتدأ والخبر ، على خلافٍ في بعضها ، وفي باب ضمير الشأن ، والخمسةُ الأُوَلُ تُفَسَّر بمفرد إلاَّ ضميرَ الشأنِ ، فإنه يُفَسَّر بجملةٍ ، وهذا ليس واحداً من الستة » .

قلت : بل هذا من المواضع المذكورةِ ، وهو باب المبتدأ . غايةُ ما في ذلك أنه دَخَلَ عليه ناسخٌ وهو « إنَّ » فهو نظيرُ قولِهم : « هي العروبُ تقول ما شاءَتْ ، وهي النفسُ تتحمَّل ما حَمَلْتْ » وقوله تعالى : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا } [ الأنعام : 29 ] . وقد جعل الزمخشريُّ جميعَ ذلك مِمَّا يُفَسَّر بما بعده ، ولا فرقَ بين الآيةِ الكريمةِ وبين هذه الأمثلةِ إلاَّ دخولُ الناسخِ ولا أثرَ له ، وعَجِبْتُ من غَفْلَةِ الشيخ عن ذلك .

قوله : { التي فِي الصدور } صفةٌ أو بدلٌ أو بيانٌ . وهل هو توكيدٌ؛ لأنَّ القلوبَ لا تكونُ في غير الصدور ، أو لها معنى زائدٌ؟ كما قال الزمخشري : « الذي قد تُعُوْرِف واعتُقِدَ أنَّ العمى في الحقيقة مكانُه البصرُ ، وهو أن تصابَ الحَدَقَةُ بما يَطْمِسُ نورَها ، واستعمالُه في القلبِ استعارةٌ ومَثَلٌ . فلمَّا أُريدَ إثباتُ ما هو خلافُ المعتقدِ مِنْ نسبةِ العمى إلى القلوبِ حقيقةً ، ونفيُه عن الأبصارِ ، احتاج هذا التصويرُ إلى زيادةِ تعيينٍ وفَضْلِ تعريفٍ؛ ليتقرَّرَ أنَّ مكانَ العمى هو القلوبُ لا الأبصارُ ، كما تقولُ : ليس المَضَاءُ للسَّيْفَ ، ولكنه لِلِسانِك الذي بينَ فَكَّيْكَ . فقولُك : » الذي بين فَكَّيْكَ « تقريرٌ لِما ادَّعَيْتَه لِلِسانِه وتثبيتٌ؛ لأنَّ مَحَلَّ المَضاءِ هو هو لا غير ، وكأنَّك قلتَ : ما نَفَيْتُ المَضاءَ عن السيفِ وأثبتَّه لِلِسانِك فلتةً مني ولا سَهواً ، ولكن تَعَمَّدْتُ به إيَّاه بعينه تَعَمُّداً .

وقد رَدَّ الشيخ على أبي القاسم قولَه : » تَعَمَّدْتُ به إياه « وجعل هذه العبارةَ عُجْمَةً من حيث إنه فَصَلَ الضميرَ ، وليس من مواضعِ فَصْلِه ، وكان صوابُه أن يقول : تعمَّدْتُه به كما تقول : » السيفُ ضربتُك به « لا » ضربْتُ به إياك « .

قلت : وقد تقدَّم لك نظيرُ هذا الردِّ والجوابُ عنه بما أُجيب عن قولِه تعالى : { يُخْرِجُونَ الرسول وَإِيَّاكُمْ } [ الممتحنة : 1 ] ، { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ } [ النساء : 131 ] : وهو أنه مع قَصْدِ تقديمِ غيرِ الضميرِ عليه لغرضٍ يمتنعُ اتصالُه ، وأيُّ خطأ في مثل هذا حتى يَدَّعي العُجْمَةَ على فصيحٍ شَهِدَ له بذلك أعداؤُه ، وإن كان مُخْطِئاً في بعضِ الاعتقاداتِ ممَّا لا تَعَلُّقَ له فيما نحن بصدِده؟

وقال الإِمامُ فخر الدين : « وفيه عندي وجهٌ آخرُ : وهو أنَّ القلبَ قد يُجْعَلُ كنايةً عن الخاطرِ والتدبُّرِ ، كقولِه تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لذكرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } [ ق : 37 ] . وعند قومٍ أنَّ محلَّ الذِّكْرِ هو الدماغُ ، فاللهُ تعالى بيَّن أنَّ مَحَلَّ ذلك هو الصدرُ » . وفي محلِّ العقلِ خلافٌ مشهورٌ ، وإلى الأولِ مَيْلُ ابنِ عطية قال : « هو مبالغةٌ كما تقول : نظرتُ إليه بعيني ، وكقوله : يقولون بأَفْواههم » . قلت : وقد أَبْدَيْتُ فائدةً في قوله « بأفواههم » زيادةً على التأكيد .

 

الدر المنثور – (ج 7 / ص 163)

 

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر ، عن ابن دينار قال : أوحى الله إلى موسى عليه السلام ، أن اتخذ نعلين من حديد ، وعصا ثم سح في الأرض ، فاطلب الآثار والعبر ، حتى تحفوا النعلان وتنكسر العصا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فإنها لا تعمى الأبصار } قال : ما هذه الأبصار التي في الرؤوس؟ فإنها جعلها الله منفعة وبلغة ، وأما البصر النافع فهو في القلب . ذكر لنا أنها نزلت في عبد الله بن زائدة يعني ابن أم مكتوم .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو نصر السجزي في الإبانة في شعب الإيمان ، والديلمي ، في مسند الفردوس ، عن عبد الله بن جراد قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – « ليس الأعمى من يعمى بصره ، ولكن الأعمى من تعمى بصيرته » .

 

الكشاف – (ج 4 / ص 298)

 

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

يحتمل أنهم لم يسافروا فحثّوا على السفر؛ ليروا مصارع من أهلكهم الله بكفرهم ، ويشاهدوا آثارهم فيعتبروا . وأن يكونوا قد سافروا ورأوا ذلك ولكن لم يعتبروا ، فجعلوا كأن لم يسافروا ولم يروا . وقرئ : «فيكون لهم قلوب» بالياء ، أي : يعقلون ما يجب أن يعقل من التوحيد ، ويسمعون ما يجب سماعه من الوحي { فَإِنَّهَا } الضمير ضمير الشأن والقصة ، يجيء مذكراً ومؤنثاً ، وفي قراءة ابن مسعود : فإنه . ويجوز أن يكون ضميراً مبهماً يفسره { الأبصار } وفي تعمى ضمير راجع إليه . والمعنى : أنّ أبصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها . وإنما العمى بقلوبهم . أولا يعتدّ بعمى الأبصار ، فكأنه ليس بعمى بالإضافة إلى عمى القلوب . فإن قلت : أي فائدة في ذكر الصدور؟ قلت : الذي قد تعورف واعتقد أنّ العمى على الحقيقة مكانه البصر ، وهو أن تصاب الحدقة بما يطمس نورها . واستعماله في القلب استعارة ومثل ، فلما أريد إثبات ما هو خلاف المعتقد من نسبة العمى إلى القلوب حقيقة ونفيه عن الأبصار ، احتاج هذا التصوير إلى زيادة تعيين وفضل تعريف ، ليتقرّر أنّ مكان العمى هو القلوب لا الأبصار ، كما تقول : ليس المضاء للسيف ولكنه للسانك الذي بين فكيك ، فقولك : «الذي بين فكيك» تقرير لمّا ادّعيته للسانه وتثبيت لأنّ محلّ المضاء هو هو لا غير ، وكأنك قلت : ما نفيت المضاء عن السيف وأثبته للسانك فلتة ولا سهواً مني ، ولكن تعمدت به إياه بعينه تعمداً .

 

المحرر الوجيز – (ج 5 / ص 3)

 

{ أفلم يسيروا في الأرض } أي في البلاد فينظروا في أحوال الأمم المكذبة المعذبة ، وهذه الآية تقتضي أن العقل في القلب وذلك هو الحق ولا ينكر أن للدماغ اتصالاً بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ ، { فتكون } ، نصب بالفاء في جواب الاستفهام صرف الفعل من الجزم إلى النصب ، وقوله { فإنها لا تعمى الأبصار } ، لفظ مبالغة كأنه قال : ليس العمى عمى العين وإنما العمى حق العمى عمى القلب ، ومعلوم أن الأبصار تعمى ولكن المقصد ما ذكرناه ، وهذا كقوله عليه السلام ، « ليس الشديد بالصرعة وليس المسكين بهذا الطواف » والضمير في { فإنها } للقصة ونحوها من التقدير وقوله { التي في الصدور } ، مبالغة كقوله { يقولون بأفواههم } [ آل عمران : 167 ] كما تقول : نظرت إليه بعيني ونحو هذا ،

 

المنتخب – (ج 2 / ص 68)

 

– أيقولون ما يقولون ويستعجلون العذاب ولم يسيروا في الأرض ليشاهدوا بأعينهم مصرع هؤلاء الظالمين المكذبين؟ فربما تستيقظ قلوبهم من غفلتها ، وتعقل ما يجب عليهم نحو دعوة الحق التي تدعوهم إليها ، وتسمع آذانهم أخبار مصارع هؤلاء الكفار فيعتبرون بها ، ولكن من البعيد أن يعتبروا بما شاهدوا أو سمعوا ما دامت قلوبهم متحجرة ، إذ ليس العمى الحقيقي عمى الأبصار ، ولكنه فى القلوب

 

 

البصائر النكت والعيون – (ج 3 / ص 120)

 

قوله عز وجل : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } هذا يدل على أمرين : على أن العقل علم ، ويدل على أن محله القلب .

وفي قوله : { يَعْقِلُونَ بِهَا } وجهان :

أحدهما : يعملون بها ، لأن الأعين تبصر والقلوب تصير .

{ أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي يفقهون بها ما سمعوه من أخبار القرون السالفة .

{ فَإنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدورِ } يحتمل عندي وجهين :

أحدهما : أنها لا تعمى الأبصار عن الهدى ولكن تعمى القلوب عن الاهتداء .

والثاني : فإنها لا تعمى الأبصار عن الاعتبار ولكن تعمى القلوب عن الادّكار .

قال مجاهد : لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه ، وعينان في قلبه لآخرته ، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئاً ، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئاً .

 

بحر العلوم – (ج 3 / ص 166)

 

م قال عز وجل : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الارض } ؛ يعني : أو لم يسافروا في الأرض فيعتبروا . { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } ، يعني : فتصير لهم قلوب بالنظر والعبرة يعقلون بها ، { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الارض } التخويف . { فَإِنَّهَا } ، أي النظرة بغير عبرة؛ ويقال : كلمة الشرك . { لاَ تَعْمَى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ، يعني : العقول التي في الصدور؛ وذكر الصدر للتأكيد .

 

تفسير أبي السعود – (ج 4 / ص 472)

 

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض } حثٌّ لهم أن يُسافروا ليرَوا مصارع المهلَكين فيعتبروا وهمُ وإنْ كانُوا قد سافروا فيها ولكنَّهم حيث لم يُسافروا للاعتبارِ جُعلوا غيرَ مسافرين فحثُّوا على ذلك . والفاءُ لعطفِ ما بعدها على مقدَّرٍ يقتضيه أي أغفِلُوا فلم يسيروا فيها { فَتَكُونَ لَهُمْ } بسبب ما شاهدُوه من موادِّ الاعتبار ومظانِّ الاستبصار { قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } يجب أنْ يُعقل من التَّوحيدِ { أَوْ ءَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } ما يجبُ أنْ يُسمع من الوحيِ أو من أخبارِ الأُممِ المُهلَكة ممَّن يُجاورهم من النَّاسِ فإنَّهم أعرف منهم بحالِهم { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار } الضَّميرُ للقصَّةِ أو مبهمٌ يفسِّرُه الأبصارُ . وفي تعمى ضمير راجعٌ إليه وقد أقيم الظَّاهرُ مُقامَه { ولكن تعمى القلوب التى فِى الصدور } أي ليس الخللُ في مشاعرِهم وإنَّما هو في عقولِهم باتِّباع الهَوَى والانهماكِ في الغَفْلةِ . وذكر الصُّدورِ للتَّأكيدِ ونفيِ تَوهُّمِ التَّجوزِ وفضل التَّنبيه على أنَّ العَمَى الحقيقيَّ ليس المتعارف الذي يختصُّ بالبصر ، قيل : لمَّا نزل قوله تعالى : { وَمَن كَانَ فِى هذه أعمى } قال ابنُ أُمِّ مكتومٍ : يا رسولَ الله ، أنا في الدُّنيا أعمى أفأكونُ في الآخرةِ أعمى؟

 

تفسير ابن كثير – (ج 5 / ص 438)

 

أي: فانظروا (10) ما حل بالأمم المكذبة من النقم والنكال (11) { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي: فيعتبرون بها، { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } أي: ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر، ولا تدري ما الخبر.

 

 

تفسير الألوسي – (ج 13 / ص 83)

 

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الارض } حث لهم على السفر للنظر والاعتبار بمصارع الهالكين هذا إن كانوا لم يسافروا وإن كانوا سافروا فهو حث على النظر والاعتبار ، وذكر المسير لتوقفه عليه ، وجوز أن يكون الاستفهام للإنكار أو التقرير ، وأياً ما كان فالعطف على مقدر يقتضيه المقام ، وقوله تعالى : { فَتَكُونَ لَهُمْ } منصوب في جواب الاستفهام عند ابن عطية . وفي جواب التقرير عند الحوفي وفي جواب النفي عند بعض ، ومذهب البصريين أن النصب بإضمار أن وينسبك منها ومن الفعل مصدر يعطف على مصدر متوهم . ومذهب الكوفيين أنه منصوب على الصرف إذ معنى الكلام الخبر صرفوه عن الجزم على العطف على { يَسِيرُواْ } وردوه إلى أخي الجزم وهو النصب وهو كما ترى . ومذهب الجرمي أن النصب بالفاء نفسها .

وقرأ مبشر بن عبيد { فَيَكُونُ } بالياء التحتية { قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } أي يعلمون بها ما يجب أن يعلم من التوحيد فمفعول { يَعْقِلُونَ } محذوف لدلالة المقام عليه ، وكذا يقال في قوله تعالى : { أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي يسمعون بها ما يجب أن يسمع من الوحي أو من أخبار الأمم المهلكة ممن يجاورهم من الناس فإنهم أعرف منهم بحالهم { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ضمير { فَإِنَّهَا } للقصة فهو مفسر بالجملة بعده ، ويجوز في مثله التذكير باعتبار الشأن ، وعلى ذلك قراءة عبد الله { فَإِنَّهُ } وحسن التأنيث هنا وقوع ما فيه تأنيث بعده ، وقيل : يجوز أن يكون ضميراً مبهماً مفسراً بالإبصار ، وكان الأصل فإنها الابصار لا تعمى على أن جملة { لاَ تَعْمَى } من الفعل والفاعل المستتر خبر بعد خبر فلما ترك الخبر الأول أقيم الظاهر مقام الضمير لعدم ما يرجع إليه ظاهراً فصار فاعلاً مفسراً للضمير . واعترضه أبو حيان بأنه لا يجوز لأن الضمير المفسر بمفرد بعده محصور في أمور وهي باب رب وباب نعم وبئس وباب الأعمال وباب البدل وباب المبتدأ والخبر وما هنا ليس منها . ورد بأنه من باب المبتدأ والخبر نحو { إِنْ هي إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا } [ الانعام : 29 ] ولا يضره دخول الناسخ ، وفيه نظر ، والمعنى أنه لا يعتد بعمى الأبصار وإنما يعتد بعمى القلوب فكأن عمى الأبصار ليس بعمى بالإضافة إلى عمى القلوب ، فالكلام تذييل لتهويل ما بهم من عدم فقه القلب وأنه العمى الذي لا عمى بعده بل لا عمى إلا هو أو المعنى إن أبصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها وإنما العمى بقلوبهم فكأنه قيل : أفلم يسيروا فتكون لهم قلوب ذات بصائر فإن الآفة ببصائر قلوبهم لا بأبصار عيونهم وهي الآفة التي كل آفة دونها كأنه يحثهم على إزالة المرض وينعي عليهم تقاعدهم عنها ، ووصف القلوب بالتي في الصدور على ما قال الزجاج للتأكيد كما في قوله تعالى : { يَقُولُونَ بأفواههم } [ آل عمران : 167 ] وقولك : نظرت بعيني .

وقال الزمخشري : قد تعورف واعتقد أن العمى على الحقيقة مكانه البصر وهو أن تصاب الحدقة بما يطمس نورها واستعماله في القلب استعارة ومثل فلما أريد إثبات ما هو خلاف المعتقد من نسبة العمى إلى القلوب حقيقة ونفيه عن الأبصار احتاج هذا التصوير إلى زيادة تعيين وفضل تعريف ليتقرر أن مكان العمى هو القلوب لا الأبصار كما تقول : ليس المضاء للسيف ولكنه للسانك الذي بين فكيك وهو في حكم قولك : ما نفيت المضاء عن السيف وأثبته للسانك فلتة ولا سهواً مني ولكن تعمدت به إياه بعينه تعمداً .

وهذه الآية على ما قيل نزلت في ابن أم مكتوم حين سمع قوله تعالى : { وَمَن كَانَ فِى هذه أعمى فَهُوَ فِى الاخرة أعمى } [ الإسراء : 72 ] فقال : يا رسول الله أنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى؟ وربما يرجح بهذه الرواية إن صحت المعنى الأول إذ حصول الجواب بالآية عليه ظاهر جداً فكأنه قيل له : أنت لا تدخل تحت عموم { وَمَن كَانَ } الخ لأن عمى الأبصار في الدنيا ليس بعمى في الحقيقة في جنب عمى القلوب والذي يدخل تحت عموم ذلك من اتصف بعمى القلب ، وهذا يكفي في الجواب سواء كان معنى قوله تعالى : { وَمَن كَانَ فِى هذه أعمى فَهُوَ فِى الاخرة أعمى } ومن كان في الدنيا أعمى القلب فهو في الآخرة كذلك أو ومن كان في الدنيا أعمى للقلب فهو في الآخرة أعمى البصر لأنه فيها تبلى السرائر فيظهر عمى القلب بصورة عمى البصر ، نعم في صحة الرواية نظر .

وفي «الدر المنثور» أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أنه قال في هذه الآية : ذكر لنا أنها نزلت في عبد الله بن زائدة يعني ابن أم مكتوم ، ولا يخفى حكم الخبر إذا روى هكذا . واستدل بقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } الخ على استحباب السياحة في الأرض وتطلب الآثار .

وقد أخرج ابن أبي حاتم في كتاب التفكر عن مالك بن دينار قال : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن اتخذ نعلين من حديد وعصا ثم سح في الأرض فاطلب الآثار والعبر حتى تحفى النعلان وتنكسر العصا ، وبقوله تعالى : { فَتَكُونُ } الخ على أن محل العقل القلب لا الرأس ، قاله الجلال السيوطي في أحكام القرآن العظيم .

وقال الإمام الرازي : في الآية دلالة على أن العقل هو العلم وعلى أن محله هو القلب ، وأنت تعلم أن كون العقل هو العلم هو اختيار أبي إسحق الاسفرائيني واستدل عليه بأنه يقال لمن عقل شيئاً علمه ولمن علم شيئاً عقله ، وعلى تقدير التغاير لا يقال ذلك وهو غير سديد لأنه إن أريد بالعلم كل علم يلزم منه أن لا يكون عاقلاً من فاته بعض العلوم مع كونه محصلاً لما عداه وإن أريد بعض العلوم فالتعريف غير حاصل لعدم التمييز وما ذكر من الاستدلال غير صحيح لجواز أن يكون العلم مغايراً للعقل وهما متلازمان . وقال الأشعري : لا فرق بين العقل والعلم إلا في العموم والخصوص والعلم أعم من العقل فالعقل إذاً علم مخصوص فقيل : هو العلم الصارف عن القبيح الداعي إلى الحسن وهو قول الجبائي ، وقيل : هو العلم بخير الخيرين وشر الشرين وهو قول لبعض المعتزلة أيضاً ولهم أقوال أخر ، والذي اختاره القاضي أبو بكر أنه بعض العلوم الضرورية كالعلم باستحالة اجتماع الضدين وأنه لا واسطة بين النفي والإثبات وأن الموجود لا يخرج عن أن يكون قديماً أو حادثاً ونحو ذلك . واحتج إمام الحرمين على صحة ذلك وإبطال ما عداه بما ذكره الآمدي في ابكار الأفكار بما له وعليه . واختار المحاسبي عليه الرحمة أنه غزيرة يتوصل بها إلى المعرفة ، ورد بأنه إن أراد بالغريزة العلم لزمه ما لزم القائل بأنه العلم وإن أراد بها غير العلم فقد لا يسلم وجود أمر وراء العلم يتوصل به إلى المعرفة .

وقال صاحب القاموس بعد نقل عدة أقوال في العقل : والحق أنه نور روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية ، ولعلنا نحقق ذلك في موضع آخر إن شاء الله تعالى ، ثم ان في محلية القلب للعلم خلافاً بين العقلاء فالمشهور عن الفلاسفة أن محل العلم المتعلق بالكليات والجزئيات المجردة النفس الناطقة ومحل العلم المتعلق بالجزئيات المادية قوى جسمانية قائمة بأجزاء خاصة من البدن وهي منقسمة إلى خمس ظاهرة وخمس باطنة وتسمى الأولى الحواس الظاهرة والثانية الحواس الباطنة وأمر كل مشهور .

وزعم بعض متفلسفة المتأخرين أن المدرك للكليات والجزئيات إنما هو النفس والقوى مطلقاً غير مدركة بل آلة في إدراك النفس وذهب إليه بعض منا . وفي أباكر الأفكار بعد نقل قولي الفلاسفة وأما أصحابنا فالبنية المخصوصة غير مشترطة عندهم بل كل جزء من أجزاء بدن الإنسان إذا قام به إدراك وعلم فهو مدرك عالم ، وكون ذلك هما يقوم بالقلب أو غيره مما لا يجب عقلا ولا يمتنع لكن دل الشرع على القيام بالقلب لقوله تعالى : { إِنَّ في ذلك لذكرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } [ ق : 37 ] وقوله سبحانه : { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } وقوله عز وجل { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [ محمد : 24 ] انتهى ، ولا يخفى أن الاستدلال بما ذكر على محلية القلب للعلم لا يخلو عن شيء ، نعم لا ينكر دلالة الآيات على أن للقلب الإنساني لما أودع فيه مدخلاً تاماً في الإدراك ، والوجدان يشهد بمدخلية ما أودع في الدماغ في ذلك أيضاً ، ومن هنا لا أرى للقول بأن لأحدهما مدخلاً دون الآخر وجهاً ، وكون الإنسان قد يضرب على رأسه فيذهب عقله لا يدل على أن لما أودع في الدماغ لا غير مدخلاً في العلم كما لا يخفى على من له قلب سليم وذهن مستقيم فتأمل .

تفسير التستري – (ج 1 / ص 347)

 

قوله تعالى : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور } [ 46 ] قال : أليس من نور بصر القلب يغلب الهوى والشهوة ، فإذا عمي بصر القلب عما فيه غلبت الشهوة وتواترت الغفلة ، فعند ذلك يصير البدن متخطياً في المعاصي غير منقاد للحق بحال .

تفسير السعدي – (ج 1 / ص 540)

 

ولهذا دعا الله عباده إلى السير في الأرض، لينظروا، ويعتبروا فقال: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ } بأبدانهم وقلوبهم { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } آيات الله ويتأملون بها مواقع عبره، { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أخبار الأمم الماضين، وأنباء القرون المعذبين، وإلا فمجرد نظر العين، وسماع الأذن، وسير البدن الخالي من التفكر والاعتبار، غير مفيد، ولا موصل إلى المطلوب، ولهذا قال: { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } أي: هذا العمى الضار في الدين، عمى القلب عن الحق، حتى لا يشاهده كما لا يشاهد الأعمى المرئيات، وأما عمى البصر، فغايته بلغة، ومنفعة دنيوية.

 

تفسير الشعراوي – (ج 1 / ص 6057)

 

السَّيْر : قَطْع مسافات من مكان إلى آخر ، ويسمونه السياحة ، والحق سبحانه يدعو عباده إلى السياحة في أنحاء الأرض؛ لأن للسياحة فائدتين :

فإما أنْ تكون سياحة استثمارية لاستنباط الرزق إنْ كنتَ في مكان يضيق بك العيش فيه ، كهؤلاء الذين يسافرون للبلاد الأخرى للعمل وطلب الرزق .

وإما أن تكون سياحة لأَخْذ العبرة والتأمل في مخلوقات الله في مُلْكه الواسع ليستدل بخَلْق الله وآياته على قدرته تعالى.

والسياحة في البلاد المختلفة تتيح لك فرصة ملاحظة الاختلافات من بيئة لأخرى ، فهذه حارة وهذه باردة ، وهذه صحراء جرداء وهذه خضراء لا يوجد بها حبة رمل ، لذلك يخاطبنا ربنا تبارك وتعالى : { قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض ثُمَّ انظروا . . } [ الأنعام : 11 ]

فالعطف في الآية ب ( ثُمَّ ) يدل على أن للسياحة مهمة أخرى ، هي الاستثمار وطلب الرزق ، ففي الآية إشارة إلى الجمع بين هاتين المهمتين ، فحين تذهب للعمل إياك أنْ تغفل عن آيات الله في المكان الذي سافرت إليه ، وخُذْ منه عبرة كونية تفييدك في دينك .

وفي آية أخرى يقول سبحانه : { قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض فَاْنظُرُواْ . . } [ النمل : 69 ]

العطف هنا بالفاء التي تفيد الترتيب ، يعني : سيروا في الأرض لتنظروا آيات الله ، فهي خاصة بسياحة الاعتبار والتأمل ، لا سياحة الاستثمار وطلب الرزق .

لذلك يقولون في الأمثال : ( اللي يعيش ياما يشوف ، واللي يمشي يشوف أكثر ) فكلما تعددتْ الأماكن تعددت الآيات والعجائب الدالة على قدرة الله ، وقد ترى منظراً لا يؤثر فيك ، وترى منظراً آخر يهزُّك ويُحرِّك عواطفك ، وتأملاتك في الكون .

وقوله : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ . . } [ الحج : 46 ] تعني وتؤكد أنهم ساروا فعلاً ، كما تقول : أفلم أُكرمك؟ ولا تقول هذا إلا إذا أكرمته فعلاً ، وقد حدث أنهم ساروا فعلاً في البلاد أثناء رحلة الشتاء والصيف ، وكانوا يمرون على ديار القوم المهلكين ، كما قال تعالى : { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ . . } [ الصافات : 137 ] .

يعني : أنتم أهل سَيْر وترحال وأهل نظر في مصير مَنْ قبلكم ، فكيف يقبل منكم الانصراف عن آيات الله؟

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور } [ الحج : 46 ] فما داموا قد ساروا وترحلَّوا في البلاد ، فكيف لا يعقلون آيات الله؟ وكيف لا تُحرِّك قلوبهم؟

ولنا وقفة عند قوله تعالى : { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ . . } [ الحج : 46 ] وهل يعقِل الإنسانُ بقلبه؟ معلوم أن العقل في المخ ، والقلب في الصدر .

نعم ، للإنسان وسائل إدراك هي الحواس التي تلتقط المحسَّات يُسمُّونها تأدُّباً مع العلم : الحواس الخمس الظاهرة؛ لأن العلم أثبت للإنسان في وظائف الأعضاء حواساً أخرى غير ظاهرة ، فحين تُمسِك بشيئين مختلفين يمكنك أن تُميِّز أيهما أثقل من الآخر ، فبأيِّ حاسة من الحواس الخمس المعروفة توصلْتَ إلى هذه النتيجة؟

إنْ قُلْتَ بالعين فدعْها على الأرض وانظر إليها ، وإنْ قُلْتَ باللمس فلك أنْ تلمسها دون أنْ ترفعها من مكانها ، إذن : فأنت لا تدرك الثقل بهذه الحواس ، إنما بشيء آخر وبآلة إدراك أخرى هي حاسة العَضَلِ الذي يُميِّز لك الخفيف من الثقيل

وحين تذهب لشراء قطعة من القماش تفرك القماش بلطف بين أناملك ، فتستطيع أنْ تُميِّز الثخين من الرقيق ، مع أن الفارق بينهما لا يكاد يُذْكَر ، فبأيِّ حاسة أدركْتَه؟ إنها حاسة البَيْن . كذلك هناك حاسة البُعْد وغيرها من الحواسّ التي يكتشفها العلم الحديث في الإنسان .

فلما يدرك الإنسان هذه الأشياء بوسائل الإدراك يتدخَّل العقل ليغربل هذه المدركات ، ويختار من البدائل ما يناسبه ، فإنْ كان سيختار ثوباً يقول : هذا أنعم وأرقّ من هذا ، وإنْ كان سيختار رائحة يقول : هذه ألطف من هذه ، إنْ كان في الصيف اختار الخفيف ، وإنْ كان في الشتاء اختار السميك .

وبعد أن يختار العقل ويوازن بين البدائل يحكم بقضية تستقر في الذِّهْن وتقتنع بها ، ولا تحتاج لإدراك بعد ذلك ، ولا لاختيار بين البدائل ، وعندها تنفذ ما استقر في نفسك ، وارتحْتَ إليه بقلبك .

إذن : إدراك بالحواس وتمييز بالعقل ووقوف عند مبدأ بالقلب ، وما دام استقر المبدأ في قلبك فقد أصبح دستوراً لحياتك ، وكل جوارحك تخدم هذا المبدأ الذي انتهيتَ إليه ، واستقر في قلبك ووجدانك .

لكن ، لماذا القلب بالذات؟ قالوا : لأن القلب هو الذي يقوم بعملية ضَخِّ سائل الحياة ، وهو الدم في جميع إجزاء الجسم وجوارحه ، وهذه الجوارح هي أداة تنفيذ ما استقر في الوجدان؛ لذلك قالوا : الإيمان محلّه القلب ، كيف؟ قالوا : لأنك غربلْتَ المسائل وصفَّيْت القضايا إلى أن استقرت العقيدة والإيمان في قلبك ، والإيمان أو العقيدة هي ما انعقد في القلب واستقرَّ فيه ، ومن القلب تمتد العقيدة إلى جميع الأعضاء والحواس التي تقوم بالعمل بمقتضى هذا الإيمان ، وما دُمْتَ قد انتهيتَ إلى مبدأ وعقيدة ، فإياك أنْ تخالفه إلى غيره ، وإلاَّ فيكون قلبك لم يفهم ولم يفقه .

وكلمة { يَعْقِلُونَ بِهَآ . . } [ الحج : 46 ] تدل على أن للعقل مهام أخرى غير أنه يختار ويفاضل بين البدائل ، فالعقل من مهامه أنْ يعقل صاحبه عن الخطأ ، ويعقله أنْ يشرد في المتاهات ، والبعض يظن أن معنى عقل يعني حرية الفكر وأنْ يشطح المرء بعقله في الأفكار كيف يشاء ، لا ، العقل من عِقَال الناقة الذي يمنعها ، ويحجزها أنْ تشرُدَ منك .

ثم يقول سبحانه : { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا . . } [ الحج : 46 ] كيف ولهؤلاء القوم آذان تسمع؟ نعم ، لهم آذان تسمع ، لكن سماع لا فائدة منه ، فكأن الحاسَّة غير موجودة ، وإلا ما فائدة شيء سمعتَه لكن لم تستفد به ولم تُوظِّفه في حركة حياتك ، إنه سماع كعدمه ، بل إن عدمه أفضل منه؛ لأن سماعك يقيم عليك الحجة . { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور } [ الحج : 46 ] فعمي الأبصار شيء هيِّن ، إذا ما قِيسَ بعمى القلوب؛ لأن الإنسان إذا فقد رؤية البصر يمكنه أنْ يسمع ، وأنْ يُعمل عقله ، وأنْ يهتدي ، ومَا لا يراه يمكن أنْ يخبره به غيره ، ويَصِفه له وَصْفا دقيقاً وكأنه يراه ، لكن ما العمل إذا عَميَتْ القلوب ، والأنظار مبصرة؟

وإذا كان لعمى الأبصار بديل وعِوَض ، فما البديل إذا عَمي القلب؟ الأعمى يحاول أنْ يتحسَّس طريقه ، فإنْ عجز قال لك : خُذْ بيدي ، أما أعمى القلب فماذا يفعل؟

لذلك، نقول لمن يغفل عن الشيء الواضح والمبدأ المستقر : أعمى قَلْب . يعني: طُمِس على قلبه فلا يعي شيئاً.

وقوله: { القلوب التي فِي الصدور } [ الحج : 46 ] معلوم أن القلوب في الصدور ، فلماذا جاء التعبير هكذا؟ قالوا : ليؤكد لك على أن المراد القلب الحقيقي ، حتى لا تظن أنه القلب التفكيريّ التعقليّ ، كما جاء في قوله تعالى : { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم . . } [ آل عمران : 167 ]

ومعلوم أن القَوْل من الأفواه ، لكنه أراد أن يؤكد على القول والكلام؛ لأن القول قد يكون بالإشارة والدلالة ، فالقول بالكلام هو أبلغ أنواع القول وآكده؛ لذلك قال الشاعر :

جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتِئَامٌ… ولاَ يُلْتَامُ مَا جَرَح اللسَانُ

ويقولون : احفظ لسانك الذي بين فكَّيْك ، وهل اللسان إلا بين الفكَّيْن؟ لكن أراد التوكيد على القول والكلام خاصة ، لا على طرق التفاهم والتعبير الأخرى .

 

تفسير الطبري – (ج 18 / ص 657)

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) }

يقول تعالى ذكره: أفلم يسيروا هؤلاء المكذّبون بآيات الله والجاحدون قدرته في البلاد، فينظروا إلى مصارع ضربائهم من مكذّبي رسل الله الذين خلوْا من قبلهم، كعاد وثمود وقوم لوط وشعيب، وأوطانهم ومساكنهم، فيتفكَّروا فيها ويعتبروا بها ويعلموا بتدبرهم أمرها وأمر أهلها، سنة الله فيمن كفر وعبد غيره وكذّب رسله، فينيبوا من عتوّهم وكفرهم، ويكون لهم إذا تدبروا ذلك واعتبروا به وأنابوا إلى الحقّ( قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ) حجج الله على خلقه وقدرته على ما بيَّنا( أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ) يقول: أو آذان تصغي لسماع الحقّ فتعي

 

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

ذلك وتميز بينه وبين الباطل. وقوله:( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ ) يقول: فإنها لا تعمى أبصارهم أن يبصروا بها الأشخاص ويروها، بل يبصرون ذلك بأبصارهم; ولكن تعمى قلوبهم التي في صدورهم عن أنصار الحق ومعرفته.

والهاء في قوله:( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى ) هاء عماد، كقول القائل: إنه عبد الله قائم.

وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: “فإنَّهُ لا تَعْمَى الأبْصَارُ “.وقيل:( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) والقلوب لا تكون إلا في الصدور، توكيدا للكلام، كما قيل:( يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ).

 

تفسير القشيري – (ج 5 / ص 204)

 

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

كانت لهم مقلوبٌ من حيث الخلقة ، فلما زايلتها صفاتُها المحمودةُ صارت كأنها لم تكن في الحقيقة . ثم إنه أخبر أن العمى عمى القلب وكذلك الصم . وإذا صَحَّ وصفُ القلبِ بالسمع والبصر صَحَّ وصفُه بسائر صفات الحيِّ من وجوه الإدراكات؛ فكما تبصر القلوبُ بنور اليقين يُدْرَكُ نسيمُ الإقبال بِمَشَامِّ السِّرِّ ، وفي الخبر :

« إني لأجد نَفَسَ ربكم من قِبَل اليمن » وقال تعالى مخبراً عن يعقوب عليه السلام : { إِنِّى لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ } [ يوسف : 49 ] وما كان ذلك إلا بإِدراك السرائر دون اشتمام ريحٍ في الظاهر .

تفسير المنتخب – (ج 2 / ص 68)

 

– أيقولون ما يقولون ويستعجلون العذاب ولم يسيروا في الأرض ليشاهدوا بأعينهم مصرع هؤلاء الظالمين المكذبين؟ فربما تستيقظ قلوبهم من غفلتها ، وتعقل ما يجب عليهم نحو دعوة الحق التي تدعوهم إليها ، وتسمع آذانهم أخبار مصارع هؤلاء الكفار فيعتبرون بها ، ولكن من البعيد أن يعتبروا بما شاهدوا أو سمعوا ما دامت قلوبهم متحجرة ، إذ ليس العمى الحقيقي عمى الأبصار ، ولكنه في القلوب والبصائر .

تفسير النسفي – (ج 2 / ص 362)

 

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الأرض } هذا حث على السفر ليروا مصارع من أهلهم بكفرهم ويشاهدوا آثارهم فيعتبروا { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي يعقلون ما يجب أن يعقل من التوحيد ونحوه ويسمعون ما يجب سماعه من الوحي { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } الضمير في { فإنها } ضمير القصة أو ضمير مبهم يفسره { الأبصار } أي فما عميت أبصارهم عن الإبصار بل قلوبهم عن الاعتبار . ولكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه وعينان في قلبه ، فإذا أبصر ما في القلب وعمي ما في الرأس لم يضره ، وإن أبصر ما في الرأس وعمي ما في القلب لم ينفعه ، وذكر الصدور لبيان أن محل العلم القلب ولئلا يقال : إن القلب يعني به غير هذا العضو كما يقال «القلب لب كل شيء» .

 

مختصر اقوال المفسرين في (القلوب التي في الصدور)

 

هل هو توكيدٌ؛ لأنَّ القلوبَ لا تكونُ في غير الصدور ، أو لها معنى زائدٌ؟ كما قال الزمخشري : « الذي قد تُعُوْرِف واعتُقِدَ أنَّ العمى في الحقيقة مكانُه البصرُ ، وهو أن تصابَ الحَدَقَةُ بما يَطْمِسُ نورَها ، واستعمالُه في القلبِ استعارةٌ ومَثَلٌ . فلمَّا أُريدَ إثباتُ ما هو خلافُ المعتقدِ مِنْ نسبةِ العمى إلى القلوبِ حقيقةً ، ونفيُه عن الأبصارِ ، احتاج هذا التصويرُ إلى زيادةِ تعيينٍ وفَضْلِ تعريفٍ؛ ليتقرَّرَ أنَّ مكانَ العمى هو القلوبُ لا الأبصارُ ، كما تقولُ : ليس المَضَاءُ للسَّيْفَ ، ولكنه لِلِسانِك الذي بينَ فَكَّيْكَ . فقولُك : » الذي بين فَكَّيْكَ « تقريرٌ لِما ادَّعَيْتَه لِلِسانِه وتثبيتٌ؛ لأنَّ مَحَلَّ المَضاءِ هو هو لا غير ، وكأنَّك قلتَ : ما نَفَيْتُ المَضاءَ عن السيفِ وأثبتَّه لِلِسانِك فلتةً مني ولا سَهواً ، ولكن تَعَمَّدْتُ به إيَّاه بعينه تَعَمُّداً .

وقد رَدَّ الشيخ على أبي القاسم قولَه : » تَعَمَّدْتُ به إياه « وجعل هذه العبارةَ عُجْمَةً من حيث إنه فَصَلَ الضميرَ ، وليس من مواضعِ فَصْلِه ، وكان صوابُه أن يقول : تعمَّدْتُه به كما تقول : » السيفُ ضربتُك به « لا » ضربْتُ به إياك , وقال الإِمامُ فخر الدين : « وفيه عندي وجهٌ آخرُ : وهو أنَّ القلبَ قد يُجْعَلُ كنايةً عن الخاطرِ والتدبُّرِ : ما هذه الأبصار التي في الرؤوس؟ فإنها جعلها الله منفعة وبلغة ، وأما البصر النافع فهو في القلب . ذكر لنا أنها نزلت في عبد الله بن زائدة يعني ابن أم مكتوم .

وراي آخر يقول, فكأنه ليس بعمى بالإضافة إلى عمى القلوب . فإن قلت : أي فائدة في ذكر الصدور؟ قلت : الذي قد تعورف واعتقد أنّ العمى على الحقيقة مكانه البصر ، { أفلم يسيروا في الأرض } أي في البلاد فينظروا في أحوال الأمم المكذبة المعذبة ، وهذه الآية تقتضي أن العقل في القلب وذلك هو الحق ولا ينكر أن للدماغ اتصالاً بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ ، يحتمل عندي وجهين :

أحدهما : أنها لا تعمى الأبصار عن الهدى ولكن تعمى القلوب عن الاهتداء .

والثاني : فإنها لا تعمى الأبصار عن الاعتبار ولكن تعمى القلوب عن الادّكار .

ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } أي ليس الخللُ في مشاعرِهم وإنَّما هو في عقولِهم باتِّباع الهَوَى والانهماكِ في الغَفْلةِ . وذكر الصُّدورِ للتَّأكيدِ ونفيِ تَوهُّمِ التَّجوزِ وفضل التَّنبيه على أنَّ العَمَى الحقيقيَّ ليس المتعارف الذي يختصُّ بالبصر وهذه الآية على ما قيل نزلت في ابن أم مكتوم حين سمع قوله تعالى : { وَمَن كَانَ في هذه أعمى فَهُوَ في الاخرة أعمى } [ الإسراء : 72 ] فقال : يا رسول الله أنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى؟ وربما يرجح بهذه الرواية إن صحت المعنى الأول إذ حصول الجواب بالآية عليه ظاهر جداً فكأنه قيل له : أنت لا تدخل تحت عموم { وَمَن كَانَ } الخ لأن عمى الأبصار في الدنيا ليس بعمى في الحقيقة في جنب عمى القلوب والذي يدخل تحت عموم ذلك من اتصف بعمى القلب ، وهذا يكفي في الجواب سواء كان معنى قوله تعالى : { وَمَن كَانَ في هذه أعمى فَهُوَ في الاخرة أعمى } ومن كان في الدنيا أعمى القلب فهو في الآخرة كذلك أو ومن كان في الدنيا أعمى للقلب فهو في الآخرة أعمى البصر لأنه فيها تبلى السرائر فيظهر عمى القلب بصورة عمى البصر ، نعم في صحة الرواية نظر .

ولعلنا نحقق ذلك في موضع آخر إن شاء الله تعالى ، ثم ان في محلية القلب للعلم خلافاً بين العقلاء فالمشهور عن الفلاسفة أن محل العلم المتعلق بالكليات والجزئيات المجردة النفس الناطقة ومحل العلم المتعلق بالجزئيات المادية قوى جسمانية قائمة بأجزاء خاصة من البدن وهي منقسمة إلى خمس ظاهرة وخمس باطنة وتسمى الأولى الحواس الظاهرة والثانية الحواس الباطنة وأمر كل مشهور .

وزعم بعض متفلسفة المتأخرين أن المدرك للكليات والجزئيات إنما هو النفس والقوى مطلقاً غير مدركة بل آلة في إدراك النفس وذهب إليه بعض من اهل السنة . وفي أباكر الأفكار بعد نقل قولي الفلاسفة وأما أصحابنا فالبنية المخصوصة غير مشترطة عندهم بل كل جزء من أجزاء بدن الإنسان إذا قام به إدراك وعلم فهو مدرك عالم ، وكون ذلك هما يقوم بالقلب أو غيره مما لا يجب عقلا ولا يمتنع لكن دل الشرع على القيام بالقلب لقوله تعالى : { إِنَّ فِى ذلك لذكرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } [ ق : 37 ] وقوله سبحانه : { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } وقوله عز وجل { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [ محمد : 24 ] انتهى ، ولا يخفى أن الاستدلال بما ذكر على محلية القلب للعلم لا يخلو عن شيء ، نعم لا ينكر دلالة الآيات على أن للقلب الإنساني لما أودع فيه مدخلاً تاماً في الإدراك ، والوجدان يشهد بمدخلية ما أودع في الدماغ في ذلك أيضاً ، ومن هنا لا أرى للقول بأن لأحدهما مدخلاً دون الآخر وجهاً ، وكون الإنسان قد يضرب على رأسه فيذهب عقله لا يدل على أن لما أودع في الدماغ لا غير مدخلاً في العلم كما لا يخفى على من له قلب سليم وذهن مستقيم فتأمل .

ولنا وقفة عند قوله تعالى : { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ . . } [ الحج : 46 ] وهل يعقِل الإنسانُ بقلبه؟ معلوم أن العقل في المخ ، والقلب في الصدر .

نعم ، للإنسان وسائل إدراك هي الحواس التي تلتقط المحسَّات يُسمُّونها تأدُّباً مع العلم : الحواس الخمس الظاهرة؛ لأن العلم أثبت للإنسان في وظائف الأعضاء حواساً أخرى غير ظاهرة ، فحين تُمسِك بشيئين مختلفين يمكنك أن تُميِّز أيهما أثقل من الآخر ، فبأيِّ حاسة من الحواس الخمس المعروفة توصلْتَ إلى هذه النتيجة؟

إنْ قُلْتَ بالعين فدعْها على الأرض وانظر إليها ، وإنْ قُلْتَ باللمس فلك أنْ تلمسها دون أنْ ترفعها من مكانها ، إذن : فأنت لا تدرك الثقل بهذه الحواس ، إنما بشيء آخر وبآلة إدراك أخرى هي حاسة العَضَلِ الذي يُميِّز لك الخفيف من الثقيل

وحين تذهب لشراء قطعة من القماش تفرك القماش بلطف بين أناملك ، فتستطيع أنْ تُميِّز الثخين من الرقيق ، مع أن الفارق بينهما لا يكاد يُذْكَر ، فبأيِّ حاسة أدركْتَه؟ إنها حاسة البَيْن . كذلك هناك حاسة البُعْد وغيرها من الحواسّ التي يكتشفها العلم الحديث في الإنسان .

فلما يدرك الإنسان هذه الأشياء بوسائل الإدراك يتدخَّل العقل ليغربل هذه المدركات ، ويختار من البدائل ما يناسبه ، فإنْ كان سيختار ثوباً يقول : هذا أنعم وأرقّ من هذا ، وإنْ كان سيختار رائحة يقول : هذه ألطف من هذه ، إنْ كان في الصيف اختار الخفيف ، وإنْ كان في الشتاء اختار السميك .

وبعد أن يختار العقل ويوازن بين البدائل يحكم بقضية تستقر في الذِّهْن وتقتنع بها ، ولا تحتاج لإدراك بعد ذلك ، ولا لاختيار بين البدائل ، وعندها تنفذ ما استقر في نفسك ، وارتحْتَ إليه بقلبك .

إذن : إدراك بالحواس وتمييز بالعقل ووقوف عند مبدأ بالقلب ، وما دام استقر المبدأ في قلبك فقد أصبح دستوراً لحياتك ، وكل جوارحك تخدم هذا المبدأ الذي انتهيتَ إليه ، واستقر في قلبك ووجدانك .

لكن ، لماذا القلب بالذات؟ قالوا : لأن القلب هو الذي يقوم بعملية ضَخِّ سائل الحياة ، وهو الدم في جميع إجزاء الجسم وجوارحه ، وهذه الجوارح هي أداة تنفيذ ما استقر في الوجدان؛ لذلك قالوا : الإيمان محلّه القلب ، كيف؟ قالوا : لأنك غربلْتَ المسائل وصفَّيْت القضايا إلى أن استقرت العقيدة والإيمان في قلبك ، والإيمان أو العقيدة هي ما انعقد في القلب واستقرَّ فيه ، ومن القلب تمتد العقيدة إلى جميع الأعضاء والحواس التي تقوم بالعمل بمقتضى هذا الإيمان ، وما دُمْتَ قد انتهيتَ إلى مبدأ وعقيدة ، فإياك أنْ تخالفه إلى غيره ، وإلاَّ فيكون قلبك لم يفهم ولم يفقه .

وكلمة { يَعْقِلُونَ بِهَآ . . } [ الحج : 46 ] تدل على أن للعقل مهام أخرى غير أنه يختار ويفاضل بين البدائل ، فالعقل من مهامه أنْ يعقل صاحبه عن الخطأ ، ويعقله أنْ يشرد في المتاهات ، والبعض يظن أن معنى عقل يعني حرية الفكر وأنْ يشطح المرء بعقله في الأفكار كيف يشاء ، لا ، العقل من عِقَال الناقة الذي يمنعها ، ويحجزها أنْ تشرُدَ منك .

ثم يقول سبحانه : { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا . . } [ الحج : 46 ] كيف ولهؤلاء القوم آذان تسمع؟ نعم ، لهم آذان تسمع ، لكن سماع لا فائدة منه ، فكأن الحاسَّة غير موجودة ، وإلا ما فائدة شيء سمعتَه لكن لم تستفد به ولم تُوظِّفه في حركة حياتك ، إنه سماع كعدمه ، بل إن عدمه أفضل منه؛ لأن سماعك يقيم عليك الحجة . { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور } [ الحج : 46 ] فعمي الأبصار شيء هيِّن ، إذا ما قِيسَ بعمى القلوب؛ لأن الإنسان إذا فقد رؤية البصر يمكنه أنْ يسمع ، وأنْ يُعمل عقله ، وأنْ يهتدي ، ومَا لا يراه يمكن أنْ يخبره به غيره ، ويَصِفه له وَصْفا دقيقاً وكأنه يراه ، لكن ما العمل إذا عَميَتْ القلوب ، والأنظار مبصرة؟

وإذا كان لعمى الأبصار بديل وعِوَض ، فما البديل إذا عَمي القلب؟ الأعمى يحاول أنْ يتحسَّس طريقه ، فإنْ عجز قال لك : خُذْ بيدي ، أما أعمى القلب فماذا يفعل؟

لذلك ، نقول لمن يغفل عن الشيء الواضح والمبدأ المستقر : أعمى قَلْب . يعني : طُمِس على قلبه فلا يعي شيئاً .

وقوله : { القلوب التي فِي الصدور } [ الحج : 46 ] معلوم أن القلوب في الصدور ، فلماذا جاء التعبير هكذا؟ قالوا : ليؤكد لك على أن المراد القلب الحقيقي ، حتى لا تظن أنه القلب التفكيريّ التعقليّ ، كما جاء في قوله تعالى : { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم . . } [ آل عمران : 167 ]

ومعلوم أن القَوْل من الأفواه ، لكنه أراد أن يؤكد على القول والكلام؛ لأن القول قد يكون بالإشارة والدلالة ، فالقول بالكلام هو أبلغ أنواع القول وآكده

 

الخلاصة

من هذا المختصر لأقوال المفسرين نفهم ان العمى هنا موجه الى عمى الوعي للمرئي وفهمه وليس العمى لعملية الابصار المتمثلة في العين واعصابها الى الفص القحفي الخلفي التي نعرفها. ونرى هنا ان المفسرين اجمعوا تقريبا على القلوب التي في الصدور , ولم يظهروا أي اشارة الى أي قلوب اخرى , وبعظهم قسم الامر فأشار ان هذه الآية تقتضي أن العقل في القلب ثم ان في محلية القلب للعلم خلافاً بين العقلاء فالمشهور عن الفلاسفة أن محل العلم المتعلق بالكليات والجزئيات المجردة النفس الناطقة , اما الشعراوي فقسمها الى, إدراك بالحواس وتمييز بالعقل ووقوف عند مبدأ بالقلب. والقليل من المفسرين من اهتم بالمعقول واراد ان يقول ان العمى للقلب هو عمى للمثل والعمى اصلا للعين , ولكن قد تعمى عين ابن ام مكتوم ولكنه يرى بقلبه اوعى ممن يرى بعينه . ولذلك اراد بعض المفسرين ان يوضح قوله تعالى القلوب التي في الصدور انها صرف عن النضر بالعين ومنظومتها الى نضر بالقلب خارج المنظومة البصرية الى القلب او القلوب التي في الصدور.

 

شرح وتفصيل للحديث الشريف ( ان في الجسد مضغة)

أَلاَ وَإِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ

ما نستخلصه من معاني من الحديث هو التالي:

– الجسد هو الهدف وليس الروح فالفساد مادي وليس في الاعمال , وقد اكد الرسول صلى الله عليه وسلم فسد الجسد وصلح الجسد .

– هناك جزء في جسم الانسان بحجم مضغة فم الانسان الاعتيادي وهي 4-5 سم مكعب وهو حجم العلك الذي يباع في الاسواق (لبانة ), وهذا الجزء هو المشار اليه في الحديث انه القلب .

– (أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ) جاءت في الحديث الشريف وكأنها تختار من عدة خيارات فاختارت القلب الذي صفاته هو بحجم المضغة وهيئتها واذا فسدت فسد الجسد واذا صلحت صلح الجسد , ولم يقل صلى الله عليه وسلم (الا هي القلب ) لكانت تلك الصفات هي للقلب , ولا مجال للاختيار .

واذا كان كذلك فهذا يعني انه هناك اكثر من قلب ؟ وما معنى قوله تعالى (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ….) (4).

هذه الصفات المذكورة اعلاه لا يمكن ان تكون للقلب الدموي في التجويف الصدري ابدا , فلا الحجم هو بحجم المضغة , ولا فساد القلب يؤدي الى فساد الجسد ولا صلاحه يؤدي الى صلاح الجسد , وحتى ولا بالمعنى الجزئي ,كما ان الصفات التي جاءت للقلب في المصحف لا تطابق القلب الدموي ابدا, وهذا يدعونا الى التفكير في القلب الاخر المقصود في الحديث.

اقوال بعض علماء الاعجاز في القلب

معظم من كتب عن القلب من اساتذة الاعجاز اعتبروا القلب الدموي هو المقصود والمذكور في الحديث الشريف وكل الايات القرآنية وهو مركز التفكير والوعي والحب والكره والايمان وهكذا , ولم يستطع احد الرد عليهم لان ذلك في ظنهم سيؤثر في الراي القرآني , او سيؤثر فيما اجتمع عليه سلفنا الصالح, لذلك اعتمدوا على بعض آراء علماء الطب وعلى ما تتناقله بعض المجلات العلميه مهما على درجتها وتركوا الكتب المنهجية التي هي التي يؤخذ منها الراي الطبي ووضحوا ما يلي :

– ان في القلب خلايا عصبية وهي تزيد على 40,000 خلية عصبية والتي تسمى بركنجي فايبر .

والصحيح ان هذا اثبات بان القلب لا خلايا عصبية فيه , اذا عرفنا ان مخ الذبابه فيه ما يقارب المليون خلية عصبية وان أي عضلة في الجسم فيها عدد من الخلايا العصبية ونهاياتها يفوق ما في القلب ولم يقل احد ان هناك تفكير فيها ,مع التناسب الوزني ,فالاربعين الف لا تعني شيئا .

– افراز الهرمون موجود في كل الجسم تقريبا وخاصة في شغاف القلب وغشاء الجنب في الرئتين وعمله هو جزء من التناسق العجيب في هذا الجسم , ولا يوجد وضيفة متخصصة للسيطرة على الجسم من هذا الافراز

– المخطط الكهربائي اكبر مئة مرة من الدماغ , والعضلات الارادية اكثر باضعاف من القلب ولم يقل احد ان التفكير في العضلات ولا قال احد ان العضلات تسيطر على المخ , والحقيقة ان القوة الكهربائية تحددها حاجة المنطقة لها لا اهميتها .

– وكذلك الطاقة المغناطيسية , فهي في عضلات الفخذ الاعلى ولا يستطيع أي عالم القول ان الجال المغناطيسي للقلب فريد من نوعه ,او ان له تاثير على المخ , فعندها لو صح ذلك ان ننتج مجال مغناطيسي مماثل بالانعكاس ونفهم الناس به ما نريد , ولا يجب ان نربط التفسير بالضنيات التي لا اثبات مادي قطعي عليها .

– ليس للقلب أي علاقة بالذاكرة , واذا فقد مريض ذاكرته بعد عملية زرع قلب فهذا سببه ضخامة العملية وكثرة المتغيرات , ولم يذكر ولا مرة واحدة من المرضى الذين اصبحوا بدون قلب ووضعوا على جهاز القلب الصناعي الكامل انهم فقدوا الذاكرة ولا يعقل ان يكون القلب مخزن للذاكرة ثم يرفع تماما ولا يحدث فقدان كامل للذاكرة , والعجيب ان من استدلوا بحالتهم اعداد قليلة لا تتوازى مع العلم القطعي التجريبي , كما ان امثلتهم اثبتت لهم ان الذكرة جزئيا تغيرت وهذا ينفي تماما ان مركز الذاكرة القلب لان القلب الاصلي ذهب كليا , مع العلم ان زراعة القلب ليس بالضرورة فيها رفع القلب الاصلي بل قد يكون معه.

– وهناك من قالوا ان شخصية المريض المنقول له القلب قد تغيرت الى شخصية صاحب القلب , وهذا سببه عدم معرفة الكاتب بعملية نقل القلب , فالقلب الاصلي قد لا يزال والقلب الجديد سيكون معزولا عصبيا وكهربائيا عن الجسم ولا يوجد انعكاسات الفرح والحزن عليه ولا يحث للقلب المزروع التسارع والتبطؤ المعروف في القلوب الاعتيادية .

– في جسم الانسان وفي كل الاعضاء هناك سيطرة مع المخ تتطلب صدور اوامر الى المخ ثم ترجع كنتائج واحاسيس يقوم المخ بتحليلها ثم ارجاعها اوامر بعد تعديلها وتنضيمها , وهذا مع كل اعضاء الجسم ومن ضمنها هرمونات الجسم وتوازنه واحاسيسه من جلد ونظر وسمع واهتزاز والم وحرارة وكل الاحاسيس ,ومن ضمن الاعضاء القلب , وليس القلب اكثر من غيره في التاثر. فالجسد كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد,

– هناك من الباحثين من وصف القلب الدموي بالمضغة وهاذا لا يغير الحقيقة فالقلب ليس مضغة لا بل خمسين مضغة , فالاشارة والتضمين لا تغير الحقائق.

– الاشارة الى القلب جائت في بعض الاحيان لا يمكن مطابقتها مع الواقع مثلا القول (مَن لا قَلْبَ له ) وهو الجَبَانُ (تاج العروس) فهل الجبان هوالذي لا يوجد في صدره قلب.

– في بحث نشره الدكتور محمد علي البار يقول (ومنذ أن قام الدكتور برنارد بأول عملية زرع قلب في العالم في 3 ديسمبر 1967م حيث أخذ قلب امرأة سوداء توفيت دماغيا في حادثة (عمرها 24 عاما) ونقله لرجل أبيض (في جنوب أفريقيا) يعاني من مرض شديد بالقلب, انتشرت عمليات زرع القلب في مختلف بقاع العالم, وقد تجاوز عدد الذين أجريت لهم هذه العملية العشرة آلاف شخص أغلبها في الولايات المتحدة وأوروبا. وتعتبر المملكة العربية السعودية رائدة في مجال زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيا في البلاد الإسلامية, وقد تم في المملكة إجراء 82 عملية زراعة قلب بالإضافة إلى 176 صمامًا استبدلت من متوفين دماغيا. وذلك حتى شهر يونية 1999م. وهنا يرد سؤال: هل تغيرت عواطف وعقائد من أجريت لهم عمليات زرع القلب؟ ورغم أن كل الثقافات العربية تعتقد أن القلب هو محط العواطف, فإن كل هؤلاء الذين أجريت لهم عمليات زرع قلب لم تتغير عواطفهم ولا شخصياتهم وقد تم زرع قلب فلبيني مسيحي لسعودي مسلم, فلم يتغير السعودي المسلم لا في عقيدته ولا في أفكاره ولا في عواطفه نحو أهله وبنيه وزوجته, ولم يتعلق قلبه بتلك الفلبينية التي كان يحبها صاحب القلب المتبرع به والمتوفى دماغيا. وهذه العملية تكررت عشرات المرات في السعودية, وآلاف المرات على مستوى العالم.. لذا فهو دليل علمي قطعي ينفي نفيا باتا كل ما يتخيله الناس من وظائف القلب الوهمية في الحب والعاطفة وأن القلب هو أيضا مركز الفكر, وموطن العقائد ومنبع السلوك).

– الاحاسيس والمشاعر كلها يحسها الانسان في القلب الدموي او في الصدر , والصحيح هو ان الانسان عند الاحساس بالحب والكره يتفاعل الجسم ويثار ويحتاج الى دورة دموية اقوى , فتصدر الاوامر الى المضخة لزيادة ضخ الدم من زيادة النبضات و رفع الضغط , وفي حالة القلب المزروع او القلب الميكانيكي فان العواطف والاثارة الشديدة سوف لن تستجيب للحاجة لكمية دم اكبر , لذلك ستؤدي الى خفض ضغط الدم وقد يصل الى فقدان الوعي ويحتاج الى تسريع الجهاز الميكانيكي للسيطرة على الوضع , ومن هذا يقول المريض ان قلبه لم يعد يرف عندما ارى حبيبتي كما كنت سابقا , ولكن تبقى باقي الاعراض كجفاف الفم والتعرق وتوسع حدقة العين موجودا , وعندما يسال هل تحبها يجيبك مباشرة , طبعا احبها ولا شك في ذلك , ولكن لا احس فيه بالمشاعر من خلال الرفة والضيق في النفس في الانفعال الشديد كما كنت سابقا , ونرى ان هذا يحدث في كل حالة يحتاج الانسان فيها الى دم اكثر كان يعمل اي عمل فيه القليل من الاجهاد ,

 

القلب والفؤاد

 

الافئدة فسرت كقلوب , وهذ ممكن في سورة الهمزة (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ) ولكن التفسير يكون صعبا في(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(10 القصص ) ولا مرادفات في القرآن ,فهنا يذكر الفؤاد والقلب وبينهما علاقة ولكن لا يمكن ان تكون واحدا ابدا , فهما هيئتان مختلفتان , فبالرغم من ان الفؤاد خلا من المعلومات واصبح لا يعطي امرا صحيحا, تقدم القلب واستلم تأييدا من الله سبحانه وتعالى فأعطى احسن النتائج المنطقية.

وبالرجوع الى تفسير سورة الهمزة الآية 7 كنموذج لإعطاء معنى الفؤاد لدى المفسرين نرى التالي

في تفسير النكت والعيون – (ج 4 / ص 452) , { التي تَطّلِعُ على الأَفئدةِ } روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم إذا صدروا تعود ، فذلك قوله { نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة } ويحتمل اطلاعها على الأفئدة وجهين :

أحدهما : لتحس بألم العذاب مع بقاء الحياة ببقائها .

الثاني : استدل بما في قلوبهم من آثار المعاصي وعقاب على قدر استحقاقهم لألم العذاب ، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الإمارات الدالة عليه . وفي الوسيط لسيد طنطاوي – (ج 1 / ص 4565) ,{ التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } صفة أخرى من صفات هذه النار ، وقوله : { تَطَّلِعُ } من الاطلاع ، بمعنى الوصول إلى الشيء بسرعة ، والكشف عن خباياه ، والنفاذ إلى منتهاه .

أي : سيلقى بهذا الشقي في نار الله – تعالى – الموقدة ، التي تصل إلى أعماق الأفئدة والقلوب ،

وخصت الأفئدة التي هي القلوب بالذكر ، لأنها ألطف ما في الأبدان وأشدها تألما بأدنى أذى يصيبها ، أو لأنها محل العقائد الزائفة ، والنيات الخبيثة ، ومنشأ الأعمال السيئة ، التي استحق هذا الهمزة اللمزة بسببها العقاب الشديد . وفي بحر العلوم – (ج 4 / ص 436) التي تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } يعني : تأكل اللحم ، حتى تبلغ أفئدتهم . وقال القتبي : { تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } أي : تشرف على الأفئدة ، وخص الأفئدة ، لأن الألم إذا وصل إلى الفؤاد ، مات صاحبه . فأخبر أنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون ، كما قال الله تعالى : { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } [ الأعلى : 13 ] ويقال : { تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } يعني : تأكل الناس ، حتى تبلغ الأفئدة فإذا بلغت ابتدأ خلقه ، ولا تحرق القلب ، لأن القلب إذا احترق ، لا يجد الألم ، فيكون القلب على حاله . وفي تفسير أبي السعود – (ج 7 / ص 57) , { التي تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } أيْ تعلُو أوساطَ القلوبِ وتغشاهَا وتخصيصُها بالذكرِ لما أنَّ الفؤادَ ألطفُ ما في الجسدِ وأشدُّة تألماً بأدْنى أَذى يمسُّهُ أوْ لأَنَّه محلُ العقائدِ الزائغةِ والنياتِ الخبيثةِ ومنشأُ الأعمالِ السيئةِ .وفي تفسير ابن كثير – (ج 8 / ص 482) , وقال محمد بن كعب: تأكل كل شيء من جسده، حتى إذا بلغت فؤاده حَذْوَ حلقه ترجع على جسده. وفي تفسير الألوسي – (ج 23 / ص 129) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } أي تعلو أوساط القلوب وتغشاها وتخصيصها بالذكر لما أن الفؤاد الطف ما في الجسد وأشده تألما بأدنى أذى يمسه أو لأنه محل العقائد الزائغة والنيات الخبيثة والملكات القبيحة ومنشأ الأعمال السيئة فهو أنسب بما تقدم من جميع أجزاء الجسد وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب انه قال في الآية تأكل كل كل شيء منه حتى تنتهي إلى فؤاد فإذا بلغت فؤاده ابتدأ خلقه وجوز أن يراد الاطلاع العلمي والكلام على سبيل المجاز وذلك أنه لما كان لكل من المعذبين عذاب من النار على قدر ذنبه المتولد من صفات قلبه قيل اناه تطالع الأفئدة التي هي معادن الذنوب فتعلم ما فيها فتجازي كلا بحسب ما فيه من الصفة المقتضية للعذاب . وأرباب الإشارة يقولون ان ما ذكر إشارة إلى العذاب الروحاني الذي هو أشد العذاب .

في تفسير البحر المحيط – (ج 11 / ص 20)

{ التي تطلع على الأفئدة } : ذكرت الأفئدة لأنها ألطف ما في البدن وأشدّه تألماً بأدنى شيء من الأذى؛ واطلاع النار عليها هو أنها تعلوها وتشتمل عليها ، وهي تعلو الكفار في جميع أبدانهم ، لكن نبه على الأشرف لأنها مقر العقائد.وفي تفسير البغوي – (ج 8 / ص 530)

أي التي يبلغ ألمها ووجعها إلى القلوب، والاطلاع والبلوغ بمعنى واحد، يحكى عن العرب: متى طلعت أرضنا؟ أي بلغت .

و تفسير البيضاوي – (ج 5 / ص 417)

{ التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } تعلو أوساط القلوب وتشتمل عليها (لاحظ هنا انها تطلع على الافئدة بان تعلو اوساط القلوب وليس عندما يطلع احدنا من ربوة الى قبل المدينة قبل ان يصل اليها )، وتخصيصها بالذكر لأن الفؤاد ألطف ما في البدن وأشده ألماً ، أو لأنه محل العقائد الزائفة ومنشأ الأعمال القبيحة .

وفي تفسير الثعالبي – (ج 4 / ص 282) { التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } : أي : الَّتِي يَبْلُغَ إحْرَاقَها وألمهَا القلوبُ . التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } يعني يبلغ ألمها ووجعها القلوب ، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى ، وحكي عن بعض العرب سماعاً : متى طلعت أرضنا بمعنى بلغت ، ومعنى الآية أنها تأكل شيئاً منه حتى تنتهي إلى فؤاده .

تفسير الخازن – (ج 6 / ص 305), قال ويروى عن أبي هريرة موقوفاً وهو أصح { التي تطلع على الأفئدة } أي يبلغ ألمها ووجعها إلى القلوب ، والمعنى أنها تأكل كل شيء حتى تنتهي إلى الفؤاد ، وإنما خص الفؤاد بالذكر لأنه ألطف شيء في بدن الإنسان ، وأنه يتألم بأدنى شيء ، فكيف إذا اطلعت عليه واستولت عليه ، ثم إنه مع لطافته لا يحترق إذ لو احترق لمات صاحبه ، وليس في النار موت ، وقيل إنما خصه بالذكر لأن القلب موطن الكفر ، والعقائد ، والنيات الفاسدة.

تفسير الرازي – (ج 17 / ص 208)

فاعلم أنه يقال : طلع الجبل واطلع عليه إذا علاه ، ثم في تفسير الآية وجهان : الأول : أن النار تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على أفئدتهم ، ولا شيء في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد ، ولا أشد تألماً منه بأدنى أذى يماسه ، فكيف إذا اطلعت نار جهنم واستولت عليه . ثم إن الفؤاد مع استيلاء النار عليه لا يحترق إذ لو احترق لمات ، وهذا هو المراد من قوله : { لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى } [ الأعلى : 13 ] ومعنى الاطلاع هو أن النار تنزل من اللحم إلى الفؤاد . والثاني : أن سبب تخصيص الأفئدة بذلك هو أنها مواطن الكفر والعقائد الخبيثة والنيات الفاسدة ، واعلم أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم إن الله تعالى يعيد لحمهم وعظمهم مرة أخرى .

تفسير الطبري – (ج 24 / ص 599) يقول: التي يطلع ألمها ووهجها القلوب; والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى

تفسير القطان – (ج 3 / ص 450) .هي نار جهنم المُسْتعرة الملتهبة ، الّتي تطّلع على الأفئدة التي كان ينبعثُ منها الهمز واللمز ، وتكمنُ فيها السُّخريةُ والكبرياء والغرور . . فتحرقُها وتحرقُ صاحِبَها .

 

وفي تفسير النسفي – (ج 4 / ص 51) . { التي تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة } يعني أنها تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على أفئدتهم وهي أوساط القلوب ، ولا شيء في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد ولا أشد تألماً منه بأدنى أذى يمسه ، فكيف إذا اطلعت عليه نار جهنم واستولت عليه؟ وقيل : خص الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الفاسدة ، ومعنى اطلاع النار عليها أنها تشتمل عليها

تفسير النيسابوري – (ج 7 / ص 382) . أي تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على جنانها وخباياها . ولا شيء في الإنسان ألطف منه ولا أشد تألماً . ويجوز أن يكون في تخصيص الأفئدة إشارة إلى زيادة تعذيب للقلب لأنه محل الكفر والعقائد الفاسدة . وعند أهل التأويل : إذا كانت النار أمراً معنوياً فلا ريب أنه لا يتألم بها إلا الفؤاد الذي هو محل الإدراكات والعقائد . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم « إن النار تأكل أهلها حتى إذا طلعت على أفئدتهم أي تعلوها وتغلبها انتهت ثم إن الله تعالى يعيد لحمهم وعظمهم مرة أخرى » تفسير مقاتل – (ج 4 / ص 236)

{ التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } [ آية : 7 ] يقول : تأكل اللحم والجلود حتى يخلص حرها إلى القلوب ، ثم تكسى لحماً جديداً ، ثم تقبل عليه وتأكله حتى يصير إلى منزلته الأولى

تنوير المقباس – (ج 2 / ص 156) .{ التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } تأكل كل شيء حتى تبلغ إلى القلب..

تيسير التفسير للقطان – (ج 3 / ص 450) . هي نار جهنم المُسْتعرة الملتهبة ، الّتي تطّلع على الأفئدة التي كان ينبعثُ منها الهمز واللمز ، وتكمنُ فيها السُّخريةُ والكبرياء والغرور . . فتحرقُها وتحرقُ صاحِبَها . . زاد المسير – (ج 6 / ص 189) أي : تأكل اللحم والجلود حتى تقع على الأفئدة فتحرقها ، قال الفراء : يبلغ ألمها الأفئدةَ . والاطِّلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد ، والعرب تقول : متى طلعَت أرضنا؟ أي : بلغتَ . وقال ابن قتيبة : تَطَّلع على الأفئدة ، أي : توفي عليها وتشرف . وخص الأفئدة ، لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، فأخبر أنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون .

تفسير فتح القدير للشوكاني – (ج 8 / ص 59) . أي : يخلص حرّها إلى القلوب فيعلوها ويغشاها ، وخصّ الأفئدة مع كونها تغشى جميع أبدانهم؛ لأنها محلّ العقائد الزائغة ، أو لكون الألم إذا وصل إليها مات صاحبها ، أي : إنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون . وقيل معنى : { تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة } أنها تعلم بمقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وذلك بأمارات عرّفها الله بها

في ظلال القرآن – (ج 8 / ص 97)

وهي { تطلع } على فؤاده الذي ينبعث منه الهمز واللمز ، وتكمن فيه السخرية والكبرياء والغرور . . وتكملة لصورة المحطم المنبوذ المهمل . .

نظم الدرر – (ج 10 / ص 7)

ولما كان لا يطلع على أحوال الشيء إلا من قبله علماً قال : { تطلع } اطلاعاً شديداً { على الأفئدة * } جمع فؤاد وهو القلب الذي يكاد يحترق من شدة ذكائه ، فكان ينبغي أن يجعل ذكاءه في أسباب الخلاص ، واطلاعها عليه بأن تعلو وسطه وتشتمل عليه اشتمالاً بالغاً ، سمي بذلك لشدة توقده ، وخص بالذكر لأنه ألطف ما في البدن وأشده تألماً بأدنى شيء من الأذى ، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة ومعدن حب المال الذي هو منشأ الفساد والضلال ، وعنه تصدر الأفعال القبيحة . ولما كان الاطلاع على الفؤاد مظنة الموت ، وفي الموت راحة من العذاب ، أشار إلى خلودهم فيها وأنهم لا يموتون ولا ينقطع عنهم العذاب ، فقال مؤكداً لأنهم يكذبون بها : { إنها } وأشار إلى قهرهم وغلبته.

من هذا نرى

من كل هذا نرى ان المفسرين اعتبر قسما منهم ان الفؤاد هو القلب والاخر اشار بصورة خفية اليه , ولكن معظمهم لم يعرفوا كيف تطلع النار الى القلب , فان كانت تصل اليه فهذا يعني انه لم يبقى شيء من الجسد , وان كانت تطلع بمعنى تشرف من بعيد على الفؤاد او القلب الدموي فان النار لن تصل حرارتها الموجبة للعذاب اليه , وهناك اشارة خفيفة الى ان النار تطلع اي يصل اثر الالم في حرق الاجزاء التي تلامس النار كالجلد الى القلب فينعكس الالم الى ايذاء للقلب ذاته, فيحترق كمدا,

واما في الآية (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(10 القصص )فان معظم المفسرين اغفلوا ذكر الفرق بين القلب والفؤاد , من ناحية انه منفصل عنه , او من ناحية ان يكون القلب جزء من الفؤاد او الفؤاد جزء من القلب, ويستثنى مفسر واحد فقط فقد ذكرهما منفصلين ولم يوضح العلاقة بينهما .

فالقلب ليس هو الفؤاد والفؤاد ليس هو القلب والا لما ذكرا في آية واحدة بعملين مختلفين .

 

القلب والصدر

 

اعتمد المفسرين القلب والصدر واحد فعندما اشار الرسول صلى الله عليه وسلم الى صدره في الحديث الشريف , اعتبرت الاشارة الى القلب (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”. رواه مسلم.) شرح الأربعين النووية – (ج 1 / ص 279)

( التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ( التقوى محلها القلب، وهذا معنى إشارة النبي ( إلى صدره ثلاث مرات. (((قوله صلى الله عليه و سلم [ التقوى ها هنا ] ويشير إلى صدره ثلاث مرات وفي رواية : [ إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ] معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل التقوى وإنما تقع التقوى بما في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته ونظر الله تعالى – أي رؤيته محيطة بكل شئ ومعنى الحديث – والله أعلم : مجازاته ومحاسبته وأن الإعتبار في هذا كله بالقلب) شرح الأربعين نووية – (ج 1 / ص 90))) (((وقوله التقوى ها هنا إخبار بأن عمدة التقوى ما يحل في القلب من خشية الله ومراقبته وإخلاص الأعمال له وعليه دل حديث مسلم “إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم” أي أن المجازاة والمحاسبة إنما تكون على ما في القلب دون الصورة الظاهرة والأعمال البارزة فإن عمدتها النيات ومحلها القلب وتقدم إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد وقوله بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه أي يكفيه أن يكون من أهل الشر بهذه الخصلة وحدها وفي قوله “كل المسلم على المسلم حرام” إخبار بتحريم الدماء والأموال والأعراض وهو معلوم من الشرع علما قطعيا) سبل السلام – (ج 4 / ص 195)

ولكن لو رجعنا الى الاية

(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)

فهنا عندنا صدر وقلب , والقلب اشير اليه باشارة غير الصدر , فهناك احتمالين , فاما ان الاشارة الى كل الجسد ,, فعندها سيكون القلب والصدر والفؤاد والمخ داخلا في ذلك , او ان الاشارة الى نفس الانسان وروحه وعواطفه , وهذا يخص الغيب , فلا يوجد في القرآن مترادفات , لا بل كل له معناه اما ان نقول ان الصدر هو القلب او ان الصدر فيه تفكير فكل هذه تحتاج الى دليل

 

القلب الحقيقي للانسان

 

اذا كان هذا القلب الدموي لا يطابق معطيات الحديث النبوي الشريف , ولا يطابق الكثير من الآي , لا بل قد نحتاج للوي عنق النص لنجعل القلب المذكور في الآية هو القلب الدموي , اذا هل هناك اكثر من قلب , أي القلب الدموي وقلوب اخرى , فكيف يكون هناك قلب آخر , والله سبحانه وتعالى يقول (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) ؟ واذا لم يكن القلب الدموي هو القلب المذكور بالقرآن فاين هذا القلب وهل هو قلب لب؟ أي في وسط الجسم تماما كما تعني اللغة , هذه الامور تحتاج الى توضيح وتبيان.

ومن هنا اذا راجعنا جسم الانسان واردنا ان نعرف اين سيكون وسط الجسم , فالقلب الدموي ليس في وسط الجسم , فهو في امام يسار الجسم , على اعتبارا ان هناك مستويين يمران على طول الجسم , الاول من الامام الى الخلف ويقسم جسم الانسان الى نصفين يمين ويسار, وهما تقريبا متشابهين , المستوى الطولي الاخر هو يقسم الجسم الى نصفين , امامي وخلفي وهم تقريبا متساويين ولكن غير متناضرين , مكان تقاطع المستويين هو لب وقلب ووسط الانسان ويمثل وسط جذع النخلة وقلبها ولبها , ولم نجد ولاجزء من جسم الانسان كاملا في هذا اللب, فلا القلب ولا المعدة ولا المخ ولا المخيخ ولا الامعاء ولا الحبل الشوكي يقع في هذا اللب الا جزء واحدا فقط وهو عضو صغير حجمه بحجم المضغة 4-5 سم مكعب ويقع في وسط المخ تماما , وهو من الاجزاء النادرة في المخ التي تتصل فيها اليمين باليسار ويعمل ككتلة واحدة يمنة ويسرة !! فهل هذا هو القلب ؟
الإنتقال إلى الجزء الثاني